أبوظبي - جواد الريسي
كشفت الدراسات أن 15% من الأطفال و 10% من البالغين في أبوظبي مصابين بالربو وأن نسبة المصابين بالربو اللذين يستعملون الدواء المناسب لهم لا تتجاوز 5% ، بينما تبلغ نسبة المصابين بالربو والذين يلجأون إلى الاستعمال غير الموجه لموسع الشعب الهوائية نحو 50% .
وصرح الدكتور محمد بدر الصيعري استشاري الأمراض التنفسية والصدرية وأمراض النوم في مستشفى هيلث بوينت في أبوظبي والذي تشرف عليه "مبادلة للرعاية الصحية" أن نسبة المصابون بالربو ممن يزورون أقسام الطوارئ في المستشفيات في الدولة تبلغ نحو 27% من اجمالي مرضى الربو في الدولة وتعد هذه النسبة مرتفعة مقارنة بالنسب العالمية على حسب دراسات منشوره قام بها اطباء وباحثين إماراتيين ، لافتا إلى أن المجتمع الطبي في الدولة يعاني من ضعف تشخيص مرض الربو نتيجة قلة الأطباء المختصين في مرض الربو في الدولة وعدم توفر الخبرة الكافية في التشخيص ، الذي يتم من خلال التفاعل مع الأدوية ، والكشف عن أعراض المرض ،و التأكد من التاريخ الصحي للمريض وتشمل مراحل التشخيص الفحص السريري والفحص الفسيولوجي بالأجهزة المختصة .
وأضاف لابد من زيادة درجة الوعي والخبرة لدى الأطباء بمرض الربو في الدولة من خلال اقامة دورات تدريبية لتكثيف التواصل بين الأطباء المختصين في مرض ، لافتا إلى الدور الايجابي الذي تقوم به هيئة الصحة في أبوظبي في تثقيف الأطباء حول كيفية السيطرة على مرض الربو من خلال كتيبات تثقيفية موجهه للأطباء والاستشاريين المختصين في أمراض الجهاز التنفسي
وأوضح استشاري الأمراض التنفسية والصدرية وأمراض النوم في مستشفى هيلث بوينت أن مرض الربو يعد مرضا مزمنا يأتي على فترات مختلفة ، ترتبط أعراضه بالسعال ، صعوبة في التنفس ، صفير الصدر ، وتختلف حدته من شخص إلى آخر حيث يصل الكثير من المصابين بالربو إلى مراحل متأخرة من المرض بحيث يحتاجون لزيارة الطوارئ بشكل مستمر والدخول إلى غرف العناية المركزة نظرا لتطور أعراض المرض لديهم ، مشيرا إلى أن حالات الاصابه الشديدة بالربو هي الحالات التي تستدعي المبيت في المستشفى وأنه غالبا ما تزداد أعراض الربو من سعال وضيق تنفس خلال ساعات الليل وأثناء النوم حيث يستيقظ المريض أكثر من مرة خلال نومه.
وقال تتمثل الخطوة الأولى في علاج أي مرض في التشخيص الدقيق ،حيث تتطلب 80% من حالات الاصابة بالربو التشخيص باستخدام أجهزة مخصصة للجهاز التنفسي بشكل خاص نظرا لما يتطلبه مرض الربو من دقة في التشخيص و لا يعد التشخيص السريري كاف لتشخيص المرض ، وبعد الانتهاء من مرحلة التشخيص يتم اعطاء الدواء المناسب للمريض وفقا لحالته الصحية لافتا إلى أن العلاج الرئيسي لمرض الربو يعتمد على الكورتيزون الهوائي الآمن وتختلف جرعته وفقا لشدة الحالة وتتراوح مدة العلاج بالكورتيزون الهوائي من أسبوعين إلى 8 أسابيع إلى جانب الأدوية المساعدة لتوسعة الشعب الهوائية ، والتطعيمات السنوية التي تمنع الاصابة بالأمراض الفيروسية .
ولفت إلى أن بعض الحالات المتأخرة للمرض تستدعي ادخال المريض إلى المستشفى واعطاءه جرعات محدده من الكورتيزون عن طريق الفم واجراء بعض انواع التنفس الصناعي ، مشيرا إلى عدم وجود علاج جذري لمرض الربو، و إلى أن جسم المريض غالبا ما يبدأ بالتفاعل مع الدواء بدءا من اليوم الأول حتى أسبوعين من أخذ العلاج وبعد مرور أسبوعين من البدء بالعلاج يتم فحص المريض للتؤكد من تحسن حالته الصحية إلا أن الفحص وحده غير كاف للتؤكد من الحالة الصحية للمريض و لابد من سؤال المريض نفسه عن أعراض المرض ، وهناك مؤشرات تدل على أن المريض سليم ،أهمها خلوه من جميع أعراض المرض ، ممارسته حياته بشكل طبيعي ، خلوه من أعراض النوم .
ونصح الدكتور الصيعري المصابين بالربو بالوقاية من محفزات المرض والتي تتضمن التعرض للالتهابات الرئوية والالتهابات الفيروسية ،تغيرات المناخ والرطوبة الشديدة و بذل جهد اضافي ،الضغوطات النفسية والتي لا يدرك العديد من الأطباء دورها في تحفيز الربو ، إلى جانب التهابات المعدة كالقرحة ، والتهابات الجيوب الأنفيه ، والتهابات فطرية في الرئة ، والتهابات الأحبال الصوتية ، إلى جانب التدخين وقله النوم ، لافتا إلى أنه لتحقيق نتائج أفضل لعلاج الربو لابد من علاج جميع المحفزات السابقة والوقاية منها والالتزام بالعلاج المناسب للربو وعدم اهماله
وقال تبلغ نسبة الأشخاص اللذين يعانون من أمراض النوم (الاختناق التنفسي خلال النوم ) في الدولة نحو 20% والذي تعد السمنة سببا رئيسيا له، إلى جانب الأمراض العضلية في الأجزاء العلوية من الجسم ، وتعاطي الأدوية المخدرة ، وامراض الجهاز التنفسي العلوي والجيوب الأنفية ، وتؤدي جميعها إلى حدوث ضعف في عضلة المحيطة بالقصبة الهوائية في الجهاز التنفسي ينتج عنه عدم قدرة المريض على التنفس خلال النوم مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون في الجسم فيستيقظ المريض للتنفس مما يؤثر سلبا على عضلة القلب والجسم بشكل عام .
وأضاف تعد أمراض النوم سببا لصعوبة علاج امراض القلب ، وارتفاع نسبة الخطر في الاصابة بالجلطات الدماغية والقلبية ، كما ينتج عنها شعور المريض بالخمول خلال ساعات النهار وعدم قدرته على القيام بواجباته اليومية أثناء العمل نتيجة شعوره بالتعب والاجهاد وارتفاع نسبة حوادث السيارات بين المصابين بهذا المرض.
وأشار إلى أنه في حالة شعر المريض بالأعراض السابقة على الرغم من أخذه قسط كاف من النوم يتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات من النوم ، عليه مراجعة طبيب مختص للاطمئنان على حالته الصحية حيث يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري للمريض ومن ثم يقوم بإجراء تشخيص الكتروني لقياس وظائف النوم ، وبعد أن يتم التأكد من اصابة المريض بالاختناق التنفسي يتم علاج جميع مسببات المرض ان وجدت ، مشيرا إلى انه في حالة عدم اصابة المريض بأي من المسببات المذكورة أعلاه يتم تجاوز المشكلة بالعلاج باستخدام جهاز تنفس يعمل على ضخ الهواء بشكل يساعد القصبات الهوائية على العمل لمساعدة المريض على التنفس بشكل طبيعي و يتم وصل الجهاز بالأنف أثناء النوم بالإضافة الى العلاجات الاخرى .
وأشار الدكتور الصيعري إلى أن قسم أمراض الرئة والتنويم السريري في مستشفى هيلث بوينت يضم استشاريين أمراض صدرية وجهاز تنفسي وطبيب مختص و 4 ممرضين وسيرتفع عددهم إلى 4 استشاريين و5 معالجين فيزيائيين خلال العام الجاري ، ويحتوي القسم على 4 غرف للاستشارات و6 غرف للعلاج والتشخيص ومختبر تنفسي متكامل لجيمع الفحوصات التنفسية ، ووحدة أشعة متكاملة تتضمن أشعة مناظير، أشعة مقطعيه ، وأشعة الرنين المغناطيسي ، ووحدة المناظير الصدرية وهي من الوحدات المتخصصة الحديثة في أبوظبي تستخدم في حالات التهابات الجهاز التنفسي وامراضه ، العيوب الخلقية ، ولتركيب الدعامات الرئوية وغيرها من الحالات .
وأضاف ويهدف القسم إلى تشخيص وعلاج الأمراض التنفسية والصدرية بكافة أنواعها وتتضمن الربو، أمراض الحساسية ، التهابات الصدر ،انكماش الرئة ،أمراض التدخين ، سرطان الرئة ،تليف الرئة ، أمراض القصبة الهوائية ، وأمراض الرئة .