سلطان بن محمد القاسمي

افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مبنى هيئة الشارقة للآثار، والذي يقع في منطقة الآبار بمدينة الشارقة.

وبعد إزاحة الستار إيذاناً بافتتاح المبنى تجول حاكم الشارقة في أروقة المبنى الذي ضم قاعة للمعارض احتوت على مجموعة من المقتنيات الأثرية المكتشفة في مدن ومناطق إمارة الشارقة، واستمع سموه إلى شرح حول هذه المقتنيات وسنوات اكتشافها وأهميتها التاريخية والأثرية.

وزار سموه الأقسام التي يضمها المبنى والمختبرات ومخازن المعدات والآثار وغرف السجلات والوثائق مطلعاً سموه على الأجهزة والمعدات الحديثة المستخدمة في عمليات التنقيب وحفظ الآثار وآليات الحفظ المتبعة وفق أفضل المعايير العالمية.

وخلال حفل افتتاح المبنى ألقى الدكتور صباح عبود جاسم، مدير عام الهيئة، وقال فيها: "يسرنا أنْ يتزامن هذا الحدث الميمون مع صدور المرسوم الأميري السامي، بإنشاء هيئة الشارقة للآثار، وهو ما يجسد اهتمام سموه الكريم بعلم الآثار ورعايته الكريمة وتشجيعه المتواصل واللامحدود، فأضحت أراضي إمارة الشارقة مسرحاً واسعاً لمكتشفات أثرية فريدة ومتميزة بنوعيتها، وعلى جانب كبير من الأهمية في مضامينها التاريخية والحضارية، ودورها الفعال في مسيرة التطور البشري والحضارة الإنسانية، عبر آلاف السنين".

وأضاف: "لقد احتضنت هذه الأرض الطيبة أوائل البشر بعد هجرتهم من شرق إفريقيا سالكين الطريق الجنوبي عبر مضيق باب المندب، إلى سواحل منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية، وعلى سفوح جبل الفاية، حيث حطوا الرحال، وتركوا لنا أدواتهم الحجرية قبل مئة وخمس وعشرين ألف عام، وقد دلت نتائج عمليات التنقيب الأثري على اتساع الرقعة الجغرافية التي انتشرت فوقها المواقع الأثرية في إمارة الشارقة، إضافةً إلى امتداد تسلسلها الزمني عبر العصور، ابتداءً من الساحل الشرقي، حيث وجدت بقايا حضارة العبيد المؤرخة إلى الألف الخامسة قبل الميلاد في منطقة الحمرية، والتي تمثل أولى محطات الاتصال الحضاري مع وادي الرافدين في جنوب العراق، ثم المنطقة الوسطى، حيث بقايا فترات عصور ما قبل التاريخ، والعصور البرونزية والحديدية، وفترة ما قبل الإسلام".

وتابع قائلاً: لقد وفرت عمليات التنقيب الأثري التي جرت في أراضي إمارة الشارقة على مدى الأربعين عاماً الماضية، دليلاً واضحاً على وجود غنى وتنوع حضاري، ونشير بشكل خاص إلى موقع مليحة ذي الأهمية الاستثنائية، والمشهد الحضاري الزاخر، حيث القصور الفارهة والحصون العتيدة، ودور السكنى، وورش الصناعة، والمدافن المتنوعة، والقبور التذكارية، ولعلنا نخص بالذكر ذلك المدفن الكبير المتميز، في موقع مليحة الأثري، الذي ضم رفاة كاهن ملك عمان، كما يشير إلى ذلك بوضوح، نص كتابي منقوش باللغتين العربية الجنوبية والآرامية، على شاهد القبر في هذا المدفن. وأشار الدكتور صباح جاسم إلى آثار منطقة وادي الحلو والمنطقة الشرقية قائلاً: وفي منطقة وادي الحلو، تم الكشف عن ورشة صناعية كبيرة لاستخراج وتعدين خامات النحاس، المتوفر في سلسلة جبل الحجر القريبة، حيث تم العثور على سبائك النحاس الخالصة، وخبث النحاس، مع أفران وبوتقات الصهر ومعدات التصنيع، التي كانت قيد الاستعمال منذ أوائل الألف الثالثة قبل الميلاد، ويعزز هذا الاكتشاف ما ورد في الكتابات المسمارية القديمة لبلاد وادي الرافدين.

وأخيراً نشير إلى المكتشفات الأثرية اللافتة في المنطقة الشرقية، في كل من كلباء وخورفكان ودبا الحصن، والتي وثقت الصلات التجارية والحضارية بين هذه المنطقة، وأقاليم الامبراطورية الرومانية، والعالم الإسلامي.

وشاهد حاكم الشارقة والحضور فيلماً تسجيلياً حول تاريخ الآثار في إمارة الشارقة وأقدم المكتشفات الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد، والتي وجدت في مدن ومناطق الإمارة، وتلقى سموه هدية تذكارية من مدير عام هيئة الشارقة للآثار تقديراً لدعمه الدائم ولتفضله بافتتاح مبنى الهيئة.

وحضر الافتتاح إلى جانب حاكم الشارقة كل من خولة الملا، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وخميس بن سالم السويدي، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وعبدالله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، وعلي بن شاهين السويدي، رئيس دائرة الأشغال العامة، وخالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعلي إبراهيم المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، ومحمد خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، والدكتور منصور بن نصار، مدير الإدارة القانونية بمكتب سمو الحاكم.