لندن ـ صوت الإمارات
شهر رمضان الكريم يحمل لنا رسائل عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل، فهو مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة؛ كما أنه يعد بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن أراد ذلك.
وأكد محمد السويدي اختصاصي نفسي بمنطقة دبي التعليمية أن شهر رمضان يعد اختباراً يتعلم المسلم فيه كيف يهذب من سلوكياته وأفكاره وعاداته، والتدخين من الأمور التي لا يقرها الدين، فضلاً عن العقل السليم لما في التدخين من أضرار لا تعد ولا تحصى، لا سيما وأن الأبحاث أكدت أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وسرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وسرطان الفم وأمراض حادة أخرى.
وحدد السويدي 10 نصائح للتغلب على فراق السيجارة وهي تناول فيتامين (ج) و(أ)، بالإضافة إلى تناول التمر، والابتعاد عن الوجبات السريعة، وممارسة الرياضة، واستعمال السواك، وتجنب المخللات، وتقسيم الوجبات، والاستعاضة عن تناول الشاي والقهوة، بشاي الأعشاب أو العصائر الطازجة، واستخدام اللصقات وعلكة النيكوتين، وأخيراً تناول البوتاسيوم والماغنسيوم اللذين يعدان من أهم العناصر والمعادن الغذائية التي تعمل على تهدئة الأعصاب.
وحدد كذلك السويدي، طرقاً لاستغلال الصيام كعامل مساعد للإقلاع عن التدخين نوجزها في الآتي: الأولى هي الانقطاع الفوري، بمعنى أن يتوقف المدخن فجأة عن التدخين مستغلاً قوة إرادته، ويتحمل كل الأعراض الانسحابية لمادة النيكوتين مثل الرغبة العارمة لإشعال سيجارة والتوتر والقلق، ومشكلة هذه الطريقة المعاناة النفسية بها تكون كبيرة، وكذلك فرصة العودة للتدخين مرة أخرى تكون كبيرة أيضاً.
والطريقة الثانية هي الانقطاع التدريجي، بمعنى أن يقلل المدخن تدريجياً من عدد السجائر المدخنة يومياً، حيث يتوقف نهائياً في خلال أسبوعين أو ثلاثة، وبذلك يقلل من المعاناة والأعراض الانسحابية لمادة النيكوتين.
وأوضح أن استخدام لصقات وعلكة النيكوتين تعوض نسبة النيكوتين في الدم، وبالتالي تقل الأعراض الانسحابية والرغبة العارمة للاستمرار في التدخين، كما أن هناك بعض الأدوية التي تحتوي على مادة «ببروبيون» التي تستعمل كمضاد لمرض الاكتئاب لها تأثير فعال في كبح الرغبة عن التدخين.
وأضاف أنه حتى لا تحدث الانتكاسة لا بد من علاج الأسباب الحقيقية المسببة للإدمان، ومنها القلق والتوتر لدى المدخن، من خلال علاج التدخين على أنه عادة سيئة تم تعلمها في السابق فهو عند التعرض، لذا يجب تعديل تصرفات المدخن عند التعرض لموقف سيئ يدفعه للجوء إلى التدخين.
دراسة
قال السويدي: بحسب دراسة علمية للجمعية الألمانية لأمراض الرئة تبين أنه يمكن التخلص من عادة التدخين من خلال تغيير الطقوس المصاحبة له، مشيراً إلى أن الصوم من العوامل الهامة التي تساعد على ذلك.