الشيخ سعود بن صقر القاسمي

يشهد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الحفل الختامي لتكريم الفائزين والجهات الراعية والمتعاونة وأصحاب الجهود الداعمين لحفظة كتاب الله للدورة السابعة عشرة من جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، والتي تقام تحت رعاية سموه.

كما سيحضر الحفل الذي سيقام عصر اليوم في المركز الثقافي برأس الخيمة، عدد من الشيوخ والمسؤولين وأعيان البلاد ومديري الجهات الحكومية، بالإضافة إلى أولياء أمور المتسابقين.

وأكد الشيخ صقر بن خالد بن حميد القاسمي رئيس مجلس إدارة مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، أن حضور وتشريف صاحب السمو حاكم رأس الخيمة وتكريمه بنفسه حفظة كتاب الله تعالى في كل عام يعكس حرص سموه على إدخال السرور إلى قلوب الفائزين من المواطنين والمقيمين على أرض الوطن، وتشجيعهم على مواصلة مسيرتهم المشرقة، ويجسد الخير العميم الذي يبدأ من قيادتنا الحكيمة في الدولة مبينا أن الجائزة اختتمت جميع فعالياتها الختامية ولم يبق سوى حصد ثمار التنافس والتميز في الحفل الختامي الذي سيحظى فيه المتسابقون بتسلم الشهادات والجوائز النقدية من سمو الحاكم.

ودعا أحمد إبراهيم سبيعان أمين عام جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم ورئيس اللجنة العليا المنظمة للجائزة، أفراد المجتمع للمشاركة في أحد أبرز الأحداث القرآنية في الدولة ومشاركة متسابقي وأهالي المتسابقين أفراحهم في هذا الحدث الكبير.

كما أكد مشاركون في جائزة رأس الخيمة للقرآن، أن التسامح منهج راسخ في ثقافة أبناء الوطن الذين تناقلوه جيلاً عن جيل، وقال أحمد محمد الشحي مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم: إن التسامح من القيم الراسخة في ثقافة أبناء الإمارات الذين توارثوا هذه الثقافة التي حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على غرسها في أبناء الوطن، مشيراً إلى أن شيوع هذه الثقافة انعكس على المكانة العالية والسمعة الطيبة التي حققتها دولتنا.

وأكد الدكتور صالح عبد الكريم مدير برنامج الدراسات الإسلامية واللغة العربية بجامعة جميرا بدبي على أهمية التسامح، وارتباطه بمقاصد الشريعة الإسلامية، لا سيما في باب الأخلاق كالرحمة والرفق والإحسان، وما تميز به الإسلام من الإحسان في المعاملة وفق الكتاب والسنة، منوهاً إلى أن من أسباب انتشار الإسلام في أقطار العالم هو تسامح المسلمين مع غيرهم، معدداً جوانب أهمية التسامح، والتي منها الدفاع عن الإسلام ضد التشويهات التي أُلصقت به من قبل التيارات المتطرفة، مؤكدا أن الإسلام بريء من العنف وما يفعله المتطرفون.

وتناول د. عبد الكريم صوراً متعددة للتسامح، ومنها التحلي بالأخلاق السمحة مع الناس قولاً وفعلاً، والرفق واللين معهم، وإسقاط الحق الشخصي عنهم وعدم الانتقام للنفس، مستشهداً بنصوص من القرآن والسنة ونماذج من أقوال الصحابة، الذين رسخوا منهج التسامح بأخلاقهم العالية، إلى جانب حسن معاملة أهل الكتاب وزيارة مرضاهم والإحسان إلى الجار منهم والإهداء إليهم، حيث إن الشريعة الإسلامية نظمت العلاقة مع الآخرين أحسن تنظيم.

وأكد حرمة الدماء، وتحريم الغدر، مبيناً أنه إذا دخل غير المسلمين بلدان المسلمين بعهد وأمان فإنه تجب حمايتهم، وأن المعاهد مأمون على ماله ونفسه وعرضه، ولا يجوز التعرض له بأذى، كما لا يجوز التعرض لأماكن عبادتهم وكنائسهم كما في وصية أبي بكر رضي الله عنه وسيرة الخلفاء الراشدين منوها إلى ثمرات التسامح الكثيرة والتي منها إظهار محاسن الإسلام، وحفظ الأنفس والأعراض والأموال، ومكافحة الغلو والإرهاب، واستتباب الأمن والاستقرار، والمحافظة على الوطن.

ونوه أحمد إبراهيم سبيعان أمين عام جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم ورئيس اللجنة العليا المنظمة للجائزة إلى ضرورة توعية المجتمع بالقيم الإسلامية الوسطية السمحة التي تدعو إليها شريعتنا التي تدعو إلى الجماعة والالتفاف حول الحاكم، وحماية الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره، والحذر من أهل الفتن والتصدي للتطرف والأجندات الدخيلة حماية للناس وأوطانهم.