الحصبة

أكدت دراسة جديدة أن مضاعفات الحصبة القاتلة التي يمكن أن تحدث بعد سنوات من إصابة الشخص بالفيروس، هي أكثر شيوعا مما كان يعتقد الباحثون في السابق.

وتسمى هذه المضاعفات "التهاب الدماغ المصلِّب الشامل تحت الحاد" (subacute sclerosing panencephalitis)، وهو اضطراب عصبي تدريجي يسبب التهابا في الدماغ قد يؤدي إلى الوفاة، في المتوسط، في غضون سنة أو سنتين من تاريخ تشخيص المرض لدى المرضى، وقد يعيش بعضهم فترات أطول ولكن مصيرهم يكون في النهاية الموت.

وكان الباحثون يعتقدون في السابق أن مخاطر ما بعد الحصبة قد تصيب واحدا من بين 100 ألف شخص، لكن التحاليل الجديدة تشير إلى أن طفلا واحداً من بين 1387 طفلاً يصابون بالحصبة قبل سن الـ5 سنوات معرضٌ لمضاعفات "التهاب الدماغ المصلب الشامل تحت الحاد"، أما الأطفال الذين يصابون بالحصبة قبل بلوغهم سنة واحدة من عمرهم فمعرضون لهذه المضاعفات بمعدل طفل واحد لكل 609 أطفال.

وقد شملت الدراسة بيانات الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب الدماغ المصلب الشامل تحت الحاد في كاليفورنيا ما بين عامي 1998 و2015، فوجد الباحثون أن متوسط العمر الذي تم فيه تشخيص الإصابة بالتهاب الدماغ المتصلب تحت الحاد هو 12 عاما، لكن نطاق الإصابة يتراوح بين ثلاثة أعوام و35 عاما.

وقال الأستاذ في معهد أمراض الأطفال المعدية بمدرسة الطب في جامعة ديفيد غيفين في كاليفورنيا، وكبير معدي الدراسة جيمس تشيري إن هذه المضاعفات تتمظهر في ثلاث مراحل: الأولى تتمثل في التصرف بعدوانية وتشمل تغيرات سلوكية لدى الطفل المريض، والثانية تشمل نوبات من الخوف، والثالثة وهي مرحلة متقدمة من المرض يصاب فيها الشخص المريض بحالات من الإغماء المستمر لتصبح في نهاية المطاف حالة غيبوبة.

وأكد المشرفون على الدراسة أهمية التطعيم ضد هذا المرض المعدي من أجل وقاية الأطفال من مثل هذه المضاعفات وإنقاذهم من الموت المحتم.