مجلس الأمن الدولي

دعا سعادة محمد عيسى بوشهاب السويدي سفير الدولة لدى مملكة بلجيكا المندوب الدائم للدولة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى بذل جهود حقيقية وصلبة لدعم اتفاق السلام في اليمن وتجنيبه الانهيار .

أقرأ أيضًا:  محمد بن زايد يستعرض تعزيز التعاون العسكري مع "الناتو"

وقال سفير الدولة في مقال رئيس نشره موقع /يورواكتيف/ الذي يتابع أنشطة مؤسسات الاتحاد الأوروبي "اعتماد اتفاقية ستوكهولم، قبل شهر واحد، كان بمثابة وميض نادر من الأمل لشعب اليمن. ووعدت الاتفاقية بإنهاء القتال في الحديدة، وإعادة الانتشار المتبادل للقوات، ورفع حظر المساعدات الإنسانية الحيوية، وتبادل آلاف السجناء.

وأضاف أن الأهم من ذلك، أن الاتفاقية توفر فرصة فريدة لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة في اليمن - ومع ذلك، جسر محتمل نحو تسوية سياسية مستقبلية ولكن كل هذا معلق الآن في الميزان.

وأوضح أنه منذ عودتهم من ستوكهولم، قام الحوثيون بوضوح، وبشكل يمكن التحقق منه، وبقناعتهم أنهم يفلتون من العقاب القاسي بانتهاك كل من نص الاتفاقية وروحها.

وأضاف انه وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أرسلت في 15 يناير 2019 ، قام الائتلاف لدعم الشرعية في اليمن بتوثيق 573 انتهاكا لوقف إطلاق النار من قبل الحوثيين ..منذ دخول اتفاقية ستوكهولم حيز التنفيذ، قتل 41 من جنود التحالف وأصيب 396 آخرون ولكن هذا ليس كل شيء فبدلاً من اغتنام الفرصة التي يوفرها الاتفاق، بذل الحوثيون كل ما في وسعهم لعرقلة تنفيذه والتحايل على ظروفه. 

إن رفضهم إعادة فتح الطريق السريع بين الحديدة وصنعاء يعطل الإمدادات الإنسانية المهمة. وانقضاء الموعد النهائي لانسحاب الحوثيين من الحديدة وموانئ الحديدة وصليف ورأس عيسى، والإجراءات المتخذة لتهدئة الوضع في تعز توقفت؛ وقد ظهرت العشرات من التحصينات الحوثية الجديدة عبر الحديدة في انتهاك صارخ للاتفاقية.

وقال سعادة السفير "كذلك عرقلت أساليب التعنت والتأخير الحوثي عمل لجنة تنسيق إعادة نشر الأمم المتحدة، التي يرأسها الجنرال "كاميرت". إن رفض الحوثيين الاجتماع مع نظرائهم في الحكومة اليمنية في مجلس قيادة الثورة هو أمر مقلق بشكل خاص، نظراً إلى أنه مفوض بتطبيق شروط الاتفاقية والإشراف عليها.

وأضاف أن هناك نمطا واضحا لهذه الإجراءات ..منذ اندلاع الصراع الدامي في اليمن، تعهد الحوثيون مراراً وتكراراً بقبول الوساطة والاتفاقات الدولية، ولكن فقط فيما يتعلق بالتنفيذ لاحقاً، والتساؤل عما تم الاتفاق عليه، وفي نهاية الأمر المطالبة بتنازلات جديدة.

وذكر "لكن لمنع انهيار الاتفاق، نحن بحاجة ماسة إلى مساعدة المجتمع الدولي، بما في ذلك شركاؤنا في الاتحاد الأوروبي ..ونحتاج معاً إلى إرسال رسالة واضحة إلى الحوثيين وأنصارهم الأجانب مفادها أنهم بحاجة إلى احترام الشروط المنصوص عليها في الاتفاقية وأن مسارهم الحالي غير مقبول ويؤدي إلى الخراب.

وشدد على انه يمكن لأوروبا، على وجه الخصوص، استخدام ثقلها الدبلوماسي ومصداقيتها الدولية لدفع الحوثيين إلى البدء في تنفيذ اتفاق ستوكهولم ..ويمكن لأوروبا أن تشير إلى الحوثيين بأن أي انتهاكات أخرى تحمل عواقب واضحة، بما في ذلك عن طريق معاقبة قيادة الحوثيين، وفي نهاية المطاف تعيين الجماعة كمنظمة إرهابية.

وبشكل منفصل، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعل الكثير لإقناع إيران بوقف تهريب الأسلحة والموارد الأخرى الموثقة بشكل جيد إلى اليمن، التي تدعم الحرب وتهدد جيران اليمن.

وقال سعادة السفير "ما دامت إيران لا تتحمل أي تكاليف لتدخلها، فإنها ستستمر في احتجاز العملية كرهينة من خلال دفع الحوثيين إلى تقويض الاتفاق..وتمثل ستوكهولم نقطة انعطاف في صراع اليمن المستمر منذ أربع سنوات ..ويذهب الاتفاق أبعد من العديد من الجهود السابقة وسيكون لتطبيقه تأثير حقيقي ومهم على حياة ملايين اليمنيين وإذا كان بالإمكان إنقاذه، فإنه يوفر مسارا ملموسا ليمن مسالم ..ومع ذلك، إذا انهار الاتفاق، فإن إعادة بناء الثقة بين الأطراف ستكون شبه مستحيلة، وتحكم على اليمن بمزيد من المعاناة غير الضرورية وسفك الدماء.

وأشار لى أنه بعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، يعد الاتحاد الأوروبي بالفعل أحد أكثر مقدمي المساعدات الإنسانية سخاءً للشعب اليمني وقد لعب دوراً مهماً في تسهيل اتفاقية ستوكهولم ..وتقع على عاتق أوروبا والمجتمع الدولي والتحالف مسؤولية مشتركة عن إنقاذ اتفاق ستوكهولم من خلال ضمان التزام الأطراف بتعهداتهم.. إن عدم القيام بذلك يخاطر بتبديد ما قد يكون أحد الفرص الأخيرة لليمن لإنهاء هذا النزاع المدمر.

وختم بالقول "إنه وعلى الرغم من تعنت الحوثيين، لا يزال الائتلاف مصمماً على بذل كل ما في وسعه لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم".

قد يهمك أيضًا: 

استطلاع جديد يكشف أن أكثرية الشعب البريطاني لا تريد استفتاء ثانياَ حول "بريكست"

السُلًطات الإيرانية تنفي صلتها بـ"الجاسوس" المُحتجز في ألمانيا