الجناح الإماراتي يعرّف الطلبة بتراث وعادات وتقاليد الإماراتيين

 يعتبر التنوع الثقافي والحضاري السمة الأبرز والأكثر حضوراً وأثراً في عصرنا الحديث، حيث يمثل المصدر الخصب لإثراء الثقافة البشرية عن طريق التلاقي المباشر والمستمر بين الثقافات المختلفة، فتنظم الجامعات في أيامها المفتوحة فعاليات للطلبة تهدف الى توطيد الروابط بين أبناء تلك الجاليات، إضافة الى تعزيز دور الطلبة في قدرتهم على إظهار ثقافات شعوبهم الحضارية والاجتماعية والفنية، وتعريف الزوار بها، وتعودهم على مهارات القيادة والتواصل المباشر مع جهات خارجية عن طريق شرح ما يحويه كل ركن من أركان المعارض التي تنظم، كما تصقل مواهبهم من خلال مشاركتهم ومساهمتهم في الفعاليات، حيث يتفاعلون مع المهرجان الذي يشكل لوحة ثقافية بديعة للعالم تعكس التنوع الرائع المبهر في الفنون والموسيقى والأطعمة والملابس والأزياء والمنتجات الثقافية المختلفة للكثير من الجاليات الذين يدرس أبناؤها في تلك الجامعات.

تمازج

ونظمت جامعة عجمان (يوم الجاليات) في مقرها بمشاركة 26 جالية يدرس أبناؤها فيها، الذي حوى أجنحة شاركت فيه كل من الإمارات وقطر والسعودية وعمان والكويت والسودان والعراق وفلسطين وسوريا والأردن ومصر ولبنان ر وليبيا وموريتانيا وباكستان والهند، إضافة الى دول أخرى، حيث عرض خلاله مختلف الأنشطة من مختلف الجاليات كالخيمة التراثية والأركان الشعبية لكل دولة، إضافة الى لوحات فنية تشكيلية ونماذج من التراث المحلي الوطني الثقافي والشعبي، سواء الزي أو الصناعات اليدوية أو المطبوعات والكتب التي تتناول تراث الدول المشاركة، بالإضافة إلى محتويات تعرف بثقافات وحضارات هذه الدول من خلال فنون الرقص الشعبي والأزياء التراثية والمنحوتات.

تعريف

تقول الدكتور نهلة القاسمي عميدة شؤون الطلبة بجامعة عجمان، ان تلك الفعاليات تهدف إلى التعريف بثقافات الشعوب العربية وغير العربية، وتعزز روح التواصل والتعارف الثقافي والحضاري بين طلبة الجامعة بمختلف جنسياتهم من خلال ما يوفره المهرجان من عرض لتاريخ وحضارة وثقافة شعوب الجاليات المشاركة، كما أنها تكسب الطلبة المهارات غير الصفية وتشجع على الابتكار والقيادة وحسن التواصل، وتمنح طاقة وإيجابية لكافة الطلبة المشاركين في الفعاليات، التي جاءت تحت شعار (نكهات من العالم) ناثرة الحب والتعارف بين الطلبة والتنافس الشريف في عرض ثقافات بلدانهم من خلال العروض الفلكلورية والمعروضات التراثية، حيث شارك فيها 26 دولة مختلفة، لافتة الى أن إبراز الثقافات وحضارات الشعوب ضمن جناح كل جالية من الجاليات أمر يحقق نوعا من التمازج والحوار الثقافي الذي ينعكس بشكل إيجابي على التقارب والتواصل بين أبناء هذه الجاليات في المجتمع الجامعي، مشيدة بهذه الفكرة التي تقوم أساسا على الفعل الطلابي والمنافسة على ان يكون جناح تلك الجالية أفضل من الأخرى، ما يخلق تنافسا إيجابياً للتعبير عن هويتهم الوطنية، مبينة في الوقت ذاته ان الاحتفالية تعكس البيئة التي يحيا بها مجتمع الإمارات والأمن والوئام والاحترام الذي يناله القاطنون على أرض هذا الوطن الطيب.

دعم

وأوضحت أن إدارة الجامعة متمثلة في عمادة الطلاب وفرت الدعم اللازم لأبناء تلك الجاليات حتى تخرج الاحتفالية بالصورة المطلوبة، وأن الطلبة حاولوا أن يتباروا ويبرزوا أفضل ما لديهم من مشاركات ما انعكس إيجابا في نجاح الملتقى الذي أمّه عدد غفير، كما شهدت الفعالية تفاعلا كبيرا من الطلاب والطالبات الذين مثلوا بلادهم في أجنحة متعددة أقامتها الجامعة لعدد كبير من دول العالم احتفالا بهذه المناسبة، ولعل أبرز الفعاليات فرقة مزيود الحربية، ورقصة التنورة المصرية وفرقة عروس القدس، وفرقة السلوى السودانية، وفرقة ولدة عرب السورية، وفرقة المقامات العراقية، وفرقة شبيبة الفلسطينية، حيث قدمت فقرات مميزة ومتنوعة تتناغم وتراث الدول التي تمثلها.

ويقول الطالب طلحة محمد اسد، يدرس الهندسة بجامعة عجمان والمشرف على الجناح الإماراتي، إن يوم الجاليات يعد مناسبة لتعريف الطلبة بثقافات وعادات الشعوب الأخرى، فحوى الجناح الإماراتي معروضات تراثية تبين التراث الإماراتي الضاربة جذوره منذ القدم.

تقاليد

كما يضم بين جنباته قاعات عديدة تعكس الحياة الاجتماعية آنذاك لما لها من أهمية كبيرة، حيث العادات والتقاليد وأصالة الماضي وعبق التاريخ تتجسد في المطاوعة وتعلم القرآن الكريم، وكذلك عرض أدوات الكتابة ثم عرض لأدوات الحلاقة، كما كان للمرأة أهمية كبيرة في حياة المجتمعات، حيث قاسمت الرجل شظف العيش وقساوة الصحراء، فقد عرضت أدوات الزينة والحلي الفضية التي كانت تتزين بها المرأة وعلى أنواعها منها الأقراط والقلائد والخلاخيل والأساور والخواتم المتعددة الأشكال، كما تلحظ لباس المرأة التقليدي والبرقع وغطاء الرأس والسروال، كما تجد قاعة السلاح الذي تطور بتطور الحياة الاجتماعية والحاجة إلى حماية النفس والأرض برا وبحرا.

وتقول الطالبة تيمة عبداللطيف، تدرس صيدلة، إن يوم الجاليات يعزز روح التواصل والتعارف الثقافي والحضاري بين طلبة الجامعة بمختلف جنسياتهم من خلال ما يوفره المهرجان من عرض لتاريخ وحضارة وثقافة شعوب الجاليات المشاركة، كما يعمل كل جناح على إبراز التراث الشعبي للجالية التي يمثلها من خلال العروض الفنية والتعريف بالرموز الوطنية لكل دولة بجانب الأزياء والمأكولات والرقصات الشعبية في إطار العادات والتقاليد لكل جالية.