عبدالله بن زايد يلتقي وزير خارجية سلوفاكيا

التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أمس معالي ميروسلاف لايتشاك وزير خارجية جمهورية سلوفاكيا.وجرى خلال اللقاء - الذي عقد في إطار زيارة سموه الرسمية إلى سلوفاكيا - استعراض علاقات التعاون المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية سلوفاكيا في مختلف المجالات وسبل تطويرها بما يعزز أواصر الصداقة والتعاون بين الجانبين. كما تبادل الجانبان وجهات النظر تجاه مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الحرص على توطيد أوجه التعاون المشترك بين البلدين. من جانبه رحب معالي ميروسلاف لايتشاك بزيارة سموه إلى سلوفاكيا .. مؤكدا حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون المشترك والصداقة مع دولة الإمارات.. مشيدا معاليه بالمكانة الرائدة التي تحظى بها دولة الإمارات حاليا على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ووقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومعالي ميروسلاف لايتشاك مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية. وعقب اللقاء عقد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤتمرا صحفيا مشتركا مع معالي ميروسلاف لايتشاك وزير خارجية جمهورية سلوفاكيا. وتقدم سموه في بداية المؤتمر الصحفي بجزيل الشكر والعرفان لمعالي وزير الخارجية والحكومة السلوفاكية لما تم تقديمه من جهود واهتمام بهذه الزيارة.

وقال سموه "إنها الزيارة الأولى منذ تبادل العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا في عام 1993 ونعتقد بأنها فرصة هامة للغاية أن نعيد ونراجع هذه العلاقة وكيفية تطويرها وازدهارها".

وأكد سموه أن " هناك أكثر من 300 مليون دولار أمريكي للتجارة البينية بين بلدينا ونرى أن هناك فرصا أكبر لتطوير هذا الرقم بشكل مضاعف خاصة بعد الانتهاء من التوقيع على اتفاقيتين مهمتين وهما اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي ونتطلع لأن تمر الاتفاقيتان عبر الجوانب القانونية والدستورية في البلدين في أسرع وقت ممكن لكي تحسن من أجواء الاستثمار والتجارة بيننا ".

و أضاف سموه : "سعداء أن نرى أكثر من 30 ألف مواطن سلوفاكي يزورون الإمارات ونتطلع بأن نوفر فرصا مماثلة للسائح الإماراتي إلى سلوفاكيا".

وتوجه سموه بالشكر إلى "فلاي دبي" على اهتمامها والتزامها برحلاتها المباشرة بين براتيسلافا ودبي .. مشيرا إلى أن ذلك " أعطى فرصا حقيقة لشراكة مباشرة ولتحسين العلاقة بين شعبي البلدين".

و قال سموه إن "اللقاء كان فرصة أيضا لتبادل وجهات النظر حول القضايا التي تعنينا أن كانت قضايا إقليمية أو دولية".

و تقدم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالتهنئة إلى معالي ميروسلاف لايتشاك على اختيار سلوفاكيا رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة.

و قال سموه : " نعتقد أنها مسؤولية كبيرة ولكن سلوفاكيا أثبتت إلتزامها بالقضايا الدولية وعبر رئاستكم للاتحاد الأوروبي في العام الماضي أيضا أوضحتم مدى اهتمامكم وقدرتكم على مواجهة هذه الصعاب".

و أكد سموه " أن هناك فرصة كبيرة لتعزيز العلاقة بين البلدين ففي مجال التعليم والصحة التي تحدث عنها معالي وزير الخارجية السلوفاكي فإنها تعد قطاعات هامة للغاية وهناك رغبة حقيقة من جانب دولة الإمارات لتطوير هذه القطاعات بشكل كبير ليس فقط لتوفير هذه الخدمة للمواطنين والمقيمين ولكن لتكون دولة الإمارات مركزا إقليميا لجذب من يريد أن يطور من مهاراته التعليمية أو يبحث عن خدمات صحية متطورة".

كما أكد سموه " أن الاتحاد الأوروبي شريك مهم بالنسبة دولة الإمارات وهناك رغبة لتطوير العلاقات وصولا إلى تحقيق اتفاقية تجارة حرة بيننا".

وقال سموه خلال المؤتمر الصحفي - ردا على سؤال حول الاتفاق الذي تم توقيعه بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية حول مكافحة الإرهاب - " إن دولة قطر وقعت اتفاقيتين مع دول مجلس التعاون الخليجي إلا أنها لم تلتزم بهما".. وأضاف " تحتاج قطر أن تقوم بجهد أكبر لتحسين الثقة في ما توقعه وما تنفذه".

و أضاف : " بالطبع نرحب بتوقيع قطر هذه الاتفاقية ولكن أيضا على قطر أن تقوم بجهد مضاعف في تغيير رؤية الكثير من الدول لما تقوم به من إيواء ودعم وتمويل وإبراز أصوات متطرفة وأصوات تدعو للعنف وأصوات تدعو للكراهية".

و أكد أن " هناك رغبة حقيقية من دولنا أن نرى ذلك ولكن مهما كانت رغبتنا لن تتحقق إلا إذا كانت قطر ملتزمة بتغيير هذا المسار".

و قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان : " نحن في المنطقة قررنا عدم السماح بأي نوع من أنواع التسامح مع جماعات متطرفة ومع جماعات إرهابية ومع جماعات تدعو للكراهية".

و أشار إلى أن " منطقتنا عانت بما يكفي وعندما تقرر ذلك دول بحجم المملكة العربية السعودية ومصر فنحن متفائلون .. وإذا قطر تريد أن تكون عضوا في هذا التحالف - أهلا وسهلا - أما إذا قطر تريد أن تكون في الجانب الآخر فكما نقول بالعربية - مع السلامة - ".

وقال سموه - ردا على سؤال آخر حول اجتماع وزير الخارجية الأمريكي مع وزراء خارجية الدول الأربع وما يتوقعه من هذا الاجتماع - " إننا نعتقد بأن هناك مسلكين لمعالجة أي أمر وهو محاولة تخفيف التوتر أو محاولة معالجة المشكلة".

وأضاف سموه "لا نعتقد أن محاولة تخفيف التوتر ستعالج الأمر وإنما ستؤدي إلى تأجيل المشكلة مما سيؤدي إلى مضاعفتها في المستقبل".

وقال سموه : " من غير المناسب أن أتحدث عن أي دولة في التحالف الدولي لمكافحة التطرف والإرهاب لكن الذي أريد وأستطيع أن أقوله بوضوح أن المنطقة عانت من التطرف والإرهاب".

وأضاف سموه " ندرك في نفس الوقت أن هناك أخطاء حصلت في الماضي منا جميعا - حتى الولايات المتحدة ارتكبت هذه الأخطاء - حتى أوروبا ارتكبت هذه الأخطاء - عندما قررنا في يوم من الأيام أن ندعم ما يسمى المجاهدين في أفغانستان وبعد ذلك لم يتم حسم الأمر وتحولت أفغانستان إلى حرب أهلية".

وتابع سموه " حدث نفس الأمر في الصومال والعراق واليوم نشاهده يحدث في سوريا وليبيا وأعتقد إذا بدأنا باللوم والعتب على قضايا معينة لن ننتهي .. ولكن الفرق بين دولنا وقطر هو الآتي : فدولنا تعمل بحرص واهتمام لمواجهة ولردع الإرهاب والتطرف .. فصحيح أن أنظمتنا ليست في أفضل حالة ممكنة - ويمكن تطوير أنظمتنا وقوانينا وهياكلنا بشكل كبير .. ولكن الدولة القطرية هي من تمول التطرف والإرهاب والكراهية وهي من توفر لهؤلاء الإرهابيين المأوى والمنصة".

وأكد " بالطبع علينا أن نعمل بشكل أفضل لمواجهة التطرف والإرهاب ونحتاج أن يكون لنا المزيد من الحلفاء والأصدقاء لمواجهة ذلك".

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان " إنه ليس من العدل عندما نرى أن دولا معينة تريد أن تكافح وتواجه التطرف والإرهاب نقول لها "أنت لم تفعلي كذا" فكلنا ملامون ولكن السؤال الحقيقي هل نحن نريد أن نضع معايير جديدة – نعم نريد - ولكن أيضا في نفس الوقت ما نطلبه اليوم من قطر هو ما نطلبه من أنفسنا ولن نطلب أن تقوم قطر بأي إجراء أو أي خطوات لا نطلب أو لا نريد أن نلتزم نحن كدول بها".

وأضاف سموه "دعونا نجرب ونرى ونعمل لأن موضوع التطرف والإرهاب عملية طويلة وتحتاج جهدا حقيقيا من كل الدول بما في ذلك أوروبا التي مع الأسف أيضا أوجدت مناخا يسمح بتنامي التطرف والإرهاب ولم تضع القوانين والأنظمة المناسبة لمواجهة ذلك مما أدى في الوقت نفسه ليس فقط إلى تنامي هؤلاء المتطرفين ولكن لتنامي الأصوات اليمينية المتطرفة".

و أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي "نعتقد أن الكل عليه مسؤولية كبيرة أن نعمل سويا لمكافحة التطرف والإرهاب .. مضيفا سموه " أتعمد الحديث عن التطرف والإرهاب سويا لأنه لن نستطيع أن نكافح الإرهاب إذا لم نكافح التطرف فالإرهاب هو نتيجة وجود التطرف". حضر اللقاء .. سعادة حمد علي الكعبي سفير الدولة غير مقيم لدى سلوفاكيا.