الهيئة الاتحادية للجمارك ابوظبي

 كرمت الهيئة الاتحادية للجمارك بأبوظبي أمس شركاءها الاستراتيجيين تزامنا مع احتفالاتها بيوم الجمارك العالمي الذي يصادف 26 يناير من كل عام .

حضر الاحتفال - الذي تم خلاله تكريم 28 مواطنا ممن أمضوا أكثر من 30 عاما في العمل الجمركي في الدولة - مديرو إدارات الجمارك المحلية وممثلو المصرف المركزي والوزارات والهيئات الاتحادية ومؤسسات قطاع الأعمال وشركات القطاع الخاص والبنوك والمؤسسات الإعلامية والموردين إلى جانب وفد الأمانة العامة لدول مجلس التعاون والشركاء الخارجيين من مؤسسات ومنظمات عربية ودولية .

تضمن احتفال الهيئة مجموعة من الفقرات التي تظهر تقدم قطاع الجمارك في تطبيق أحدث الأنظمة في مجال جمع المعلومات والبيانات وتحليلها واستعراض مسيرة التطور الجمركي في دولة الإمارات واستراتيجية الهيئة للفترة من 2017 إلى 2021 بما تتضمنه من أهداف استراتيجية ومبادرات لتحقيق تلك الأهداف وأبرز التطورات والإنجازات التي حققتها الهيئة خلال الفترة الماضية.

وقال معالي المفوض علي الكعبي رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك إن حرص الهيئة وقطاع الجمارك في الدولة على الاحتفال بيوم الجمارك العالمي يعكس مكانة الدولة في منظومة الجمارك العالمية ودورها المحوري في خريطة التجارة العالمية ومتانة العلاقات مع المنظمة العالمية للجمارك.

وأوضح معاليه في كلمته خلال الاحتفال أن العالم يحتفل هذا العام تحت عنوان " تحليل البيانات من أجل إدارة فاعلة للحدود " في وقت أصبحت فيه البيانات إحدى أدوات إدارة المعرفة وبناء الاقتصادات القوية ومصدرا أساسيا في تحديد ملامح معايير القوى الاقتصادية والتجارية في العالم وبدون المعلومات والبيانات وتحليلها لا يمكن فهم الحاضر أو التنبؤ بالمستقبل.

ولفت إلى أن التقارير والدراسات المتخصصة تشير إلى أن حجم الإنفاق السنوي على تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بلغ 111 مليار دولار في عام 2016 وسط توقعات بأن يرتفع حجم الإنفاق إلى 134 مليار دولار عام 2020 الأمر الذي يكشف إلى أي مدى أصبحت التكنولوجيا والبيانات عنصرا مهما في حياة الحكومات والمؤسسات والأفراد على حد سواء.

وقال معاليه " إن قيادتنا الرشيدة أدركت مبكرا بحسها المستقبلي الفريد أهمية البيانات والتحول الرقمي في الارتقاء بالأمم والشعوب لذا أطلقت المبادرات التي ساهمت في تحويل بيئة العمل في الدولة إلى بيئة إلكترونية جعلت من البيانات والمعلومات وراحة المتعاملين عمودا فقريا لها".

ونوه إلى أن مبادرات القيادة الرشيدة في مجال التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية والذكية ساهمت في تبوء دولة الإمارات العربية المتحدة المراكز الأولى عالميا في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية ورسمت السعادة على وجوه المتعاملين والزائرين لدولة الإمارات.

و أعرب عن فخره بالإنجازات التي تحققت في هذا المجال .. مؤكدا أن دولة الإمارات أصبحت وجهة رئيسية وسوقا جاذبا لكبرى شركات تقنية المعلومات وتحليل البيانات.

و أوضح أن قطاع الجمارك في دولة الإمارات نجح في تبني وتمكين التكنولوجيا وتقنية المعلومات في محاور العمل كافة انطلاقا من رؤية الإمارات 2021 التي تستهدف بناء اقتصاد معرفي قائم على المعرفة والتكنولوجيا ونتج عن ذلك أنظمة متطورة في عمليات التفتيش والمعاينة وإنهاء إجراءات فسح البضائع وتبادل البيانات والمعلومات والربط الإلكتروني.

و أشار الكعبي إلى أن مبادرات التحول الرقمي والذكي على مستوى قطاع الجمارك في الدولة أثمرت منظومة متكاملة من الأنظمة الإلكترونية والذكية تساهم في اختصار زمن التخليص الجمركي وإنهاء إجراءات فسح البضائع في أسرع وقت ممكن فضلا عن مكافحة السلع المغشوشة والمقلدة ومراقبة حركة السلع ذات الاستخدام المزدوج بما يعزز أمن المجتمع .. مشيرا إلى أن منظومة الأنظمة الإلكترونية تشمل مراحل العمل الجمركي كافة بدءا من إجراءات التخليص ومرورا بإدارة المخاطر وانتهاء بالإفصاح عن الأموال وتحويل الرسوم الجمركية بين دول مجلس التعاون.

و عبر عن فخر الهيئة بشبكة الأنظمة والتطبيقات الإلكترونية والذكية التي يجري تطبيقها في قطاع الجمارك في الدولة وهي شبكة قل أن تجد مثلها في محيطنا العربي والإقليمي وهناك المزيد من الأنظمة التي يجرى العمل على ابتكارها وتطبيقها في إطار خطتنا الاستراتيجية للفترة من 2017 وحتى 2021 ".

ونوه معاليه بدور الشركاء في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة .. مشيرا إلى أن الهيئة تفخر بما لديها من علاقات تعاون وشراكة قوية مع العديد من الإدارات والوزارات والمؤسسات الاتحادية والمحلية والشركات والمنظمات العامة والخاصة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .

وفي ختام كلمته أكد الكعبي أن التطلع إلى مستقبل أفضل يجب أن تترجمه مبادرات حقيقية تمكن الأجيال القادمة من تسلم أدوارها المستقبلية في مجتمعات قوية بالمعرفة القائمة على البيانات الموثوقة والآمنة والمفتوحة.

شمل الاحتفال عرض فيديو أعدته الهيئة حول الأنظمة الإلكترونية في قطاع الجمارك في الدولة ودورها في تسهيل حركة التجارة ودعم أمن المجتمع وجمع البيانات وتحليلها وإدارة المخاطر الجمركية.

وكرم الكعبي الشركاء الاستراتيجيين على المستويات المحلية والعربية والإقليمية من وزارات وهيئات اتحادية ومحلية فضلا عن إدارات الجمارك المحلية و28 من المواطنين العاملين في قطاع الجمارك في الدولة ممن أمضوا أكثر من 30 عاما في العمل الجمركي بالإمارات المختلفة عرفانا من الهيئة بعطائهم وتضحياتهم في سبيل الارتقاء بمستوى العمل الجمركي في الدولة إلى أعلى المستويات العالمية وشكرا لهم على إنجازاتهم خلال مسيرتهم المهنية.

واستعرضت مريم عامر رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي والمستقبل خلال الحفل ملامح الخطة الاستراتيجية للهيئة خلال السنوات الخمس المقبلة " 2017 – 2021 " وأبرز الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية.

و أشارت إلى أن الاستراتيجية الجديدة تساهم في بناء اقتصادي تنافسي قائم على المعرفة انطلاقا من مبادئ وأهداف رؤية الإمارات 2021 وتنسجم مع مؤشرات الأجندة الوطنية و تعزز مكانة الاقتصاد الوطني والدولة في مؤشرات التنافسية العالمية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من إدارات الجمارك المحلية والقطاع الخاص والجهات الحكومية والمنظمات الدولية.

و تسعى الاستراتيجية إلى توفير متطلبات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع الجمارك بالدولة من خلال تحديث منظومة الفحص في المنافذ الجمركية المختلفة والاستعانة بأحدث أجهزة الفحص بالأشعة وتطبيق أفضل الأنظمة الإلكترونية في التخليص الجمركي السابق واللاحق وتبادل المعلومات والبيانات وإدارة المخاطر الجمركية بهدف تعزيز أمن المجتمع وتيسير التجارة.

و تتضمن الاستراتيجية عدة مؤشرات استراتيجية منها ما يخدم الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بالعمل الجمركي بالإضافة إلى مؤشرات آخرى داعمة للممكنات الحكومية مثل السعادة الوظيفية والحكومة الذكية والابتكار.

ولفتت إلى أن رؤية الهيئة في الاستراتيجية الجديدة تنص على الريادة في العمل الجمركي لدعم أمن المجتمع وبناء اقتصاد تنافسي بينما تتلخص الرسالة في وضع السياسات والتشريعات الجمركية والرقابة والتفتيش على تنفيذها وتعزيز التعاون الدولي بما يحقق تجارة آمنة ميسرة في حين شملت القيم المؤسسية كلا من القيادة والمهنية والنزاهة والعمل بروح الفريق والتميز والإبداع.

وتناولت الأهداف الاستراتيجية للخطة الاستراتيجية الجديدة و تتضمن خمسة أهداف رئيسية هي تعزيز منظومة المخاطر الجمركية والتفتيش الجمركي لرفع مستوى أمن المجتمع وتطوير العمل الجمركي في الدولة بما يخدم تيسير التجارة وتعزيز العلاقات الجمركية مع الدول والمنظمات الدولية لدعم التنافسية إضافة إلى ضمان تقديم الخدمات الإدارية كافة وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي.

وأوضحت أن الهيئة في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجية ستقوم بتنفيذ 36 مبادرة بالتعاون مع إدارات الجمارك المحلية بهدف الارتقاء بمستوى العمل الجمركي في المنافذ المختلفة وتيسير إجراءات التجارة وحماية أمن المجتمع وإبراز مكانة الدولة في المحافل العالمية.

وأطلق معالي الكعبي رسميا العدد الأول من مجلة " جمارك الإمارات " التي تصدرها الهيئة كأول مجلة فصلية متخصصة في الشؤون الجمركية على مستوى العالم العربي .

وقال سعادة محمد جمعة بوعصيبة المدير العام للهيئة رئيس تحرير المجلة في كلمته خلال الاحتفال بإطلاق المجلة إنه في ظل التحديات المتزايدة التي يواجها قطاع الجمارك في العالم العربي رأت الهيئة المجلة كأول مجلة جمركية فصلية متخصصة على مستوى العالم العربي في مبادرة منها لابتكار منبر إعلامي يعبر عن قطاع الجمارك في دولة الإمارات والعالم العربي من المحيط إلى الخليج.

و أشار بوعصيبة إلى أن الهيئة تستهدف من وراء إصدار المجلة تغطية منجزات قطاع الجمارك العربي وتتابع قضاياه وتطرح رؤاه وأفكاره وطموحاته وأحلامه وتكافئ مميزيه ومبدعيه وترصد أحدث الابتكارات التكنولوجية في مجال العمل الجمركي.

وأوضح أن المجلة تهتم بالإنسان وتصدر من أجله وتسعى لرسم السعادة على وجوه قارئيها وترفع شعار " المستقبل بعيون جمركية " انطلاقا من أهمية المستقبل في تفكير قيادتنا وحياة أبنائنا لتكون حافزا ودافعا لكل العاملين في قطاع الجمارك في العالم العربي للخروج من بوتقة الماضي والتفكير في المستقبل بنظرة إبداعية تساهم في زيادة مساحة الدور الذي يقوم به قطاع الجمارك بكافة مكوناته الحكومية والخاصة في دعم الاقتصادات الوطنية وحماية أمن الوطن والمواطن.

و تتضمن المجلة أبوابا خبرية تتابع أحدث التطورات في قطاع الجمارك في الدولة والعالم العربي وملفا متكاملا يتناول قضية من أبرز قضايا العمل الجمركي مثل ملف التهريب الجمركي على المستوى العربي الذي تم نشره في العدد الأول .

و تهتم المجلة بأفضل الممارسات والابتكارات في العمل الجمركي في مجالات التخليص والتكنولوجيا والتدريب وغيرها من محاور العمل الجمركي وتستعرض تجربة الاتحاد الجمركي الخليجي وتسعى إلى إبراز تجارب المتميزين في قطاع الجمارك في الدولة.