الشارقة - وام
أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة على تعاظم الدور التعليمي والعلمي لجامعة الشارقة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها صباح الاثنين في حفل تخريج الفوج الثاني من الدفعة 15 لطلبة جامعة الشارقة بحضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة والشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة والذي أقيم بقاعة المدينة الجامعية.
واستهل حاكم الشارقة كلمته بقوله " أتوجه إلى الله العلي القدير سبحانه وتعالى حامدا ومبجلا وشكورا لعظيم فضله سبحانه وتعالى في توفيقنا برفع هذه القباب العلمية العالية التي يتدفق من تحتها اليوم الفوج الثاني من الدفعة الخامسة عشرة مكللين بنور العلم والمعرفة التي زودهم بها الأكفاء والأوفياء من أساتذتهم في الجامعة ليواجهوا متطلبات حياتهم الآمنة الراسخة المستقرة بإذن الله تعالى فيتمكنوا من صياغتها وفقا للمعايير التي أرادوها لها وأولياء أمورهم ".
وبارك أبنائه الخريجين بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم وقلوب أولياء أمورهم قائلا " نبارك لأبنائنا الخريجين ولآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم الذين أنفقوا حيزا واسعا جدا من حياتهم لبلوغ هذا الهدف الجليل ونبارك لأساتذتهم الذين لم يدخروا وسعا في تعليمهم وحسن تأهيلهم لمواجهة متطلبات الحياة على اختلاف آفاقها ومناهجها إنما نبارك لأنفسنا وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بأجر من أحسن عمله ".
وتابع كلمته " يغمرنا حفل التخريج اليوم بمشاعر خاصة من الفخر والاعتزاز لأننا نعيش وبتوفيق وبركة من الله سبحانه وتعالى تعاظم جامعة الشارقة وتسامي واتساع دورها التعليمي والعلمي نتيجة لدأب الأكفاء والأوفياء القائمين عليها والعاملين فيها حيث بدأت تتعالى منارتها العلمية التي تقف إلى جانب منارتها التعليمية لتنيران معا وتهديان طلاب العلم والمعرفة إلى شواطئ الأمن والأمان لمواجهة متطلبات واحتياجات حياتهم العملية والعصرية ".
وأشار إلى الانجازات التي حققتها جامعة الشارقة في المجالات العلمية والأكاديمية قائلا " لقد وفقنا الله تعالى في إنجاز الكثير والهام في مكونات هذه المنارة العلمية في جامعة الشارقة بالتعاون مع جامعات عالمية عريقة تربطنا فيها علاقات تعاون بل وحتى شراكة أكاديمية وعلمية من ذلك ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ أننا أنشأنا مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وتم افتتاحه ليعمل على تطوير وتعميم العلوم والثقافة الفلكية والفضائية في الوطن العربي عامة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة ويكون بصورة عامة مركزا علميا وبحثيا وتدريبيا وتراثيا وثقافيا وتربويا وسياحيا لمختلف الفئات والأعمار في المجتمع من رياض الأطفال إلى المدارس والجامعات والباحثين والعامة من الناس ".
وأضاف " وجهنا ادارة الجامعة بالعمل على طرح برامج دراسات عليا في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك كما أنشأنا في الجامعة مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين والتي عليها أن تضم العلماء والباحثين والجامعات والمؤسسات العلمية العربية والإسلامية والعالمية المهتمة بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين حيث بدأت هذه المؤسسة العمل لتكون مركزا رائدا ومتميزا في التعريف بإسهامات العلماء العرب والمسلمين في تاريخ العلوم وبيان أثرهم في العلوم المعاصرة وخدمة الإنسانية للانطلاق نحو آفاق مستقبلية واعدة وتضطلع في رسالتها بمهمة إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي جمعا وصيانة وتعريفا وتحقيقا ونشرا وترجمة وأن تكون جسرا للحوار والتواصل وميدانا للتفاعل بين الثقافات من خلال عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل والمعارض " .
وقال" قطعت إدارة الجامعة شوطا طويلا وراسخا في تعزيز مكانتها في الآفاق العالمية التي تستحقها وكان مما أنجزته في هذه الآفاق حتى الآن أنها استطاعت أن تضع خططها الاستراتيجية وبآفاق دولية للسنوات الخمس المقبلة وفقا لخبرات وعلوم كبار الخبراء والمؤسسات العالمية المتخصصة برسم الاستراتيجيات الجامعية .. كما أنشأت مجلسا للبحث العلمي والدراسات العليا ودمجت تحت إشرافه مراكزها العديدة للبحث العلمي بصورة متجانسة وجعلت منها معاهدا كبرى ومتخصصة للبحث العلمي ومنها: معهد الشارقة للأبحاث الطبية والعلوم الصحية ومعهد بحوث العلوم والهندسة ومعهد بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية ومعهد القيادة الأكاديمية في التعليم العالي وتطوير طرائق التدريس الذي جرى تخريج الدفعة الأولى من طلبته من حملة الماجستير في القيادة الأكاديمية في التعليم العالي بالإضافة إلى أحد عشر مركزا للتميز في البحث العلمي وتشكيل ست وعشرين مجموعة بحثية تشتمل على مختلف التخصصات والكليات والتوجيه بالاهتمام بمشاريع وأبحاث طلبة الدراسات العليا العلمية ".
وخاطب الطلبة الخريجين بقوله " إن كل ما أوردته عن هذه المنارة العلمية العالية إنما أوردته لأترك في أذهانكم جميعا الملامح العامة التعليمية والعلمية للصرح الذي شكل الشخصية العلمية والمعرفية التي أنتم عليها الآن والذي سيشكل دوركم المؤثر والمبدع بالضرورة في حياتكم العملية لهذا أدعوكم جميعا إلى أن تعظموا الثقة في حسن تأهيلكم لأن هذا التأهيل تم في البيئة الأكاديمية و العلمية التي ذكرت ".
واختتم كلمته بالدعاء للطلبة الخريجين بالتوفيق في حياتهم المهنية قائلا " إننا إذ ندعو الله عز وجل أن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الهدى والرشاد خطاكم وتكون حياتكم العملية حياة مباركة موفقة بالاعتماد عليه جل وعلا في كل شأن من شؤون حياتكم إنما ندعوكم لأن تكونوا خير سفراء لجامعتكم التي أعطتكم ما أنتم عليه من علم ومعرفة وحسن تأهيل كما ندعوكم إلى الاستزادة في طلب العلم والمعرفة وتذكروا بأن أبواب جامعتكم مفتوحة دائما لتلبية احتياجاتكم العلمية والمعرفية ".
حضر حفل التخريج الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب الحاكم عبدالرحمن محمد العويس وزير الصحة راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري في الشارقة العميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة سالم القصير رئيس المكتب الأكاديمي لإمارة الشارقة والعقيد عارف محمد سلطان الشامسي مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في الشارقة والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية وكبار المسؤولين في إمارة الشارقة والسادة أمناء جامعة الشارقة ونواب مدير جامعة الشارقة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بجامعة الشارقة.
وكان حفل التخريج بدأ بالسلام الوطني وتلاوة آيات من الذكر الكريم ليلقي بعدها كلمة جامعة الشارقة مديرها الدكتور حميد مجول النعيمي هنأ فيها حاكم الشارقة والطلبة الخريجين على تخريج فوج جديد من طلبة العلم والنور .
وقال " إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أتقدم باسمي واسمكم جميعا بأسمى معاني التهنئة والمباركة إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة بهذا الحفل العلمي البهيج الذي يتدفق فيه الفوج الثاني من الدفعة الخامسة عشرة من حملة مشاعل العلم والنور من على منصة الفخار والفرح وعظيم الإنجاز كما أقدم التهنئة والتبريكات لأبنائي الخريجين و وذويهم وأساتذتهم أجمعين".
وأضاف النعيمي " إن جامعة الشارقة عملت على حسن تعليمكم وترسيخ إعدادكم وتأهيلكم حتى تكونوا قادرين على إثبات كفاءاتكم ومهاراتكم أينما كان موقع عمل كل منكم . فتحلوا دائما بالثقة التامة بربكم الأعلى سبحانه وتعالى ثم بأنفسكم وبما اكتنزتم عليه من علم ومعرفة وبما ظفرتم به من خبرات ومهارات لتشاركوا بفاعلية في دعم النهضة الحضارية الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي أوطانكم ".
ودعا مدير جامعة الشارقة الطلبة للعمل على أن يكون التعلم المستمر منهجا عاما لاكتساب المزيد من المعايير والقيم العلمية والمعرفية مؤكدا بأن جامعة الشارقة تعمل على تنفيذ توجيهات رئيسها صاحب السمو حاكم الشارقة بنقل الجامعة إلى المكانة العالمية التي تستحقها حيث استطاعت أن تعلي منارتها العلمية للدراسات العليا والأبحاث العلمية والتخطيط الاستراتيجي بالإضافة إلى عملها التعليمي الأكاديمي وأسست لهذه المنارة المعاهد والمراكز والمجموعات البحثية في إطار دأبها لتعزيز هذه المكانة العالمية وهي تفتح أبوابها لكم دائما للعودة إليها في كل ما من شأنه أن يدعم علمكم وعملكم وهي مستعدة لمد يد العون إلى كل من يرغب منكم في استكمال دراساته العليا سواء من خلال برامجها العديدة والمتنوعة للدراسات العليا أو برامج أية جامعة عالمية أخرى تسعون للانتساب إليها ".
وألقي الخريج عبدالله سالم بن حموده كلمة الخريجين قائلا " تنساب الأيام بين أيدينا كانسياب السفينة في عباب البحر وتضطرب أمواج الحياة فتتقاذف راكبيها فلا يعلمون أي أمد قد استقبلوا ولا أي أفق قد اعتلوا قد طوت الرحلة اشرعتها واستوت على الجودي وقيل الحمد لله رب العالمين .. رحلة كان فيها اصحاب فضل آباء وأمهات وأساتذة ومربون وأخوه وزملاء كانت جامعة الشارقة محضن فصولها رحلة كان فيها الحلو والمر.. السهل والصعب عشنا فيها أياما أقل ما يقال عنها أنها حياة " .
وأعرب عبدالله سالم بن حموه عن شكره وامتنانه حاكم الشارقة على تشريفه وتكريمه بتخريج طلبة العلم .. مشيرا إلى اهتمام وحرص سموه على دعم التعليم واهله والعناية بشباب الوطن الذين هم الثروة الحقيقية.
بعد ذلك تفضل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة بتسليم الشهادات للطلبة الخريجين.
وحرص حاكم الشارقة في ختام الحفل وكعادته السنوية على مصافحة أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية للجامعة مهنئا إياهم بتخريج هذا الفوج الجديد من الطلبة ومباركا لهم غرسهم الذي أحاطوه بالرعاية والاهتمام على مدار سنوات ومدوه بخلاصة خبراتهم وها هم اليوم يحصدون ثماره من خلال هذا الحفل.
وبلغ عدد الطلاب الخريجين ضمن الفوج الثاني من الدفعة الخامسة عشر 291 خريجا توزعوا على النحو التالي: 62 من حاملي شهادات الدراسات العليا 225 من حاملي البكالوريوس و 9 من حملة الدبلوم.