حضرت الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ، الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز2013)، والذي استغرقت فعالياته ثلاثة أيام ، تم خلالها مناقشة كافة القضايا المتعلقة بقطاع التعليم وكيفية التصدي لمختلف قضايا التعليم في العالم من خلال آليات الابتكار. وقد ألقى سعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل ثاني رئيس مؤتمر (وايز)، كلمة خلال الجلسة ، قال فيها "إننا نتشرف بأن صاحبة السمو اختارت وايز كمنصة لمبادرتها العالمية (علم طفلا) وعلمنا مدى الإنجاز الكبير الذي حققته هذه المبادرة مع الشركاء الدوليين " . وأعلن سعادة الشيخ الدكتور عبد الله آل ثاني في كلمته أن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز 2014) سينعقد بين الرابع والسادس من نوفمبر من العام القادم. كما أعلن عن مبادرات ستطلقها (وايز) لتعزيز نشاطاتها، حيث سيتم إطلاق صندوق للإبداع لتعزيز ومساعدة المبدعين في مجال التعليم ، وسيقدم هذا الصندوق المساعدة المالية والخبرة والتدريب وسيدعمه في البداية مصرف "بانكو سانتاندير" ، داعيا المنظمات الأخرى إلى الانضمام إلى هذا النشاط. وقال إننا سنطور كذلك بوابتنا الإلكترونية لجمع ونشر المحتويات والمعطيات المهمة والمفيدة ، وستقدم البوابة أدوات للتعاون والشراكة ، وهذا سيسمح بتبادل الأفكار بين مجموعة وايز وسنسهل الوصول إلى الوسائل الإعلامية للحصول على قدر أكبر من المعلومات. وأضاف أننا سوف نطلق قناة لوايز على اليوتيوب لتقديم مشروعات مختارة ولعرض أهم الجلسات في قمم وايز ، وسنواصل دفاعنا وضغطنا عبر العالم لتعزيز برامج التعليم. وأشار سعادته إلى أن (وايز) كرم هذا العام شخصية مرموقة في عالم التعليم وهي السيدة "فيكي كولبرت" ومنحها الجائزة السنوية ، مرحبا بها بين صفوف من يمثلون قدوة للإبداع ويعتبرون سفراء لوايز ، مشيرا إلى أن الاهتمام ببرامج جوائز (وايز) يتزايد ، مؤكدا ثقته في مجموعة وايز لتشجيع الترشيحات لمشاريع مبدعة يمكن تطبيقها بصفة تدريجية وعلى نطاق واسع. وفي ختام كلمته، وجه سعادته الشكر لكل المتحدثين والمشاركين، وكذلك لمؤسسة قطر وفريق وايز ضمن هذه المؤسسة وأيضا المتطوعين ، وأثنى على الالتزام بإنشاء شراكات لتحويل وتغيير التعليم. من جهتها .. أكدت "فيكي كولبرت" من كولومبيا، مؤسسة ومديرة مؤسسة "إسكويلا نوفا" والفائزة بجائزة "وايز" للتعليم 2013، أن التعليم هو الأساس الحقيقي لأي تنمية سواء في الجانب الاقتصادي أو الجانب الاجتماعي، مشيرة إلى أنه بدون التعليم لا يصح أن نتحدث عن التنمية لأن التعليم هو الرافد الرئيسي للتنمية. وقالت في كلمتها خلال الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "إن معظم مدراسنا هذه الأيام تحتاج إلى ردم الفجوة الهائلة بين النظرية والتطبيق خاصة في المدارس التي تقع في المناطق النائية والمهمشة، وعلينا أن نعمل سوياً من أجل تبسيط الأمور المعقدة لكي تكون قابلة للتطبيق على أرض الواقع داخل الصفوف الدراسية". وأضافت فيكي أن تطوير العملية التعليمية يجب أن ينطلق من خلق تفاعل إيجابي ومناقشات واسعة بين الطلبة والمعلمين داخل الصفوف الدراسية لأن ذلك يحسن من جودة المخرجات التعليمية ويفيد الطالب في حياته الدراسية وفي المجتمع بوجه عام.  وركزت على ضرورة إيجاد تفاعل بناء داخل الصف الدراسي ليكون نقطة انطلاقة نحو بناء المواطنة الحقيقية للطلبة، مؤكدة أن التعليم هو الأساس للمواطنة ولذلك يجب تحقيق المساواة بين الفرص التعليمية التي تمنح لكل طلاب العالم والتركيز على الأطفال الموجودين خارج الصفوف الدراسية. وأشادت بالنجاحات الكبيرة التي حققتها مبادرة "علم طفلاً" التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بت ناصر ، والتي نجحت في تعليم مليوني طفل .. وأكدت على أهمية إشراك الطلبة في العملية التعليمية، وكذلك إعادة النظر في التعليم من أجل الحياة والعيش والعمل على الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال.. مشيرة إلى أنه ليس من المستحيل أن تقدم التعليم للجميع حتى في المناطق الفقيرة إذا ما تكاتفت الجهود من أجل هذا الهدف السامي. ودعت فيكي إلى تطبيق كل الابتكارات المتوفرة من أجل إثراء العملية التعليمية ، منبهة إلى ضرورة توخي الحذر عند تغيير النظام التعليمي وإدخال الوسائل التكنولوجية إلى العملية التعليمية لأن هذه العملية تتطلب في البداية العمل من أجل إيجاد طريق تربوية جديدة من أجل الحفاظ على جوهر العملية التعليمية. وطالبت الفائزة بجائزة وايز 2013 بضرورة تقديم الدعم الكافي للمعلم والعمل على فهم احتياجات الأطفال في المناطق الريفية لأنهم يحتاجون بجانب التعليم إلى الحب والعطف والرعاية .. مشيرة إلى أن المعلم يجب أن يطور من أسلوبه ويوظف التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية، ويجب عليه أن يواكب المراحل العمرية للطلاب فكل مرحلة لها أسلوب تعليمي خاص بها تتوقف على قدرة الطالب على الاستيعاب. وقالت فيكي كولبرت إن أي تطور في المجتمع لا يمكن أن يتحقق بدون تطور التعليم فالنهوض الاقتصادي والثقافي والاجتماعي مرتبط بدون شك بالتعليم ومدى قدرة الدول على توظيفه لخلق جيل من المبدعين القادرين على الابتكار والنهوض بمجتمعاتهم في شتى المجالات. ولفتت إلى أن مشروعها الفائز بجائزة وايز 2013 بدأته منذ 35 عاماً في كولومبيا،، وقالت : إن هذه الجائزة تؤكد على أن توفير التعليم لجميع الأطفال وتمكينهم من الحصول على التعلم مدى الحياة يشكل ركيزة هامة للتنمية البشرية، ويمكن تحقيق ذلك عند توفير الأدوات الضرورية الصحيحة للمعلمين والأطفال لقيادة التغيير المنشود". وفي ختام كلمتها قالت فيكي كولبرت :"سعادتي لا توصف بالمشاركة في مؤتمر "وايز" لما يقدمه من حلول مبتكرة من أجل تطوير التعليم في مختلف دول العالم، وأشعر بحماس كبير لأن الجميع هنا يعمل على بناء مجتمع تعليمي رائد يتجاوز سلبيات الماضي ويستفيد من الإمكانيات التكنولوجية المتوفرة". وقد شدد عدد من المتحدثين خلال الجلسة التي حضرتها صاحبة السمو على ضرورة تعليم الأبناء إتقان اللغات الأجنبية في سن مبكرة حتى يتمكنوا من مواصلة تعليمهم في المستقبل. كما دعا المتحدثون إلى ضرورة تثقيف الأهل وتعزيز قدراتهم حتى يستطيعو تعليم أبنائهم بالطريقة الصحيحة التي تؤهلهم لاكمال دراستهم بطريقة سليمة .. وأكدوا على ضرورة تمكين القاعدة التعليمية للأطفال منذ الصغر .. وأجمعوا على ضرورة التواصل مع الأسرة في سبيل تعليم الأطفال.