دبي – صوت الإمارات
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم باليوم الدولي للعمل الخيري الذي يصادف الـ 5 من سبتمبر كل عام. وقد نجحت في تحويل العمل الخيري إلى ثقافة وسلوك مجتمعي راسخ في الشخصية الإماراتية.
ويأتي الاحتفال هذا العام في أعقاب عام الخير 2017 والذي جاء بهدف تعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية والتطوع وخدمة الوطن ووفاءً لنهج الخير الذي أرساه مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وتولي الإمارات العمل الخيري أهمية كبرى باعتباره قيمة إنسانية قائمة على العطاء والبذل بكل أشكاله وهي اليوم من الدول القلائل التي ترجمت معنى الثروة إلى فكر ومشاركة إنسانية تشمل العالم بأسره دون منة أو استثمار في مصلحة ضيقة.
وحرصت الإمارات على مأسسة العمل الخيري وأوجدت له إطاراً تنظيمياً وتشريعياً يتميز بالمرونة ويفسح المجال أمام جميع فئات المجتمع للإسهام في الأعمال الخيرية عبر عدة وسائل تشمل التطوع والتبرع ودفع الزكاة.
وتزخر الإمارات بالمؤسسات والهيئات الخيرية الأهلية التي لطالما شكلت رافداً أساسياً وعاملاً مهما في إنجاح مسيرة العمل الإنساني الرسمي أو الحكومي، وتجلى ذلك بوضوح تام خلال حملات التبرع والمبادرات الإنسانية التي وجهت بها القيادة الرشيدة لإغاثة المنكوبين والمعوزين في العديد من دول العالم.
وتمتلك الإمارات أكثر من 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية تمد يد العون للمحتاجين في مختلف دول العالم، وتولي أهمية قصوى لتوفير الحماية للعاملين في هذا المجال، وتوفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية في العالم.
وتبرز هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في طليعة المؤسسات الخيرية الإنسانية التي تعتز بشراكتها القوية مع المحسنين وأهل الخير من مواطنين ومقيمين على أرض الدولة، وتفخر بدعمهم ومساندتهم التي كان لها الأثر الأكبر في أن ترتاد مجالات العمل الإنساني كافة وتحقق العديد من الإنجازات.
وبلغت قيمة البرامج والمشاريع التي نفذتها الهيئة العام الماضي 645 مليون درهم منها 131 مليون درهم داخل الدولة و514 مليون درهم خارجها.
وتكفل الهيئة 114 ألف يتيم داخل الإمارات وفي 25 دولة حول العالم وبلغت قيمة كفالاتهم 140 مليون درهم، فيما يستفيد من برامجها ومشاريعها الرمضانية حوالي 11 مليون شخص في 80 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركتين وأستراليا بتكلفة تتجاوز 155 مليون درهم. وبلغ عدد المحسنين الذين يدعمون برامج ومشاريع الهلال الأحمر 139 ألف محسن على مستوى الدولة، فيما بلغ عدد المتطوعين في الهيئة أكثر من 18 ألف متطوع.
بدورها تشكل مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية أحد أبرز أذرع العمل الخيري في دولة الإمارات، ونجحت منذ انطلاقها عام 1992 في تقديم مساعداتها لأكثر من 166 دولة حول العالم بقيمة إجمالية تناهز ملياري درهم.
وفي هذا الإطار قال حمد سالم بن كردوس العامري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية: «يعتبر اليوم العالمي للعمل الخيري بمثابة مناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات الخيرية والإنسانية التي أسهمت في تعزيز مسيرة الشعوب وتحسين نوعية حياة المستفيدين من المبادرات التي تنتهجها وتتبناها مختلف دول العالم، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر أكبر مانح إنساني في العالم».