باريس - أ ف ب
ولد سيلفيستر وحيد واسمه الاصلي شهزاد في باكستان قبل ان ينتقل في سن التاسعة الى فرنسا حيث يدير هذا الطاهي الخارج عن المألوف مطعما يقدم فن الطبخ الراقي في قلب باريس.
ويقع مطعم "سيلفيستر" داخل فندق توميو الفخم في باريس ويقدم اطباقا نضرة تكثر فيها الزهور. وتفرد قائمة الطعام عنده مكانا كبيرا للاسماك. وهو حريص على صحة زبائنه فيخفض كمية الملح ويعتمد الطهو السريع.
وهو يقترح الملح على رواد مطعم باربعة اشكال تحوي اليود بكميات متفاوتة وبحبيبات مختلفة وهي ملح بلاد فارس الازرق وملح هاواي الاسود والزهري من هملايا وزهرة الملح من منطقة كامارغ الفرنسية. ويوضح الطاهي البالغ 40 عاما ان الهدف من ذلك "ان يتحكم الناس بعملية التتبيل وان يستخدموا ايديهم وان يستمتعوا بعض الشيء".
واحتفظ سيلفيستر وحيد من طفولته في باكستان التي لم يعد اليها منذ غادرها، بذكرى الحدائق والبساتين العائلية والاطباق التي تعدها والدته مثل العدس او اللبن بالكزبرة والنعناع.
وقد ولد وحيد في كوهات في شمال غرب باكستان قرب الحدود مع افغانستان والمناطق القبلية. وكان عمره بضع سنوات فقط عندما قرر والده الانتقال الى اوروبا تاركا وراءه زوجته المدرسة واربعة اطفال صغار.
وقد انخرط والده في صفوف الفرقة الاجنبية وحصل على الجنسية الفرنسية بعد خمس سنوات واستقدم عائلته الى نيم (جنوب فرنسا) حيث يقيم منذ العام 1984.
وشكل الوصول الى فرنسا صدمة. ويقول الطاهي "تصوروا ما يدور في رأس اربعة اطفال تعطى لهم عربة للتبضع في سوبرماركت. لم يسبق لنا ان رأينا شيئا كهذا!"
وفي نيم سجلت العائلة المسلمة اطفالها فيم درسة كاثوليكية. واعطيت للاطفال الاربعة وهما شقيقتان وشقيقان اسماء فرنسية فاصبح شهزاد: سيلفيستر. وكان الوالدان حريصين على الاندماج وبسرعة كبيرة في المجتمع.
الا ان سيلفيستر لم يبرع في المدرسة وغادرها في سن الخامسة عشرة. وفي فصل الصيف عمل في مقصف للضباط مكتشفا تنوع المطبخ الفرنسية.
وادرك ان هذه هي طريقه رغم معارضة والدته التي قالت له في البداية "لم انقل اولادي الى فرنسا لكي يصبحوا طهاة!"
لكن استمر على هذه الدرب واجرى فترة تدريبية عند حلواني وبدأ يعمل لدى الطاهي الشهير تييري ماركس. وقد تعلم عنده الاسس وحصل على شهادات. وبعد الخدمة العسكرية انضم الى عالم الطاهي الان دوكاس فمر عنده في فندق بلازا اتينيه الفخم ونيويورك ومركز التدريب التابع لدوكاس.
وبين عامي 2005 و2014 كان وحيد يشرف على مطعم يحظى بنجمتين في جنوب فرنسا الى حيث استقطب ايضا شقيقه الحلواني جوناتان وبطل فرنسا في التحليات العام 2005. وفي الشتاء، كان يتولى مطابخ مطعم في محطة كورشوفيل في الالب يحظى ايضا بنجمتين من دليل ميشلان.
البدايات لم تكن سهلة مع ملاحظات فظة حول مطاعم "تباع" الى باكستانيين. وهذه الملاظات دفعته الى عدم الخروج الى قاعة المطعم والبقاء الى جانب فرقه في المطبخ.
ويؤكد هذا الرجل الاسمر الانيق انه عانى من العنصرية الا انه "لا يكن اي ضغينة" ولا يستفيض في الموضوع موضحا "افضل ان اركز على عملي وان اقول للناس ان يحكموا علي على اطباقي وليس على لون بشرتي".
وهو يعتبر ان فن الطبخ بات بيئة "تفقد من طابعها المتحفظ مع انتشار التلفزيون والعولمة والانفتاح ومشاركة عدد اكبر من النساء".