أُم فاروق مزارعة بدرجة امتياز

لم تحمل الفأس يوماً ولا علاقة لها بالزراعة أو الحقول، هكذا بدأت أم فاروق حديثها لـ«البيان» غير أن جائحة «كورونا» وما فرضته الحكومة الجزائرية من إجراءات الحجر وتوقف المواصلات بشكل كامل جعلاها تفكر في تلك الأرض المحيطة بمنزلها في قرية أقمون (20 كيلومتراً عن مقر مدينة تيزي وزو التي تبعد نحو 100 كيلومتر شرق العاصمة الجزائر). تروي والدة فاروق وهي أم لأربعة أطفال كيف كانت حياتها سابقاً.

حيث كانت تقيم في قلب العاصمة الجزائرية، حيث لم تكن يوماً تفكر في لقمة العيش غير أن الوضع اختلف تماماً بعد انتقالها للعيش في هذه القرية خاصة مع توقف زوجها (69 عاماً) عن مزاولة العمل كسائق أجرة جراء الإجراءات المفروضة بسبب الوباء العالمي.

بين عشية وضحاها تحولت أم فاروق إلى المعيل الوحيد لأسرتها وأصبحت هي الأب والأم في آن واحد بعد أن بات زوجها الذي يعاني من أزمة قلبية غير قادر على العمل الشاق ليصبح هو الآخر تحت مسؤولية زوجته التي خرجت بفأسها لتحرث الأرض لتستهل أول تجربة لها مع الأرض بزراعة أنواع عدد من الخضراوات منها الطماطم والفلفل الحلو والفلفل الحار والفاصولياء والذرة وقرع الكوسة وهي الآن تنتظر أن تقطف ثمار جهدها خلال الصيف في حين نجحت في اقتطاف بعض الخضراوات الشهر الجاري رغم أنها أول تجربة لها مع الأرض.

ومن أجل توفير لقمة العيش لأسرتها وفي انتظار جني ثمار ما زرعته خلال موسم الصيف لجأت أم فاروق خلال هذه الفترة إلى الخياطة والتطريز وبيع ما تحيكه يداها لأهالي القرية والقرى المجاورة كما تقوم بإعداد المخبوزات التقليدية والمفتول لعدد من الأسر.

وتقول أم فاروق إن التعب الذي تتكبده خلال اليوم الطويل يزول بمجرد الجلوس حول مائدة الطعام وترى البسمة على شفاه فلذات أكبادها موضحة أن كل ما توده في الحياة هو رؤية أولادها ناجحين في دراستهم ويشقون طريقهم نحو مستقبل مشرق.

وقـــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــضًأ :

علماء أميركيون يُبدّدون مخاوف الأطباء بشأن مرضى "كورونا" وأجهزة التنفس

الكشف عن "قوة مناعة" النساء ضد إصابات ووفيات "كورونا" مقارنة بالرجال