واشنطن - صوت الامارات
سعى الرئيس باراك اوباما الى طمأنة الاميركيين ووضع استراتيجية واسعة لمواجهة ايبولا بدلا من المبادرات المتفرقة التي تتخذها الولايات وكان آخرها قرار كاليفورنيا فرض العزل الصحي لمدة 21 يوما على الذين يعودون من الدول الاكثر تضررا بالوباء وكانوا على اتصال مباشر بمصابين بالمرض.
وبعدما اشاد "بالابطال الاميركيين" الذين يتوجهون الى مناطق الوباء لمكافحته. قال اوباما في خطاب في البيت الابيض بحضور الطبيب كينث برانتلي الذي اصيب بالفيروس في ليبيريا وتم معالجته وشفاؤه في الولايات المتحدة ان "افضل طريقة لحماية الاميركيين من ايبولا هي وقف الوباء في مصدره".
واثار فرض الحجر الصحي في بعض الولايات الاميركية جدلا حادا في الولايات المتحدة في الايام الماضية.
وكان حاكما ولايتي نيوجرزي كريس كريستي ونيويورك اندرو كومو اعلنا قرار فرض العزل الصحي الاجباري على المسافرين الذين كانوا على تماس مع مصابين بايبولا في افريقيا حتى في غياب اي اعراض، بعد تسجيل اصابة اولى في نيويورك لطبيب قادم من مهمة في غينيا. واتخذت ولاية ايلينوي قرارا مماثلا الاثنين.
لكن بعد انتقادات حادة وتحت ضغط البيت الابيض، خففت ولاية نيويورك هذه القيود.
وفي هذه الولاية نفسها تحدث افراد من الجالية السوداء عن مضايقات يتعرض لها ابناؤهم في المدارس وصعوبات يواجهونها في مراكز اعمالهم بسبب الهلع من ايبولا.
وقال مسؤولون من هذه المجموعة في مؤتمر صحافي في المجلس الاستشاري الافريقي في برونكس في نيويورك ان صبيين سنغاليين ضربا في مدرسة في هذا الحي لانه رفاقهما اشتبهوا باصابتهما بايبولا.
وكان الصبيان وصلا مع عائلتهما قبل ثلاثة اسابيع الى الحي بعد انتقال والدهما عثمان درام الذي يعمل سائق سيارة اجرة ويعيش في الولايات المتحدة منذ عشرين عاما.
الا ان ولاية كاليفورنيا اعلنت الاربعاء عن فرض عزل صحي لمدة 21 يوما على كل شخص يعود من الدول الافريقية الثلاث (ليبيريا وسيراليون وغينيا) التي ينتشر فيها الوباء وكان على اتصال بمصاب بالمرض.
وقال مدير ادارة الصحة العامة في الولاية رون شابمان "اليوم (الاربعاء) سنضع معيارا على مستوى الولاية يتطلب حجر الاشخاص الاكثر تعرضا للاصابة بالمرض ولنشره"، مؤكدا ان هذا الاجراء هدفه "حماية صحة وسلامة سكان الولاية وتعزيز الاجراءات القائمة التي تعتمد عليها السلطات المحلية للصحة العامة".
وتابع ان "اي شخص لم يكن على اتصال مباشر بمصاب بايبولا لن يوضع في العزل الصحي".
وحذر اوباما في خطابه من "الخوف والهستيريا والتضليل" لكنه دافع عن توجيه المراكز الاميركية لمراقبة الامراض الذي قال انها "متجانسة وتستند الى معرفة علمية".
من جهة اخرى، اعلن وزير الدفاع تشاك هيغل الاربعاء ان كل الجنود الاميركيين العائدين من غرب افريقيا حيث يشاركون في مكافحة الوباء، سيوضعون في الحجر الصحي لمدة 21 يوما، هي فترة حضانة المرض.
وقالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الحجر سينفذ في ايطاليا في قاعدة فيسنزا.
وتم عزل فوج من نحو عشرة جنود بينهم مسؤول البعثة الاميركية السابق في ليبيريا الجنرال داريل وليامز في مبنى مجاور للقاعدة الواقعة في مقاطعة فينيتو. ولم تظهر اعراض المرض على اي منهم. وينتظر وصول نحو مئة جندي اخرين بنهاية الاسبوع.
واثار الامر قلقا في ايطاليا حيث طالب حاكم المنطقة لوكا زايا بارسال الجنود الى بلادهم خلال فترة الحجر الصحي كما نقلت صحيفة "ايل مساجيرو".
وقال الحاكم "من باب الصداقة والصراحة المتبادلة اقول انه يجب ان لا ياتي مشاة البحرية العائدون من افريقيا واولئك الذين سيأتون خلال الايام المقبلة الى فينيتو وانما (ان يذهبوا) الى الولايات المتحدة، الى بلادهم".
وفي جنيف، قال الطبيب بروس ايلوارد المسؤول عن مكافحة المرض في منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي في جنيف ان "عدد الاصابات الجديدة في ليبيريا يتراجع" لكنه قال انه "صعق لان هذه المعلومات اسيء تفسيرها (وأشيع) بأن المرض بات تحت السيطرة" فيها.
واضاف ايلوارد ان حصيلة المرض باتت نحو 13700 اصابة. ولم يشأ تحديد عدد الوفيات لكنه قال ان 6535 اصابة سجلت في ليبيريا و5235 في سيراليون و1906 في غينيا. واضاف ان منظمة الصحة العالمية ستنشر حصيلة جديدة الاربعاء.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر المكلفة جمع الجثث في العاصمة مونروفيا قالت الثلاثاء انها لاحظت تراجعا ملحوظا في عدد الجثث منذ بداية الشهر.
وعدد ايلوارد عوامل عدة ساهمت في ذلك هي تحسين التوعية الصحية التي اسهمت في تغيير سلوك الناس، وتغيير عادات الدفن، وتعقب المرضى ومن احتكوا بهم. وقال "هذا ايجابي جدا، لكن هل سيستمر؟".