دمشق - سانا
بينما تحتفل دول العالم في الرابع والعشرين من تشرين الأول سنويا باليوم العالمي لشلل الاطفال تكثف وزارة الصحة جهودها للقضاء على هذا المرض نهائيا وعودة سورية خالية منه مجددا عبر حملات التلقيح المتتالية وتوفير احتياجات الأطفال من اللقاحات المضادة للمرض ومستلزمات الحفاظ عليها من التلف.
وأوضح وزير الصحة الدكتور نزار يازجي في بيان مشترك للوزارة ومنظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة تلقت سانا نسخة منه إن الخطة المحكمة التي اعتمدتها الوزارة للتصدي لهذا المرض مكنت من وقف انتشاره بعد توفير اللقاحات المضادة ومستلزمات الحفاظ عليه من التلف ونقله بشكل آمن وتزويد فرق التلقيح الثابتة والجوالة به تمهيدا لإعطائه لكل طفل دون الخامسة من العمر.
وأكد وزير الصحة أن اللقاحات التي يتم توفيرها آمنة ومستوردة من أفضل شركات اللقاح في العالم وهي ذات الشركات التي كانت الحكومة تستورد منها قبل الأزمة الراهنة مشيرا إلى أن الوزارة مصممة على المضي قدما في خططها الوطنية القادمة الهادفة إلى التخلص من شلل الأطفال مجددا.
وبين الدكتور يازجي أن التنظيمات الإرهابية المسلحة لم تكتف بنشر فيروس شلل الأطفال الذي حملته معها إلى سورية واكتشفت حالاته الأولى بمدينة الميادين بدير الزور بل أمعنت في إعاقة وصول خدمات صحة الطفل واللقاح في العديد من المناطق التي تشهد أحداثا بتحريض ودعم وتمويل مما يسمى “مجلس اسطنبول والدول التي ترعاه”.
وأضاف لقد اعترضت المجموعات الإرهابية قوافل المساعدات الطبية مرات عديدة وأتلفت محتوياتها إمعانا منها في حرمان الأطفال من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية لافتا إلى أن هذه المجموعات التكفيرية تسببت مؤخرا في إحداث كارثة إنسانية في إدلب عبر قيامها بتلقيح الأطفال بطرق بدائية تفتقر لمعايير الجودة والمهنية والمهارة ما أدى لاستشهاد 15 طفلا وإصابة العشرات بحالات اختناق.
وجدد وزير الصحة التزام الوزارة باستنفار كامل طاقاتها لتحصين أطفال سورية ضد أمراض الطفولة الخطرة ولاسيما شلل الأطفال مع إيلاء أهمية خاصة للأطفال في المناطق عالية الخطورة والمناطق ذات الاحتياجات الخاصة بما يكفل الحفاظ على صحتهم وضمان نموهم وتطورهم بشكل سليم ومعافى.
ونوه الدكتور يازجي بتعاون الأهالي ومشاركتهم في حملات التلقيح المتتالية التي طبقتها الوزارة منذ الإعلان عن تسجيل أولى حالات الإصابة بالمرض في سورية بعد أن “ظل هذا المرض جزءا من الماضي على مدار 24 عاما” إلى أن حملته معها التنظيمات الإرهابية المسلحة القادمة من مناطق لاتزال موبوءة بهذا المرض لافتا الى كفاءة ومهارة العاملين الصحيين وفرق التلقيح العاملة في المراكز الصحية الثابتة والجوالة التي تجوب المناطق والأرياف ومراكز الإقامة المؤقتة للوصول إلى كل طفل وتحصينه ضد هذا المرض.
من جانبها قالت الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في سورية اليزابيث هوف “إن وقف انتشار الفيروس البري لمرض شلل الأطفال يعد حالة طوارئ صحية عامة ضمن اللوائح الصحية الدولية الملزمة لجميع دول العالم” مؤكدة دعم المنظمة لمكافحة هذا المرض.
وأشارت إلى أن منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” أعدتا بالتعاون مع وزارة الصحة في سورية خطة استجابة للتصدي لوباء شلل الأطفال تم خلالها تنفيذ سلسلة من حملات التلقيح على مرحلتين مع الاهتمام بتقوية نظام الترصد والتقصي لحالات الشلل الرخو الحاد الى جانب تعزيز نشاطات اللقاح الروتيني على جميع المستويات.
واضافت هوف إن سلسلة حملات التلقيح المنفذة انعكست إيجابا على عدم تسجيل حالات جديدة من مرض شلل الأطفال في سورية منذ 21 كانون الثاني الماضي بفضل التعاون والتنسيق المستمرين بين الوزارة والشركاء المعنيين داعية إلى الاستفادة من هذه المناسبة لزيادة التوعية بأهمية اللقاح ودوره في تأمين الحماية للأطفال.
وأكدت أهمية التعاون الوثيق مع جميع الأطراف المعنية بصحة الأطفال بما في ذلك الأطباء في القطاع الخاص إضافة إلى حشد الموارد من قبل الجهات الدولية المانحة لتمويل النشاطات المتعلقة باستئصال المرض مبينة أنه “رغم أن معظم الدول حققت حالة الخلو من شلل الأطفال إلا أن هناك حاجة ماسة لبذل جهود كبيرة للوصول إلى عالم خال من الشلل”.
وفي إطار الجهود الدولية المبذولة لاحتواء تفشي مرض شلل الأطفال أعلنت منظمة “اليونيسيف” عن عزمها تلقيح 25 مليون طفل دون الخامسة ضد هذا المرض خلال الأسابيع القادمة في 7 دول بينها سورية.
وبينت المديرة الإقليمية للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ماريا كاليفيس أنه تم إحراز تقدم هائل “منذ أن دخل مرض شلل الأطفال مرة أخرى إلى سورية العام الماضي” مؤكدة عدم الإبلاغ عن أي حالات جديدة للإصابة في سورية والعراق منذ نيسان الماضي وذلك بفضل الجهود التي بذلها الشركاء للوصول إلى الأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
ودعت كاليفيس إلى مواصلة الجهود لتمكين الأطفال من النمو ومواصلة حياتهم دون خوف من المرض مشيرة إلى استهداف 9ر2 مليون طفل في سورية لتلقيحهم خلال الشهر الجاري ومعتبرة جولات التلقيح المتزامنة جزءا من مجهود دولي للقضاء على المرض في الشرق الأوسط.
بدوره ذكر مدير استئصال شلل الأطفال والاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية كريس ماهير “أنه رغم انخفاض حالات الإصابة بمرض شلل الأطفال بنسبة تفوق 99 بالمئة منذ بدء الجهود العالمية لاستئصاله إلا أن مخاطر تفشيه لاتزال مرتفعة” داعيا الآباء والأمهات إلى تقديم الدعم الكامل لحملات التلقيح والتي ستستمر حتى بداية عام 2015.