أبوظبي – صوت الإمارات
"قهرنا المرض الخبيث بالمعنويات العالية، وحوّلناه من تجربة قاسية إلى طاقة إيجابية تنفع الناس وتعرّفهم كيفية الوقاية من السرطان، أو التعايش معه حتى الانتصار عليه"، بهذه العبارات لخصت سلوى وسوسن آل رحمة قصتهما في مواجهة مرض السرطان، والانتصار عليه.
سلوى وسوسن، شقيقتان أصيبت إحداهما بالسرطان أربع مرات، بدأتها بالغدد الليمفاوية، وانتهت بالثدي، فيما اكتفى الورم بمهاجمة الثانية في منطقة الرئة، لكنهما تحدّتاه، وحوّلتا رحلتيهما مع المرض إلى تجربة نقلتاها للنساء، عبر ندوات وورش عمل، وأكدتا أن "المرض ليس ابتلاءً، بل هو تحدٍ يقهره الأقوياء".
وتقول سلوى: إنني "استثمرت تجربة المرض في ما ينفع الناس، وأول من استفاد من تجربتي مع السرطان كانت شقيقتي سوسن، التي أصيبت بورم في الرئة، لكنها تعايشت معه إلى أن شفاها الله".
وتضيف: "كنا نتبادل النصائح، وكنت أحثها على المقاومة والصبر وعدم الخوف، وهي صفات كانت تتحلى بها كثيراً، ما سهّل الطريق لشفائها".
وعن رحلتها مع السرطان، قالت سلوى إنها أصيبت بهذا المرض أربع مرات: أولاها كانت في السابعة عشرة من عمرها، حينما أصابها ورم الغدد الليمفاوية، في مرحلة متقدمة تغلبت عليه سريعاً، لكن المرة الثانية تُعد الأصعب، لأنها كانت متزوجة، ولديها خمسة أطفال. وأضافت: "هذه المرة شعرت بخوف شديد بسبب أولادي، فكرت كثيراً كيف ستكون حياتهم من دوني، ووقتها قررت أن أتخذ من أولادي دافعاً لمقاومة المرض وهزيمته، ووعدتهم بذلك، فازداد يقيني بالله وثقتي بهزيمة المرض، وهو ما حدث".
وتابعت: "بعد شفائي، كرّست جزءاً كبيراً من وقتي لتوعية الناس بخطورة السرطان، وحثهم على الكشف المبكر عنه، من خلال مشاركتي في الندوات وحملات التوعية، في وقت هاجمني فيه المرض مرتين متتاليتين في الثدي، لكنه لم يستطع النيل من عزيمتي وإصراري على سحقه".
أما سوسن، فلخّصت تجربتها بالقول: "نصيحة شقيقتي كانت وراء تأكدي من الإصابة بالسرطان، والانتصار عليه".
وتقول سوسن، وهي محررة بمجموعة قنوات أبوظبي: "علمت بمرضي مصادفة، حينما انتابتني حالة إعياء دامت لأيام عدة، فسّرتها في البداية بأنها نتاج إرهاق العمل، ثم ذهبت لأكثر من طبيب، وجميعهم لم يشخّصوا حالتي الحقيقية، ومع استمرار شعوري بالإرهاق، واكتشافي لبعض التغيرات في منطقة الثدي، اتصلت بشقيقتي سلوى، فنصحتني بإجراء فحص اكتشاف الأورام".
وأضافت: "ذهبت إلى المستشفى وأجريت الفحص، وعلمت بأنني مصابة بسرطان الرئة، وهو الأمر الذي استقبلته بنوع من الأريحية، لأنني عرفت أسباب ألمي".
وعن رحلتها العلاجية، قالت: "بدأتها في ألمانيا، ووقتها كانت الرئة مصابة بأضرار بليغة، إذ وصلت إصابتي بالسرطان للمرحلة الرابعة، وهي مرحلة متأخرة، لكنني كنت متعايشة معه، وقرأت كثيراً عن هذا المرض، للاستعداد لما يمكن أن يكون أسوأ".
وتابعت: "استمر علاجي لمدة عام، بعدها انتقلت لمرحلة الإشعاع، وكانت معنوياتي عالية، ولم أهتم بتساقط شعري، وكان لديّ أمل وتفاؤل".