الشارقة-وام
دعا أخصائيون في مستشفى الجامعة بالشارقة الجمهور إلى اتخاذ خطوات عملية فاعلة من أجل الوقاية من مرض هشاشة العظام وتشخصيه وعلاجه .
ولفت الأخصائيون الى ماورد من تقارير الجمعية الدولية لهشاشة العظام التي نبهت إلى ارتفاع مثير للقلق في عدد الإصابات بهذا المرض في الشرق الأوسط وأفريقيا مع توقعات بارتفاع معدلات الإصابة بالكسور الناجمة عن الهشاشة بنسبة أربعة أضعاف في العديد من الدول خاصة مع ارتفاع معدل الأعمار.
و يطلق على مرض هشاشة العظام اسم الوباء الصامت نظرا لأن تطور هذا المرض لا يترافق مع أية أعراض حيث أنه ينتمي إلى فئة الأمراض التنكسية ويتمثل بنقص كثافة ومتانة العظام تدريجيا ما يزيد من خطر الإصابة بالكسور بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن هذا المرض يشاهد غالبا لدى السيدات بعد عمر الخمسين حيث تصيب الكسور المرتبطة بهشاشة العظام واحدة من كل ثلاث نساء عالميا إلا أن الرجال ليسوا بمأمن من هشاشة العظام حيث تظهر البحوث الطبية أن معدل خطر إصابة الرجال بالكسور الناجمة عن هشاشة العظام يبلغ رجلا من بين كل خمسة رجال عالميا .
و حول أهمية التوعية بمخاطر مرض هشاشة العظام قال الدكتور سوخبير أوبال رئيس قسم الطب الباطني والأخصائي الأول في مجال الأمراض الرثوية في مستشفى الجامعة بالشارقة ان من بين أكبر التحديات التي نواجهها في موضوع هشاشة العظام ..أن هذا المرض الصامت يبقى دون تشخيص حتى ي صاب المريض بالكسور. وضرب مثلا تم في المستشفى مؤخرا حيث تم قبول حالة لسيدة متقدمة في العمر تعاني من مرض غير مرتبط بهشاشة العظام..غير انه وبعد دخولها إلى المستشفى عانت السيدة من كسر عظمي دون أن تتعرض لأي نوع من الرضوض أو الإصابات.
وكشفت الاستقصاءات التي أجراها الأطباء في المستشفى أن هذه السيدة تعاني من حالة متقدمة من هشاشة العظام بقيت دون تشخيص لفترة طويلة جدا تبلغ في الغالب عدة سنوات حتى أصبحت عظامها على درجة كبيرة من الهشاشة أصبحت معها معرضة للكسور مع أبسط الحركات أو الرضوض.
وتابع بقوله: ومع أن علاج مثل هذه الحالات ممكن طبيا إلا أنه سيفتقد الفعالية التي كان يمكن الحصول عليها فيما لو تم الكشف عن المرض في مرحلة مبكرة. كما يستغرق الشفاء من هذا النوع من الكسور وقتا أطول من الكسور الأخرى خاصة لدى المرضى الذين عانوا من هشاشة العظام لسنوات طويلة حتى أن بعض هذه الكسور قد يعرض الحياة للخطر.
و أشار الى إن التوعية بالعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض الثابتة منها والقابلة للتعديل يعد أمرا أساسيا في محاربته حيث توجد العديد من عوامل الخطر التي لا يمكن تجنبها مثل التقدم في العمر ووجود المرض في العائلة إلا أن التوعية بهذه العوامل يتيح للمرضى اتخاذ الخطوات المناسبة للكشف عن هذا المرض في مرحلة مبكرة والتعامل معه وهو ما يمثل عاملا حاسما في تجنب الكسور إلى درجة كبيرة. .
وأكد أن التوعية بالعوامل التي يمكن تجنبها يحمل أهمية أكبر وتشتمل هذه العوامل على تناول الكحول والتدخين وسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة وعدم تناول كميات كافية من الكالسيوم في حين يعد نقص الفيتامين دي من أهم هذه العوامل.
وقال الدكتور أوبال الفيتامين دي من أهم العناصر لصحة العظام وعلى الرغم من أن الشرق الأوسط يعد من المناطق المشمسة لا تزال هذه المنطقة تعاني من معدلات مرتفعة من نقص هذا الفيتامين مقارنة بباقي مناطق العالم حيث أظهرت دراسة طبية حديثة أجريت على 255 سيدة من مختلف الجنسيات والأعراق في الإمارات العربية المتحدة أن أكثر من 90 بالمائة من المشاركات في الدراسة يعانين من نقص الفيتامين دي وت ظهر هذه الأرقام أهمية التوعية بهذا الموضوع واتخاذ خطوات جادة لمعالجته من خلال تناول المكملات الغذائية من جهة والتعرض للشمس من جهة أخرى حيث يصنع الجسم هذا الفيتامين اعتمادا على أشعة الشمس".
ويقدر عدد المصابين بمرض هشاشة العظام في العالم حاليا بـ 200 مليون شخص ما يرفع هذا المرض إلى مستوى مشاكل الصحة العامة خاصة مع غياب الأعراض التي يمكن أن تنبه المصابين إلى المرض. ومن هذا المنطلق تشجع مستشفى الجامعة بالشارقة جميع أفراد المجتمع على فهم عوامل الخطر المرتبطة بهذا المرض. ولتوضيح كيفية القيام بذلك.
وقال الدكتور أوبال انه يمكن للراغبين بتقدير خطر إصابتهم بهذا المرض الإجابة عن أسئلة استبيان تقييم مخاطر هشاشة العظام حيث يتوفر هذا الاستبيان على موقع مؤسسة هشاشة العظام ويمكن في حال أشار هذا الاستبيان إلى نسبة خطر مرتفعة زيارة طبيب مختص للقيام بمجموعة من الاختبارات الطبية التي يمكن أن تكشف الإصابة بهذا المرض يعد من أهمها اختبار الكثافة العظمية.
وتابع :في حال تشخيص المرض يبدأ العلاج مباشرة حيث تطورت أساليب علاج هشاشة العظام بشكل كبير في السنوات الأخيرة ويتم طرح علاجات جديدة بشكل مستمر. وتزداد فعالية هذه العلاجات يوما بعد يوم وعلى الرغم من الأعراض الجانبية التي ترافق بعضها فإن التشخيص المبكر يعد ضمانة لفعالية العلاج ما يمكن المصاب أن يعيش حياة طبيعية تماما .