دبي – صوت الإمارات
يقدم مصمم الديكور العالمي آدم تيهاني أعماله ضمن فلسفة خاصة تقوم على فهم المكان الذي يعمل عليه، فينطلق من المنطقة التي يتواجد فيها المشروع، ثم يعمد إلى النظر بعمق لطبيعة الناس وثقافتهم، ورواد المشروع سواء كان فندقًا أو مطعمًا. هذه الفلسفة التي يتبعها في تصاميمه للمشروعات تتواءم مع تقديمه للأمكنة بصورة فخمة وعملية في آن معًا ليضمن الراحة لزواره، في حين أنه يتعاطى مع منزله الخاص بطريقة مغايرة تمامًا، فيجعله قابلًا للتغيير المستمر وخاليًا من الثبات الذي يعد العنصر الأساسي في المشروعات التي يعمل عليها.
وحول المشروعات التي يتمنى لو صممها، أكد أنه تمنى لو شارك في تصميم "برج خليفة"، فقد وصف المبنى بالمميز لجهة التفاصيل التي يحملها سواء من حيث الهندسة أو التصميم الداخلي، ويتمتع بالكثير من التفاصيل التي تجعله أمنية كل مصمم في العالم.
وزار مصمم الديكور العالمي دبي أخيرًا في افتتاح فندق "الفورسيسنز" في المركز المالي، والذي عمل على تصميمه، وقال إن "البدء بمشروع ما ينطلق من فهم المكان الذي يتواجد فيه، لأنه إن لم يكن هناك من اتصال حقيقي بين المبنى والمكان، يصبح المشروع ثنائي الأبعاد، بينما الابعاد الثلاثة تأتي من المكان والناس ورواد هذا المكان، فتوافر هذه العوامل هو الذي يؤدي الى إنجاح المشروع".
وأوضح أن "العمل في المركز المالي شكل تحديًا كبيرًا بالنسبة إليّ، بسبب وجود الكثير من المطاعم والفنادق، ولهذا فالشيء الأول الذي انطلقت منه هو عدم التفكير في المنافسة، بل حاولت إيجاد التكامل من خلال توفير ما هو ناقص وما يحمل جوًا خاصًا، ولهذا قدمت ما يكمل المشهد، خصوصًا لجهة المطاعم في الفندق الذي عملت عليه".
وشدد على أن العمل على مشروع جديد يبدأ من خلال النظر الى المدينة وما تتضمنه من مشروعات، ثم العودة الى ما هو مطلوب، وهل المكان الذي يصمم سيتبع تراث المنطقة أم أنه سيحمل جوا خاصا أو مستوحى من ثقافات عالمية، فيما يتم العمل على الفنادق بعد تخصيص الشريحة التي ستقصده، فهل هو موجّه لرجال الأعمال أم أنه فندق مخصص للسياحة. وأشار تيهاني الى أن الفنادق التي تجذب رجال الأعمال غالبًا ما يسعى الى تقديمها بغرف صغيرة، فتكون مراعية للراحة بالدرجة الأولى، وتحمل الكثير من الانحناءات، مع التقليل من الزوايا الحادة، فهذا يخفف من الحوادث التي قد تواجه المرء في الغرفة التي لا يكون متآلفًا معها، فالبشر يتحركون في الامكنة، وبالتالي لابد من ايجاد كل ما هو ناعم، ومن الضروري التقليل من الزوايا التي تعيق حركتهم. ولفت الى ان تصميم الغرف الصغيرة هو الأصعب على المهندس والمصمم، فهناك تحديات في إيجاد الفخامة مع المساحات الصغيرة.
وشدد تيهاني على أن الفخامة تعد جزءًا من التصميم، ولهذا رأى أنه حين يسافر المرء يصبح أكثر إدراكًا لمفهوم النوعية الجيدة، فليس هناك من ضرورة الى تقديم ما هو مبهر كي يتفهم المرء النوعية الفخمة في التصميم. وقدم آدم مجموعة من الصور التي التقطها في دبي، والتي يدمج فيها الأبنية بشكل غريب ومبتكر، فتحمل الأعمال تركيبًا للمباني التي جمعت مع الصحراء وتوضح الى أين تذهب في المستقبل.
أما المنزل الخاص بالمصمم الذي وضع بصمته على الكثير من الفنادق والمطاعم في دول العالم، فلفت الى أنه يحرص على تركه شخصيًا جدًا، ويحمل الكثير من الأشياء القابلة للتغيير والدمج باستمرار، فلا يصمم غرفًا فندقية لنفسه ولبيته. وأضاف "اشتريت منزلًا صغيرًا في باريس وهو مازال الى اليوم فارغًا وغير مكتمل، فقد اشترينا سريرًا وبعض الأغراض البسيطة أنا وزوجتي، ونذهب كي نشتري الأثاث وننتهي بشراء كتاب أو أشياء أخرى لا علاقة لها بالأثاث، فأجد منزلي دائمًا صعب التصميم، لأنني لا أريد أن أقوم بشيء ثابت لا يتغير، فهو مكان يجب أن يكون متغيرًا باستمرار".