توفي عصر الجمعة أحد مؤسسي الحركة الوطنية في الداخل المحتل الصيدلي اليافوي المخضرم فخري جدي عن عمر يناهز 87 عاماً، وسيشيع بعد ظهر السبت جثمانه في مدينة يافا.
وبرحيل فخري جدي (أبو يوسف) تخسر الحركة الوطنية في الداخل أحد أبرز مؤسسيها وأخر المؤسسين لحركة الأرض.
وتجدر الإشارة إلى أن حركة الأرض سياسية قومية عربية تأسست في نيسان 1959 حيث عقد الاجتماع التأسيسي لها في الداخل المحتل.
ونشأت الحركة بدعوة ومبادرة من الخط القومي بين فلسطينيي الداخل وعلى رأسهم منصور كردوش وحبيب قهوجي، وتم اختيار الاسم للدلالة على تعلق الفلسطينيين بأرضهم، حيث صدر عن الاجتماع التأسيسي بيان يطالب "اسرائيل" بالاعتراف بأن الحركة هي الحاسمة في المنطقة وأن على "إسرائيل" قطع ما بينها وبين الحركة الصهيونية من صلة والسماح بعودة اللاجئين إلى أرضهم وأملاكهم.
ولقب جدي وهو من مواليد عام 1927 بمدينة يافا ب"بوابة يافا"، وهو أحد مؤسسي حركة الأرض وأخر من تبقى منهم.
كما لقب جدي أيضً بـ"دكتور البلد" وقد درس الصيدلة في الجامعة اليسوعية في لبنان وهي مهنة ورثها عن والده الذي درسها في اسطنبول عام ١٩١١، وفتح جدي صيدلية "الكمال" عام ١٩٢٤ في يافا كما ورثها نجله يوسف حاليًا.
ويعود سبب تلقيبه بـ"دكتور البلد" لعام 1948 حينما تم إغلاق كافة المستشفيات وتهجير كافة الأطباء من المدينة على أيدي الجماعات اليهودية، فأصبح جدي عنوانًا لكل من يحتاج التطبيب أو الدواء.
وكان جدي على علاقة وتواصل مع قادة التيار القومي في الداخل وعلى رأسهم عزمي بشارة الذي أطلق عليه لقب "بوابة يافا" في أمسية لتكريمه في مدينة يافا نظمها شباب النادي القومي العربي عام ٢٠٠٢.
واعتاد المثقفون والقيادات السياسية ووسائل الإعلام العربية بداية زيارتهم لمدينة يافا بالمرور على صيدلية جدي، الذي كان معروفاً بكرمه وأخلاقه الرفيعة وتواضعه، وهذا هو سبب تلقيبه بـ"بوابة يافا".