الشارقة - صوت الامارات
كرم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة العليا لمهرجان صير بونعير وسعادة هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان اليوم الشركاء الإستراتيجيين والداعمين والرعاة والمشاركين والفائزين في مسابقات فعاليات النسخة الثامنة عشرة للحدث .
حضر التكريم سعادة علي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي والعميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة والدكتور بيون شيرفيه مدير الجامعة الأمريكية في الشارقة وعدد من رؤساء ومدراء الجهات الحكومية المشاركة خلال فعاليات المهرجان الذي نظمته الهيئة تحت شعار "البحر حياتنا" على مدار ثلاثة أيام في محمية جزيرة صير بو نعير.
و لاقت الفعاليات والأنشطة والبرامج تفاعلا لافتا وإقبالا كبيرا من الجمهور والزوار وعشاق البيئة وتميزت بالمرح والترفيه والتوعية بالبيئة ما أسهم في تعزيز حضور الثقافة البيئية في وجدان وتصرفات ومواقف الجمهور .
و استحضر المهرجان من خلال فعالياته تلك الروابط والعلاقات الراسخة والمميزة بين البحر وأهله وطقوس وأنشطة البحارة لتعزيز علاقات أجيال الحاضر ببيئتهم وبتراث أجدادهم.
و قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي : " يمتلك المهرجان الذي تنظمه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة سنويا رصيدا ثريا مميزا وحقق النجاح تلو الآخر عبر مشوار 18 عاما وما زال في جعبته الكثير الذي ينتظره الجمهور والزوار وعشاق البيئة والباحثون والمختصون في ظل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .
و أضاف إن المهرجان يسهم في التعريف بهذه الجزيرة الجميلة الغنية بمكوناتها وعناصرها البيئية المميزة وتعزيز علاقة الفرد بالبيئة .
. ففي المهرجان تتوحد أنفسنا مع طبيعة الجزيرة الخلابة وأسرارها وتاريخها العريق الذي نعتز ونفتخر به وتلك القصص والحكايات التي تحتفظ بها شواطئها ومياهها.
و أشار إلى أن المهرجان يهدف إلى إبراز جهود إمارة الشارقة في صون الموروث الحضاري والبيئي والحفاظ عليه للأجيال القادمة وتعزيز مقومات جزيرة صير بونعير كمنطقة بيئية تتبع إمارة الشارقة و تتمتع بمميزات بيئية وسياحية وحضارية وثروات طبيعية إضافة إلى ما تحظى به من قيم جمالية جاذبة اشتركت مجتمعة في إبراز روح المكان وجماليته والطقوس المرتبطة بالتاريخ الحضاري للجزيرة .
و لفت إلى أن المهرجان أصبح يحتل أهمية كبرى على أجندة الفعاليات والنشاطات التراثية والسياحية التي تقام في الشارقة ليسهم في تسليط الضوء على ما تحفل به الإمارة من تراث غني وطبيعة ساحرة ووجهات تستحق الزيارة على مدار العام ويحافظ على مواردها الطبيعية للأجيال القادمة.
من جانبها قالت سعادة هنا سيف السويدي إن مهرجان صير بو نعير ما زال يحقق النجاح تلو الآخر والذي لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير والمتابعة الحثيثة والرعاية الدائمة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كما أن لجهود ودعم ورعاية شركائنا الإستراتيجيين فضلا كبيرا في النجاحات والإنجازات التي تحققت.
ولفتت السويدي إلى أن المهرجان يهدف إلى إبراز جهود إمارة الشارقة في صون الموروث الحضاري والبيئي والحفاظ عليه للأجيال القادمة وإظهار الأهمية البيئية والسياحية والتراثية والحضارية لمحمية صير بونعير والترويج لأهميتها السياحية والترفيهية وأنشطة السياحة البيئية وتوعية رواد الجزيرة بضرورة الالتزام بالأنظمة القانونية الخاصة بالحفاظ على النظم البيئية وتحفيزهم للمساهمة في تفعيل الأنشطة الرشيدة لصون تنوعها البيولوجي.
و نوهت إلى أن المهرجان يعكس اهتمام الشارقة بالحفاظ على التنوع البيولوجي والطبيعي وترسيخ علاقة الأجيال المتعاقبة ببيئتهم وتراثهم وفق توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة وجاءت فعاليات المهرجان هذا العام برعاية شركة تلال العقارية.
و أوضحت هنا السويدي أن النسخة الثامنة عشرة من المهرجان التي استهدفت كعادتها في كل عام فئات المجتمع كافة شهدت عددا كبيرا من الفعاليات والأنشطة والبرامج التراثية والبيئية التوعوية والترفيهية من أبرزها فعالية زراعة الشعب المرجانية وفعالية الغوص التراثي بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية.
و حظيت زراعة الشعاب المرجانية بتركيز واهتمام كبيرين في نسخة العام كونها تسهم في إعادة التوازن للبيئة البحرية وتوفير بيئة بحرية مستدامة و تساعد البيئة الطبيعية كي تعود إلى ما كانت عليه وبشكل عام فإنه من خلال عملية زراعة الشعب المرجانية يتم جمع بعض المرجان الطبيعي ليزرع في الأقفاص لتنمو وتتكاثر فيما بعد.. فالأقفاص تمثل محطات احتضان الشعب المرجانية والتقليل من الآثار السلبية لأشكال التلوث وهي تلعب دورا مهما في السياحة البيئية والأبحاث التي تركز على دراسة أنواع المرجان والحياة التي تحيط به.
و استمتع زوار وجمهور المهرجان بالفعاليات المتنوعة منذ اليوم الأول حيث لاقت الأنشطة والفعاليات والبرامج تفاعلا حيويا كما هو الحال في مسابقة صيد السمك والغوص القديم التي تم تنظيمها بالتعاون مع نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية وكذلك كان الحال مع سباق قوارب التجديف بالتعاون مع نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية وإطلاق السلاحف الخضراء البحرية بالإضافة إلى العروض التراثية والمأكولات الشعبية والاطلاع على نفائس البحار من خلال معرض اللؤلؤ الذي أقيم بالتعاون مع مجموعة الفردان ومتابعة الفيلم الوثائقي التراثي الذي حمل عنوان "صوت البحر" والذي نال إعجاب المشاهدين.
و أكدت الفعاليات التراثية التي شهدها المهرجان غنى وتنوع موروثنا البحري وهويتنا الوطنية .. موضحة أن المهرجان حدث تراثي بيئي من أهم الفعاليات المجتمعية في إمارة الشارقة خاصة ودولة الإمارات عموما وقالت إن الشارقة كانت ولا تزال بفضل الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو حاكم الشارقة سباقة في الاحتفاء بموروثها التراثي والحضاري وحماية بيئتها ومواردها الطبيعية باعتبارها كنزا متوارثا وضمانا لمستقبل الأجيال المقبلة في حياة تحفظ لهم ماضيهم المجيد وحاضرهم المشرق.
وشكرت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية اللجنة العليا لمهرجان صير بونعير على جهودها وكذلك الجهات المشاركة خصوصا القيادة العامة لشرطة الشارقة ومعهد الشارقة للتراث ومؤسسة الشارقة للإعلام وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة وشركة الشارقة للبيئة "بيئة" ومركز الشارقة الإعلامي ومجلس الشارقة الرياضي ومجموعة الإمارات للبيئة البحرية ونادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية وشركة خانصاب.
تجدر الإشارة إلى أن جزيرة صير بونعير تقع في جنوب الخليج العربي وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 49,6 كيلو متر مربع مساحة اليابسة منها نحو 13,3 كيلو متر مربع تمثل ثروة بيئية وتاريخية وثقافية وحضارية وتم إعلانها كأول محمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم 25 لسنة 2000 الصادر عن صاحب السمو حاكم الشارقة وتتميز بوجود تكوينات جيولوجية مختلفة مثل الجبال والشواطئ الرملية والتلال الصخرية والمسطحات الطينية وأنواع مختلفة من المعادن.
ويتميز نظامها البيئي بوجود كثيف لأعشاش السلاحف البحرية والطيور المستوطنة والمهاجرة التي تعيش على شكل مستعمرات إلى جانب الأنواع الأخرى مثل الغزلان وسحلية الضب وتعتبر أيضا موئلا مهما لأعشاش سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء وتنتسب الجزيرة إلى القائمة التمهيدية لليونسكو لتحقيق مكانة في التراث العالمي نظرا لأهميتها البيئية والثقافية "قائمة اليونيسكو التمهيدية للتراث العالمي 2012" كأول موقع طبيعي في دولة الإمارات.