الطاهي السوري طلال رنكوسي

 سئم الطاهي السوري السابق في دمشق طلال رنكوسي من الطعام السيء النوعية الذي يقدم في مخيم ريتسونا في اليونان فقرر وضع خبرته في خدمة اللاجئين السوريين والاكراد الاخرين فيه لتذكيرهم بمذاقات الشرق.

وسمحت هبة من الاميركية كارولين روكافيلو بتأسيس مقهى "كافي ريتس" في المخيم الواقع على بعد ساعة من شمال اثينا.

ويساعد المقهى ادارة المخيم على تحسين الاطعمة المقدمة. ويديره الطاهي الاربعيني الذي بات يحضر الوصفات التقليدية من كبة وفتوش ومقلوبة ومحمرة.

ويؤكد طلال وهو يغلي البصل في قدر كبيرة "مرتين في الاسبوع اعد اطباقا لا علاقة لها بتاتا بالاطعمة غير المطبوخة جيدا التي تقدم لنا هنا".

ويلجأ مخيم ريتسونا شأنه في ذلك شأن غالبية مخميات اللاجئين في اليونان وهي ثكنات مهجورة، الى خدمات الطعام في الجيش.

ويؤكد احد مسؤولي المخيم طالبا عدم الكشف عن هويته ان الوجبات "لا تغطي سوى الحاجات الاساسية" على صعيد القيمة الغذائية. ويقيم نحو 700 شخص نصفهم من الاطفال، في منازل جاهزة في المخيم.

ويؤكد المسؤول "يصعب علينا ان نطلب من معدي الطعام ان ينوعوا ما يقدمونه. احيانا تبقى 200 حصة طعام لان احدا لا يريد ان يأكلها".

- مدام شوربة -

ويحاول "كافي ريتس" ان يعوض هذا النقص في اطار مبادرة تهدف "ألى مساعدة اليونانيين المكلفين ادارة هذه الازمة واللاجئين في آن" على ما تفيد روكافيلو.

وكانت الموظفة النيويوركية السابقة في مصرف "كريدي سويس" تأثرت كثيرا بازمة اللاجئين وقررت المجيء الى اليونان قبل سنة للمساعدة.

وتوضح هذه السيدة التي سبق لها ان عملت طاهية متطوعة في الولايات المتحدة بعد اعصاري كاترينا وساندي في عامي 2005 و2012، "اردت ايجاد طريقة لتشجيع اللاجئين وان يستردوا ثقافتهم من خلال الطعام".

واقيم "كافي ريتس" في مبنى قديم في المخيم تبلغ مساحته 20 مترا مربعا فقط وهو يشبه شاحنة طعام (فود تراك) لكن من دون اطارات. وتغطي جدرانه الصحون.

على مقعد طويل ابيض في وسط القاعة يعد طلال الوجبات بمساعدة نحو عشرة لاجئين.

وتنقل المياه في اقدار لان المقهى لا يتمتع بالمياه الجارية.

وتؤكد كارولين روكافيلو التي اطلق عليها سكان اللاجئين اسمم "مدام شوربة"، "من المهم لسكان المخيم ان يكون اللحم حلال ولحسن الحظ ان المتجر المجاور يوفر هذه اللحوم".

- البحث عن السماق -

وهي تشتري الحاجيات خمس مرات في الاسبوع من هذا المتجر الذي تجد فيه الهال والقرفة والزنجبيل والتوابل باستثناء السماق الذي تحتاج للحصول عليه التوجه الى اثينا الواقعة على بعد 60 كيلومترا.

وتقول "نقيم ايضا الحفلات. من المهم ان نضحك وان نتذكر ان هذا الوضع عابر". وهي تتمنى ايضا ان تضع خبرتها في مساعدة اللاجئين على ايجاد عمل بعد نجاحهم بمغادرة اليونان.

وتبلغ ميزانية المقهى ثلاثة الى خمسة الاف يورو يوميا.

ويوضح رنكوسي "نوزع اللحم مرة في الاسبوع والخضار مرتين". وكان رنكوسي يعمل سابقا في مطعم "بوابة دمشق" الذي تعتبره موسوعة غيينيس للارقام القياسية اكبر مطعم في العالم اذ انه قادر على استيعاب ستة الاف شخص.

وهو فر من سوريا شأنه في ذلك شأن مئات الالاف من السوريين ووصل الى اليونان في شباط/فبراير مع اطفاله الثلاثة بعد "عبور رهيب" في بحر ايجه الفاصل بين تركيا واولى الجزر اليونانية.

وقد تقدم بطلب لجوء الى عدة دول اوروبية منها المانيا وهولندا وفرنسا من دون ان ينجح في الحصول على موافقة بعد.

ويقول الان ان لا مشكلة لديه للعمل في مطعم يوناني "ما يهمني هو عملي".