دبي - صوت الإمارات
يسكن السحر بين نغمات السلم الموسيقي، ويعزف الجمال على أوتار الآلات، فالموسيقى «غذاء المحبين»، على صفحاتها يكتبون أحلامهم، ويصيغون رؤاهم، وعلى إيقاعاتها يمددون إبداعاتهم التي تدعونا لأن نطوف بين أروقة الإلهام، وأن نعيش تفاصيل الحكاية، وكذلك هي إيناس حلال، عازفة الإيقاع والمتخصصة في العلاج الموسيقي، التي اختارت دبي بيتاً لها، وأرضاً تحتضن مشروعها الموسيقي، فهي أول عازفة إيقاع سورية، وتعودت مرافقة زميلات لها، ليرسمن معاً «سلالم موسيقية» تمتد بين الشرق والغرب.
9 سنوات مرت على تلك اللحظة التي ولجت فيها إيناس بوابة دبي، حيث اختارت السكن في أحيائها، بحثاً عن أحلام وطموحات رافقتها منذ صغرها. ورغم دراستها الإعلام، حيث تخرجت في كلية الإعلام في جامعة دمشق، إلا أنها وجدت شغفها بين درجات السلم الموسيقي، بعد أن ورثت عن والدها الراحل ربيع حلال، «شغف العزف» على «الدرامز» والآلات الإيقاعية المختلفة.
الثقافة الموسيقية
لم تكتف إيناس، التي سبق لها العمل مع الفنانة الإماراتية أحلام، بكونها عازفة إيقاع، وإنما أصبحت متخصصة بالعلاج الموسيقي أيضاً، حيث تقول: «تركيزي على المشاريع المرتبطة بالموسيقى والثقافة الموسيقية، ساهم في وصولي إلى مرحلة العلاج بالموسيقى، الذي بدأت التعرف إليه بسبب معاناتي لسنوات من مرض «فايبروماليجيا» (التهاب العضلات الليفي)، ولأجله اضطررت إلى تغيير نمط حياتي عدة مرات، ما ساعدني في اكتشاف أن الموسيقى ليست للتسلية فقط، وإنما تخفي وراء ذلك عالماً مختلفاً وعميقاً جداً أكثر مما نظن». وتتابع: «اكتشفت أن الموسيقى لديها القدرة على مساعدتنا في تخطي عديد الأمراض النفسية والجسدية، التي يلعب التوتر سبباً رئيسياً فيها». وتضيف: «بالإضافة إلى العلاجات الأخرى، بتقديري إنه يمكن للموسيقى التغلب على الأرق وتحسين الدورة الدموية».
عازفة إيقاع
على خشبة المسرح، تعودت إيناس الوقوف والتسلح بكل الفرح، فابتسامتها لا تختفي عن ملامحها، ولعل السبب هو عثورها على نفسها خلال وقوفها خلف الآلات الإيقاعية المختلفة في أشكالها وأسمائها وطرق العزف عليها، ووفق قولها: «عشقت هذه الآلات منذ نعومة إظفارها، حيث بدأت التدريب عليها، لأصبح بذلك أول عازفة إيقاع سورية، ووجود هذه الآلات في البيت له دور في اختياري لها، رغم إدراكي بحجم الجهد الجسدي والعقلي الذي يتطلبه العزف عليها».
لدبي مكانة خاصة في قلب إيناس، فهي ترى فيها بالفعل عاصمة للإبداع. وتقول: «يمكنني القول إن دبي أشبه بكتاب مفتوح، نستطيع جميعاً قراءة عباراته والعيش بين تلك السطور الحاملة لكلمات الحكاية، فهي من المدن التي تُمكنك من اكتشاف سحر الثقافات والمجتمعات، وتمنحك صك الدخول إلى عوالمها من دون أن تضطر للسفر إليها، وهي من المدن التي تشعرك بالقدرة على التأقلم سريعاً ضمن بيئتها، وهذا ما أرى فيه أحد جوانب الجمال الذي يسكن ملامح هذه المدينة، التي يُمكن لأي فرد إيجاد فرصته فيها»، وتواصل: «في دبي مجالات الإبداع مفتوحة، وفيها استطعت مواصلة العمل على مشاريعي الموسيقية، واكتشاف المزيج الذي يُكون إيقاعات العالم، فليس غريباً في دبي أن تلتقي مع مجموعة موسيقيين من جنسيات مختلفة، جاءوا إلى المدينة بحثاً عن مكان خاص يمكنهم من التعبير عن إبداعاتهم».