دبي - صوت الامارات
أكدت الدكتورة فريدة الحوسني مدير إدارة الأمراض السارية، في دائرة الصحة بأبوظبي، أن البرنامج الوطني لفحص العمالة في الخارج، الذي تم إطلاقه عن طريق وزارة الخارجية والتعاون الدولي أسهم في تقليل انتشار الأمراض المعدية مقارنة بالسنوات الماضية، كما أسهم في الاكتشاف المبكر لحالات الأمراض المعدية والحد من انتشارها في المجتمع.
وقالت: برنامج الفحص الطبي للإقامة من أهم برامج المسح الصحي للأمراض المعدية الوافدة للدولة، ويوفر معلومات مهمة لمتخذ القرار حول نسبة هذه الأمراض عند المقيمين والقادمين الجدد، ويتم مراجعة البيانات بشكل دوري.
ولفتت الحوسني إلى إحالة الحالات الإيجابية مثل الأشخاص المصابين بمرض السل النشط للعلاج الطبي، كما يتم تحويل جميع المخالطين للحالة للفحوص الطبية لتحديد مدى الحاجة لأخذ الأدوية الوقائية لمنع الإصابة بالمرض.
وأكدت الحوسني في حوار مع «الاتحاد» فحص أكثر من مليون شخص سنوياً من خلال برنامج الفحص الطبي للإقامة، ويصل معدل الإصابة بمرض السل لدى القادمين الجدد إلى 53 حالة لكل 100 ألف شخص حسب إحصائيات الربع الأول للعام الجاري، في حين أن معدل الإصابة بمرض السل لدى المقيمين كان 27 حالة لكل 100 ألف شخص.
وحول الإجراءات التي اتبعتها الإدارة بهذا الخصوص، أفادت الحوسني أنه يتم إعادة الفحوص الطبية من قبل مراكز فحوص الإقامة حال دخول العامل للدولة والتأكد من خلوه من الأمراض المعدية التي قد تشكل خطورة على صحة المجتمع. كما يتم تحويل الحالات الإيجابية للعلاج الطبي، ومن ثم يتم التعامل مع المخالطين لحالات الأمراض المعدية وإحالتهم للفحص الطبي والعلاج الوقائي.
التطعيمات
وفيما يتعلق بإجمالي عدد اللقاحات الخاصة بفيروسي الالتهاب الكبدي a، b، وفيروس الورم الحليمي، والمكورات الرئوية، والتيفود، وغيرها من اللقاحات التي تقدمها الإدارة، أوضحت أن دائرة الصحة بأبوظبي توفر جميع التطعيمات اللازمة الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية حسب العمر والحالة الصحية (مثل تطعيمات الأطفال والتطعيمات أثناء المرحلة الدراسية وتطعيمات البالغين)، كما توفر تطعيمات الحجاج والمعتمرين بالإضافة إلى التطعيمات الأخرى المخصصة للراغبين في السفر إلى بعض المناطق الجغرافية التي تعتبر مستوطنات لبعض الأمراض المعدية.
سلامة التطعيمات
وفيما يختص بتقييم أداء اللقاحات والتزام أفراد المجتمع، أكدت الحوسني أن التطعيمات تعتبر من أكثر التدخلات الصحية نجاحاً وفعالية، حيث ساهم إدخالها في العديد من دول العالم بانخفاض واضح في الأمراض السارية «المعدية» والوفيات التي قد تسببها، لافتة إلى أن جميع التطعيمات المُستخدمة تخضع لاختبارات ودراسات على نطاق واسع لفترات زمنية طويلة تصل إلى عشرات السنين لضمان جودتها قبل ترخيصها حول العالم، وعند استخدام أي لقاح فإن دائرة الصحة بأبوظبي وبالتعاون مع الهيئات الوطنية والدولية تلتزم بالتأكد من سلامة هذه التطعيمات من خلال وضع أنظمة المتابعة المناسبة.
وأضافت: يتم تقييم فعالية التطعيمات من خلال قياس مدى تأثيرها على انخفاض عدد الإصابة بالأمراض المعدية، على سبيل المثال، استئصال مرض شلل الأطفال، وانخفاض حالات الإصابة بالحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية، السعال الديكي ومرض الجدري المائي.
«أوقف العدوى»
وأشارت الحوسني إلى إطلاق مركز أبوظبي للصحة العامة التابع للدائرة حملة التوعية ضد الأمراض المعدية تحت عنوان «أوقف العدوى» بهدف رفع وعي الجمهور بأهمية تطبيق العادات الصحية للحد من الإصابة وانتشار الأمراض المعدية في المجتمع، وتسليط الضوء على أهم الإجراءات الوقائية والاحترازية.
وقالت: تركز الحملة على عدة محاور، هي: التطعيمات، صحة الحجاج والمعتمرين، الانفلونزا الموسمية، العادات الصحية للوقاية من الأمراض المعدية، متابعة المخالطين لمصابين بأمراض معدية، والأمراض المنقولة بالغذاء، والأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان.
وأشارت إلى صرف ما يقارب 1.300.000 جرعة من التطعيمات سنوياً لجميع الفئات العمرية المختلفة، ويتم ذلك بحسب برامج التطعيمات المعتمدة من دائرة الصحة بأبوظبي حيث ساهم إدخال لقاح الجدري المائي في عام 2011 في انخفاض حالات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و14 سنة بنسبة 59%. كما ساهمت الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة في انخفاض عدد الحالات بنسبة 68% في الفترة من 2013 إلى 2017.
مستجدات التطعيمات
وحول المستجدات الخاصة بالتطعيمات واللقاحات، ذكرت أن مركز أبوظبي للصحة العامة التابع للدائرة يقوم بتحديث برنامج التطعيمات دورياً استناداً إلى الممارسات القائمة على الأدلة العلمية والتوصيات المقدمة من اللجنة الوطنية العليا للتحصين والمجموعة الوطنية الفنية الاستشارية للتحصين، حيث تم تحديث برنامج التطعيمات الموسع بما في ذلك جدول تطعيمات الأطفال والمرحلة الدراسية وذلك من خلال إدراج لقاح المكورات السحائية رباعي التكافؤ (MCV4) لجميع طلبة الصف الحادي عشر بالإضافة إلى إدراج لقاح فيروس الورم الحليمي تساعي التكافؤ (HPV9) لطالبات الصف الثامن.
التقصي الوقائي
وقالت الحوسني: يعد التقصي الوبائي للأمراض المعدية أو السارية من المهام الأساسية والجوهرية لمركز أبوظبي للصحة العامة التابع لدائرة الصحة بأبوظبي، حيث يقوم فريق مختص بالتعامل مع الأمراض السارية ومراقبتها عن طريق ثلاثة برامج، برنامج التبليغ عن الأمراض المعدية، وبرنامج فحوص الإقامة، وبرنامج فحوص ما قبل الزواج، كما يعمل المركز على مكافحة الأمراض السارية والسيطرة عليها من خلال توفير اللقاحات والمضادات الوقائية اللازمة في المنشآت الصحية بناء على آخر التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ليس ذلك فقط وإنما هناك برامج أخرى تعنى بمكافحة بعض الأمراض التي تشكل خطورة على المجتمع كمرض الدرن الرئوي والملاريا.
كما أن لدى المركز فريق استجابة مختصا بالتقصي الوبائي، حيث يقوم بتقصي الأوبئة ومتابعة المخالطين وإرشادهم بالتدابير الوقائية والعلاجية اللازمة، كما يقوم هذا الفريق أيضا بعقد ورش عمل تدريبية للمهنيين الصحيين بما يخص مواجهة الأمراض المعدية وطرق مكافحتها والسيطرة عليها.
سلوكيات وقائية
حول كيفية تجنب الأمراض السارية والوقاية، أكدت فريدة الحوسني أن الوقاية من الأمراض السارية تعتمد على طبيعة ونوع المرض الساري، وأشار المركز إلى أن هناك عوامل تساهم في الحد من انتشار عدوى الأمراض السارية وهي تغطية الفم والأنف عند العطس والسعال، وغسل اليدين وتعقيمهما باستمرار، وتنظيف وتعقيم الأسطح والأدوات التي قد تكون ملوثة بالجراثيم بالنسبة لبعض الأمراض السارية، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الوقائية التي يتم اتخاذها في المنشآت الصحية كالعزل الصحي، واستخدام معدات الوقاية الشخصية والتي تساهم بشكل كبير في الوقاية من الأمراض السارية والحد من انتشارها