ندوة نظمتها هيئة الثقافة

 نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية ندوة بعنوان " الفجيرة.. تاريخ وعراقة" بمسرح غرفة تجارة وصناعة الفجيرة في مدينة الفجيرة برعاية هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام .

شارك في الندوة المؤرخ الدكتور فالح حنظل والدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ بجامعة الإمارات وأدارها الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني.

حضر الندوة التي أقيمت برعاية غرفة تجارة وصناعة الفجيرة أيضا ..

معالي الدكتور محمد سعيد الكندي وخليفة خميس مطر الكعبي رئيس غرفة تجارة وصناعة الفجيرة وصابرين اليماحي رئيسة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية وعدد من المسؤولين والمثقفين وجمهور الشباب.

وقال الظنحاني في مستهل الندوة :" "نتحدث اليوم عن الفجيرة، الإمارة التي تتميز بطبيعتها الخلابة وتضاريسها المتنوعة من بحر وجبال وسهولة ووديان.. وهي الإمارة ذات الأهمية الاستراتيجية والمكانة الحضارية؛ فمن الجانب الاقتصادي تعتبر الآن المحطة الثانية في العالم لإعادة تحميل ناقلات النفط، ومن الجانب السياحي تعتبر المكان الأثير للقاصي والداني للاستمتاع بطبيعتها الخلابة وتضاريسها المتنوعة.. أما الجانب الثقافي، فيتمثل في تعدد مواقعها الأثرية الأمر الذي يؤكد عمقها الحضاري والثقافي".

و أكد الظنحاني أن إمارة الفجيرة كانت حاضرة في تاريخ الحضارة العربية منذ مئات السنين، ولاتزال تزخر بألقها الحضاري إلى عصرنا هذا في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة.

وأشار إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" أدرك أهمية الفجيرة ومكانتها المتميزة و سار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".

وذكر أن للفجيرة مخزونا ثريا من الألقاب الحاذقة التي انغرست في ذاكرة الإنسان الذي توافد عليها منذ عصر الفينيقيين.. ومن هذه الألقاب "أرض عمالقة البحار"، و"عروس الساحل الشرقي" و"رئة الإمارات" و"جارة الشمس"، وغيرها التي تؤكد أهميتها الاستراتيجية وعراقتها التاريخية.

  وفي بداية مداخلته، تحدث الدكتور فالح حنظل عن إمارة الفجيرة ومكانتها التاريخية والاجتماعية والسياسية، وعلاقاتها التاريخية القديمة مع بقية الإمارات ودول الجوار.. لافتا إلى شح المصادر التاريخية التي تؤرخ للمنطقة نظرا للحساسية التاريخية الشديدة للمنطقة وهو ما حال دون توثيق التاريخ إلا فيما ندر.

وتطرق حنظل في حديثه إلى "الشرقيين" التي ينتسب إليهم أصحاب السمو حكام الفجيرة ومكانتها التاريخية وعلاقاتها مع سلطنة عمان على أيام دولة آل بوسعيد ثم ظهور اسم القائد الباني المرحوم الشيخ محمد بن مطر .. ونوه إلى تاريخ ساحل "الشميلية" والظروف السياسية التي أوجدته واطلالته على بحر العرب وخليج عمان وموقع إمارة الفجيرة في هذا الساحل وتكوينها السياسي يومذاك.

وأضاف إن المغفور له الشيخ حمد بن عبدالله الشرقي الرجل الذي رسخ كيان الفجيرة وكفاحه علاوة على علاقاته مع بقية حكام الإمارات ومشاركته في اجتماع "الخوانيج" عام 1906 مع المغفور له الشيخ زايد بن خليفة ثم انتقاله إلى جوار ربه، وولاية ابنه الشيخ سيف وأعقب ذلك ولاية الشيخ محمد بن حمد بن عبدالله الشرقي "رحمه الله".

وتخلل حديث حنظل، إطلالة على تاريخ "كلباء" وعلاقاتها بالفجيرة أيام الشيخ محمد بن حمد بن عبدالله الشرقي "رحمه الله".. وجهود هذا الحاكم وعلاقاته السياسية خاصة مع الانجليز وأخيرا جهوده مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في ترسيخ أسس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة .

وتطرق الباحث إلى الرابطة الدينية والقومية والوطنية التي تربط إمارة الفجيرة بشقيقاتها مع إلقاء الضوء على طبيعة مجتمع الإمارة والثقافة والموروث الشعبي وبعض من اشتهر من رجالاتها وشخصياتها.

و أوضحت الباحثة الدكتورة فاطمة الصايغ أن الفجيرة تعد الإمارة الوحيدة التي لا تطل على الخليج العربي وإنما على مياه خليج عمان. وطول سواحلها حوالي 70 كيلومترا من قرية أوحلة حتى دبا شمالا، وهي واحدة من أربع وعشرين بلدة تقع على ساحل الشميلية المطل على بحر عمان وقد حصل عليها الزعيم القاسمي سلطان بن صقر عام 1854م.

و قالت إن اسمها اشتق من جدول مائي يحمل هذا الاسم أسفل أحد جبال الإمارة الشاهقة وهناك روايات أخرى ولفتت إلى ظهور شيخ قبيلة الشرقيين الواسعة العدد والنفوذ وهو الشيخ حمد بن عبدالله الشرقي بين عامي " 1870-1930 " ومن ثم إعلان الفجيرة إمارة مستقلة عام 1952.

وأشارت إلى أن الفجيرة تطورت في عهد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وأخذت مكانة متميزة والذي تولي سموه في أول حكومة اتحادية منصب وزير الزراعة والثروة السمكية وكان لا يزال وليا للعهد، وفي سبتمبر 1974 تولي حكم إمارة الفجيرة ليبدأ عصر جديد في تاريخ الإمارة.

وقالت إن سموه أبدى منذ توليه فهما عميقا لوضع الفجيرة الجيوسياسي وتبنى من المشاريع الاستثمارية ما تحمله رؤيته من عمق وفهم للأمور الأمر الذى جعل الفجيرة تستقطب عددا كبيرا من المشاريع الاستثمارية والسياحية والاقتصادية والمهرجانات الثقافية والاعلامية، موضحة أن للفجيرة مستقبلا اقتصاديا مزدهرا خاصة مع اكتمال خط أنابيب النفط الذى يربط حقل حبشان مع ميناء الفجيرة بطول حوالي 360 كيلو مترا ومستقبلا سياحيا مزدهرا أيضا بحكم الموارد السياحية التي تمتلكها الفجيرة.

وأشارت إلى خطة الفجيرة الاستراتيجية التنموية 2040 لمواكبة ما يحدث ليس فقط في دولة الإمارات ولكن على صعيد التطورات العالمية المتلاحقة خصوصا أن بناء خط الأنابيب الذى يربط حقل حبشان في أبوظبي بميناء الفجيرة الذي بدأ العمل فيه عام 2012 استطاع نقل مليون ونصف المليون برميل تقريبا ويمكن أن ترتفع إلي مليون و 800 برميل يوميا أي حوالي 70% من إنتاج دولة الإمارات دون العبور في مضيق هرمز.