رعاية صحية شاملة يتم تقديمها لأسر الأطفال الأيتام ضمن خدمات أخرى متنوعة

أكدت منى بن هده السويدي، مدير عام «الشارقة للتمكين الاجتماعي»، أن المؤسسة خاضت خلال مسيرة عطائها نهجاً واضحاً من العمل الإنساني الموجه لأسر الأيتام، على مدى سنوات متواصلة حافلة بالإنجازات، محققة خلالها رسالة إنسانية زاخرة، بتلبية احتياجاتهم، وإيجاد بيئة ممكنة ومستدامة لهم، عن طريق برامج ومشاريع خلاقة ساهمت في دعمهم وتمكينهم. بلغ عدد الأيتام المنتسبين (2549) حتى النصف الأول من عام 2020، منتسبين إلى ما يزيد على 1000 أسرة.
وقالت في حوار خاص مع «الاتحاد»: نؤكد مضينا قدماً في النهج الإنساني الراسخ الذي رسمناه ووضعنا قواعده، انطلاقاً من سياسة حكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة، مناشدين جميع أفراد المجتمع مشاركتنا هذا العمل الإنساني لخدمة الأيتام، مؤكدين استمرارنا قدماً نحو بناء منظومة متكاملة من العمل الإنساني التكاملي، وتسخير السياسات لتنمية قدرات الأيتام، وتحقيق الرعاية الأفضل لهم، لتتكامل بذلك كله حلقات الرعاية في توفير بيئة مستقرة آمنة، داعمة لليتيم.

وأضافت: لقد بذلت المؤسسة جهوداً كبيرة خلال الأعوام السابقة، لملامسة احتياجات أسر الأيتام وتلبية متطلباتهم، ورفع كفاءات أبنائنا، وخلق بيئة ممكنه لهم، لإعداد جيل مثقف واع وملهم، ومدرك لدورهم القيادي، ولطالما دعمت جهودها بمشاريع مبتكرة ساهمت في النهوض بالمنتسبين، لتمثل دعائم فاعلة لخدمتهم، ولا شك أن كل ما قدم يصب في جهود متتابعة، عبر سنوات عطاء المؤسسة، للوصول لتمكين الابن اليتيم، على اعتبار أنه أساس ومحور أي عملية تنموية شاملة ومستدامه، فشهد عام 2019 تمكين عدد 148 ابناً.

حملة «زك» الرمضانية
وضمن مشروع زكاة المال، المشروع الرئيسي لحملة «زك» الرمضانية، الذي يستقبل زكوات الأموال من المتبرعين والداعمين، لتوزع كمخصصات لكل أسرة منتسبة وفقاً لحالتها الاقتصادية وعدد أفرادها، فقد حصدت المؤسسة ما يزيد على 5 ملايين درهم، كمتوسط ما قدم لأسر الأيتام خلال السنوات الأربع الماضية.
وبلغ متوسط ما قدم من مساعدات مالية خلال السنوات الأربع الماضية ما يزيد على 1.5 مليون درهم، حيث يقدم الدعم المالي للمستفيدين المساندة والرعاية الشمولية لليتيم، وتغطية احتياجاتهم بما يتلاءم مع الظروف المحيطة بهم، والتي تشمل أيضاً جميع الاحتياجات المالية الطارئة في جوانب مختلفة في حياة المستفيدين، علاوة على تفاعل المؤسسة السريع مع الحالات الطارئة لتقديم حل عاجل، ما يقلص من الوقت المستغرق لتقديم المساعدة وتقليل الضرر المترتب على الأسر.
ورصد ارتفاع في أعداد الأيتام المكفولين في مشروع كافل يتيم خلال السنوات الأخيرة، حيث شارك 984 كافلاً في عام 2019، بكفالة 1841 يتيماً حتى نهاية يونيو 2019، ويهدف مشروع كافل يتيم لتوفير الدعم المادي والدخل الثابت لليتيم وأسرته، تحقيقاً لحياة كريمة لهم.
«كافل أسرة»
وأضافت السويدي: لقد دشنت المؤسسة في عام 2020 مشروع «كافل أسرة»، دعماً لأسر الأيتام الذين ترعاهم، بتقديم كفالة شهرية بقيمة 500 درهم، بهدف الحفاظ على كرامتهم والارتقاء بحياتهم للأفضل، حيث يفتح المشروع المجال لأفراد المجتمع كافة، بتقديم دعم شهري، عن طريق إجراءات ميسرة، وتتنوع أشكال الكفالة، فهناك الكفالة النقدية بدفع مبلغ 6000 درهم عن عام كامل، أو عن طريق الكفالة البنكية، بعمل استقطاع بنكي شهري بقيمة 500 درهم شهرياً. وللسنة الخامسة على التوالي، تواصل المؤسسة مشروعها الريادي «سدرة الأمنيات»، الهادف لتحويل أمنيات الأيتام إلى واقع ملموس، بما ينعكس إيجاباً على نفوس أبنائها المنتسبين، حيث حظي 2402 يتيم بتحقيق أمنياتهم خلال الأعوام الخمسة الماضية، حتى أغسطس 2020.

«علم بالقلم»
وعلى صعيد التمكين الأكاديمي، تقدم المؤسسة رعاية تعليمية شاملة عبر مشروعها «علم بالقلم»، ويصل متوسط قيمة مصروفات التمكين الأكاديمي خلال السنوات الثلاث السابقة التي قدمتها المؤسسة للطلبة الأيتام المنتسبين للمؤسسة، ضمن مصروفات الدعم التعليمي، إلى نحو 3 ملايين و700 ألف درهم، والتي استفاد منها 1422 طالباً من طلبة المدارس والجامعات في عام 2019، و1366 طالباً في عام 2018.
ويعد مشروع علم بالقلم أبرز المشاريع التي قدمت لدعم تعليم الطلبة الأيتام المنتسبين للمؤسسة، تحقيقاً لاستدامة حقهم في التعليم، حيث يهدف المشروع لسد احتياجاتهم ومتطلباتهم التعليمية، وتأمين الرعاية الدراسية لهم، استناداً لبرامج إثرائية تؤهلهم للنجاح والتميز الأكاديمي، كما يهدف لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتفعيل المساهمة البناءة لفئة مهمة في المجتمع وهم الأيتام.

500 ألف درهم رعاية صحية لأسر الأيتام
في مجال الرعاية الصحية لأسر الأيتام، أكدت السويدي أن المؤسسة قدمت خلال السنوات الأربع الماضية، العديد من البرامج والخدمات والمساعدات الصحية، كسداد الرسوم العلاجية، ورسوم إجراء عمليات جراحية، وتكاليف شراء أدوية، وتوفير مستلزمات طبية، بالإضافة إلى إصدار وتجديد بطاقات صحية، وبلغ إجمالي المسدد من مصاريف علاجية، خلال السنوات الأربع الماضية، ما يزيد على 500 ألف درهم.

التمكين البيئي
استفادت 500 أسرة من برامج التمكين البيئي خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وامتدت إنجازاتها لتشمل الاهتمام بمكان إقامة اليتيم، والعناية بالبيئة السكنية اللائقة له، من خلال برامج التمكين البيئي، استشعاراً بأهمية المسكن في توفير الاستقرار النفسي للأسرة، مما يحقق صحة نفسية أفضل لهم.

«برنامج تخطي»
في جانب تعزيز قدرات الأيتام، فإنه يتم ذلك من خلال برامج التمكين النفسي والتربوي والاجتماعي، وقالت السويدي: ابتكرت المؤسسة منهجاً علاجياً، من منطلق الاهتمام الكبير بصحة ووقاية الأبناء الأيتام من التأثيرات النفسية والاجتماعية لفقدان الأب، أطلقت عليه «برنامج تخطي» الذي يضم من خلاله البرامج المتنوعة والجلسات التخصصية والحوارية، ليكونوا أكثر تقبلاً وإقبالاً على الحياة.

قد يهمك أيضا:

حاكم الشارقة يتفقّد مجمع القرآن الكريم ويطّلع على أقسامه ودراساته

حمدان يوجه «الهلال» بكفالة الأيتام ورعاية أسر المتوفين وضحايا حادث «مرفأ بيروت»