دبي - جمال أبو سمرا
أبهر الطفل الجزائري محمد جلود، الذي لا يزيد عمره عن 7 سنوات، لجنة التحكيم في مسابقة "تحدي القراءة العربي" التي أقيمت في دبي. فاستهل حضوره بكلمات من العبقري عباس محمود العقاد قائلاً "أنا أقرأ لأتعلم.. أنا تلميذ أحب القراءة كثيراً لأن القراءة ضرورية لحياتي الفكرية كالطعام الذي آكله والماء الذي أشربه والهواء الذي أتنفسه. إنها غذاء العقل والفكر، وهي فريضة إسلامية وليست من الكماليات.
فاللغة العربية السليمة والاسترسال والطلاقة في الحديث أمام الحضور عكست دون شك ثقافة واسعة ومعرفة عميقة لاقت قبول كل المستمعين، الذين بدأوا يصفقون للطفل الجزائري، الذي فاز بالجائزة الأولى في "تحدي القراءة العربي" ومقدارها 150 ألف دولار أميركي. واسترسل جلود قائلاً: "ولأن القراءة هي مقياس الحكم على الشعوب، ولذلك عندما سُئل الفيلسوف اليوناني أريستوتاليس كيف تحكم على إنسان؟ قال اسألوه كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟"
ثم أخذ جلود يشرح ما الذي يدفعه إلى القراءة قائلاً: "الشيء الذي يدفعني إلى القراءة هو حلمي المقدّس الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالقراءة وهو أن أصير عالماً كبيراً كأمثال الشيخ عبدالحميد بن باديس والشيخ محمد بن إسماعيل البخاري وغيرهما من العلماء" ، وقد توَّج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الاثنين، المتسابق الجزائري الفائز بالمركز الأول في "تحدي القراءة العربي"، بعد قراءته وتلخيصه 50 عنواناً لأكثر من 20 مؤلفاً، متفوقاً بذلك على غيره من المشاركين.
وبلغ مجمل عدد الطلبة المشاركين في "تحدي القراءة العربي"، 3 ملايين و590 ألفاً و743 طالباً وطالبة، مثّلوا مختلف المراحل العمرية والأكاديمية من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر من 15 دولة عربية، وقد تمكّنوا من قراءة أكثر من مئة مليون كتاب، على ما ذكرت وسائل الإعلام الإماراتية. والطفل محمد طالب بالصف الأول في مدرسة "زيادي بطو" الابتدائية في مدينة قسنطينة. من جانبها، هنأت وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريت الطفل محمد جلود بالتتويج عبر تغريدة على "تويتر".
ويعد "تحدي القراءة العربي" مشروعاً عربياً برؤية عربية انطلق من دولة الإمارات، بهدف تشجيع القراءة على مستوى العالم العربي بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام الدراسي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز التشجيعية للمدارس والطلبة والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي. وتتمحور رسالة المشروع حول إحداث نهضة في معدلات القراءة باللغة العربية وغرس المطالعة كعادة متأصلة في حياة طلبة المدارس في العالم العربي، وفي مرحلة لاحقة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها.