دبي - صوت الامارات
لم تنكر المواطنة الخمسينية غوية البادي أن إصابتها بمرض السرطان كانت من أقسى التجارب التي عاشتها في حياتها، وفي المقابل هي تجربة علمتها كيف يتغلب الأمل والتفاؤل على المرض مهما كانت قوته، رغم ما لقيته من تخلي العديدين من حولها عنها.
وأن الوحيدة التي عاهدت نفسها على البقاء معها وعدم تركها هي والدتها، رحمها الله، التجربة القاسية لغوية دفعتها لأن تقاوم إصابتها بالسرطان بمبادرات مجتمعية إيجابية.
تقول غوية البادي في حديثها لـ«البيان»: «من منا لا يهاب مرض السرطان، فبمجرد سماع نبأ إصابة قريب منا يأسرنا الحزن والتفكير، ونضيع في دوامة من الشجن والدعاء له بالعافية. وحينما أصبتُ بالمرض مررت بلحظات عصيبة يعجز اللسان عن ذكرها، إلا أنني تجاوزت كل ما اعتراني بالإيمان بالله، وأمل كبير لا حدود له.
ووقوف والدتي، رحمها الله، التي كانت تؤكد لي أنني سأستعيد عافيتي وسأعود لممارسة حياتي بأفضل حال. نعم، أصبت بمرض السرطان وكان من النوع الخبيث في الرحم الذي تم استئصاله، صحيح أنني حرمت من الذرية وتركني زوجي، إلا أن الله تعالى عوضني بكل خير إذ استطعت قهر مرض السرطان، بل انتصرت عليه بالإرادة والعزيمة».
3 شقيقات
وتضيف: «نحن 3 شقيقات أصبنا بالسرطان، فلي شقيقتان أصيبتا بسرطان الدم لوكيميا إلا أنهما توفيتا. وبمجرد معافاتي عزمت على تقديم الدعم لكل مريضات السرطان، وأصبحت عضوة بارزة في جمعية المؤازرة الإماراتية لمصابي السرطان، بل أن أكون عضوة فاعلة في الجمعية التي تأخذ على عاتقها مهمة إنسانية نبيلة يحتاج إليها مرضى السرطان في دولة الإمارات.
وتعمل وفق معايير وضوابط دقيقة للوفاء بأهدافها، انطلاقاً من الثوابت والأسس والقيم الإماراتية الأصيلة بأسمى المعاني الإنسانية. وليس هذا فحسب، فأنا على يقين تام بأن مرضى السرطان كلما شعروا بتضامن أسرهم وأفراد المجتمع معهم بوجه عام زادت قدرتهم على تحدي مرض السرطان والشفاء منه.
وأنوه بأن دور جمعية المؤازرة يكمن في تبديد الخوف وإعادة الأمل للمصابين وهو في حد ذاته يشكل عاملاً أساسياً في الشفاء». وانطلاقاً من تجربتها الشخصية هذه، دعت غوية البادي كل السيدات والفتيات إلى ضرورة الفحص الدائم للكشف المبكر عن هذا المرض.