أبوظبي - صوت الأمارات
نظمت جمعية المؤازرة الإماراتية لمصابي السرطان، أول ندوة عن المعافاة من سرطان الثدي في الإمارات، بدعم من جمعية أصدقاء مرضى السرطان، شارك فيها خبراء في مجال الرعاية الصحية، إضافةً إلى متعافيات من سرطان الثدي وأسرهن .
ناقش المشاركون في الندوة المشكلات التي تأتي في مرحلة ما بعد الشفاء من المرض، والعمل على مساعدة الناجيات لمواصلة حياتهن بصورة طبيعية، وتطرقوا إلى التأثيرات المختلفة على صحة المصاب نفسيا واجتماعيا وجسديا .
وشدد الخبراء على ضرورة الفحوصات الدورية لمعرفة حالة الغدد الصماء والعظام والقلب والأوعية الدموية في مرحلة ما بعد العلاج، إضافةً إلى الاهتمام بتعزيز النشاط البدني والعلاج النفسي والمهني .
وأضافت مديرة جمعية المؤازرة الإماراتية لمصابي السرطان الدكتورة عفراء المري، "إن أحد أهدافنا الأساسية في الجمعية يكمن في مساعدة ودعم أي مريض بالسرطان، من واقع خبرتنا العملية في تشخيص الإصابة بهذا المرض والخضوع للعلاج والشفاء النهائي، الذي يمكن أن يعرض المرضى وعائلاتهم لتجارب قاسية وغالبا ما تكون مؤلمة وتتطلب دعما وتوجيها من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية، وهذا ما نصبوا إليه من هذه الندوة" .
من جانبه أشار مدير قسم الجراحة العامة في مستشفى توام، الدكتور محمد فهيم البشير، إلى التقدم الذي تمّ إحرازه في مجال علاج سرطان الثدي، وهو ما أدى إلى تزايد أعداد النساء اللواتي يتعافين من المرض ويتغلبن عليه . وقد حان الوقت الآن لكي نركز على المشكلات التي يواجهنها ونساعدهن على استئناف حياتهن الطبيعية .
وأوضحت عضو جمعية المؤازرة الإماراتية لمصابي السرطان وممرضة مسؤولة في قسم عناية الثدي في مستشفى توام، غادة عبد الهادي حسونة، أهمية معرفة التحديات التي تواجه المرضى بعد الشفاء حيث تبدأ المصابات مرحلة جديدة من حياتهن بعد معاناة طويلة من العلاج تركت في أنفسهن وجسدهن تغيرات كثيرة، فهدفنا من مثل تلك الأنشطة هي مساعدتهن للخروج إلى العالم بثقة وإيجابية وفهم حاجتهن ومتطلباتهن .
وحول أهم المشكلات التي تواجه المرضى بعد الشفاء، ردت غادة بالقول إن الخوف من عودة المرض بعد الشفاء هو محور تساؤلات المريضات، التي تتمحور دائما بمعرفة سبل الابتعاد عن مسبباته، ومثل هذه الأسئلة متكررة وحرصا من المريضات على اتباع نظام صحي يجنبهن مخاوف العودة إلى المرض .
وأضافت في هذا الإطار "القلق الدائم والإرهاق والتعب وقلة النوم قد تتسبب جميعها في انقطاع المريضات عن العمل، الأمر الذي يخلق مشكلات مادية أكثر تعقيدا، مؤكدةً بأن هناك طرقا للعلاج النفسي والجسدي ينبغي أن تتبعها المصابات بعد الشفاء، لكن لا يمكن تطبيقها إلا بإنشاء برنامج يختص بتأهيلهن وتوجيهن للعلاج اللازم سواء كان جسديا أو نفسيا" .