ندوة فكرية بعنوان "التراث مبنى ومعنى"

نظم معهد الشارقة للتراث أمس بمقره وضمن فعاليات النسخة الـ 15 من أيام الشارقة التراثية ندوة فكرية بعنوان "التراث مبنى ومعنى" بمشاركة باحثين ومختصين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي تستمر 3 أيام.

وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه المهندس بدر الشحي المنسق العام لأيام الشارقة التراثية إن التراث الثقافي يعتبر أحد أركان الثقافة الوطنية المعاصرة والشعار الأبرز للهوية الوطنية لأي شعب أو جماعة وهو إلى جانب ذلك منظومة ثقافية وحضارية غنية وعميقة الجذور في التاريخ الإنساني .

وأشار إلى أن الشارقة القديمة تعد واحدة من أقدم التجمعات الحضرية في شبه الجزيرة العربية وهي حاضنة رئيسية للتراث ولمختلف أنماط التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي والشارقة اليوم هي من الأماكن التراثية التي تحظى باهتمام إقليمي وعالمي ليس في الوقت الحاضر فحسب وإنما منذ زمن بعيد فقد مرّ عليها الرحالة والمستكشفون ووصفوا المدينة وأسوارها وابراجها وحصونها وأنماط المعيشة والحياة فيها.

وأوضح أن فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها الحالية تتميز ببرامجها المتنوعة ويعد البرنامج الفكري أحد البرامج المتميزة لهذا العام وقد اخترنا شعار الأيام ليكون أيضاً عنواناً للندوة الفكرية "التراث مبنى ومعنى" حيث تناولت عدداً من المحاور المرتبطة بالعنوان الرئيس للأيام بهدف التعريف بالتراث العمراني في الشارقة والدول العربية ودراسة العناصر الزخرفية للمباني التراثية ومناقشة المحددات الثقافية والقيمية والجمالية للطرز العمرانية التقليدية وعرض تجارب الحكومات المحلية في صون وتسجيل المواقع التراثية في سجلات التراث العالمي بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين والأكاديميين والمختصين من دولة الإمارات ومن دول مجلس التعاون الخليجي.

ولفت إلى أن أيام الشارقة التراثية فرصة سنوية تتيح الاطلاع على نماذج حية من التراث الثقافي الإماراتي تجسد طرائق الحياة وأنماط المعيشة للسكان في فترة ما قبل النفط .

وشهد اليوم الأول جلستين الأولى شارك فيها الدكتور سلمان المحاري رئيس الترميم والآثار في هيئة الثقافة والآثار في البحرين استعرض خلالها القيم الجمالية والثقافية لعمارة المساكن في البحرين كما تناول المهندس إبراهيم الجيدة مدير المكتب الهندسي العربي في قطر في ورقته قيم ثقافية وجمالية في المثال القطري.

أما الجلسة الثانية فتحدث فيها عبدالعزيز الشحي رئيس مركز الوثائق التاريخية في إدارة التراث العمراني في بلدية دبي من الإمارات ومحمد علي أبل فنان تشكيلي وباحث في التراث الخليجي من قطر.

وتواصلت جلسات اليوم الثاني اليوم وشارك فيها باحثون ومختصون من بينهم الدكتور عبدالستار العزاوي المستشار في معهد الشارقة للتراث حيث تناول في ورقته العناصر الزخرفية للمباني التراثية في الشارقة والدكتور مشاري النعيم مشرف عام مركز التراث العمراني في الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية.

وفي الجلسة الثانية تحدث الباحث في التراث والتاريخ راشد صالح النقبي عن تاريخ مساجد الشارقة من القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن العشرين والباحث في معهد الشارقة للتراث سعود عبدالعزيز الكندي الذي تناول أسواق الشارقة تاريخها وملامحها العمرانية في حين تناول علي بن محمود المحروقي المدير المختص في مكتب وكيل التراث والثقافة في سلطنة عمان تجربة وزارة التراث والثقافة في توثيق وحماية تجمعات المباني التاريخية في سلطنة عمان.

من جهة أخرى قالت ذكريات معتوق مدير إدارة المعارض والفعاليات في معهد الشارقة للتراث رئيس لجنة المعارض في أيام الشارقة التراثية إن المعارض هذا العام تتنوع من حيث الرسالة المرجوة فهناك معرض الحصون والأبراج في الشارقة ومعرض إدارة الحفاظ العمراني والترميم و معرض من التراث المغربي بمشاركة الفنانة المغربية لبنى شخمون التي ألقت الضوء على تراث المغرب وكذلك معرض الرسم بالقهوة ومعرض أقطاب التراث الذي يستعرض انجازات من رحلوا وما قدموه للتراث الى جانب معرض الأصدقاء للمصور الأماراتي علي الشريف.

وتحظى الدورة الحالية لأيام الشارقة التراثية بمشاركة شركة "عزيزي للتطوير العقاري" التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها من خلال الترويج للهوية والتراث الثقافي المحلي والعالمي وذلك برعايتها جناحين احتضنا عددا من فعاليات الأيام.

وقال فرهاد عزيزي الرئيس التنفيذي لشركة "عزيزي للتطوير العقاري" ان مشاركتنا في أيام الشارقة التراثية تأتي في إطار سعينا إلى تعزيز الهوية التراثية وانسجاماً مع قيمنا الجوهرية في الحفاظ على الثقافة والتراث الشعبي .

من جهة أخرى تشارك البحرين في فعاليات أيام الشارقة التراثية الخامسة عشرة من خلال جناح خاص بها احتوى على العديد من الحرف التراثية إضافة إلى الفقرات والمجموعات التراثية المتنوعة .

وعبّر الوفد البحريني عن تقديره وشكره للقائمين على أيام الشارقة التراثية لحسن التنظيم والإدارة والاستضافة فالأيام محطة كبرى من أجل التراث بمختلف فعالياتها وأنشطتها والحضور والمشاركة فيها عنوان كبير ومصدر فخر واعتزاز.

وكرّمت أسماء سيف السويدي مدير معهد الشارقة للتراث بالإنابة نائب رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية الوفد البحريني المشارك في فعاليات الأيام وقامت بتسليم شهادات التقدير والدروع التذكارية للوفد.

وشهدت فعاليات الأيام ايضا محاضرة ألقاها الدكتور محمد يوسف المحاضر بكلية الفنون الجميلة في جامعة الشارقة حول العلاقة بين "التراث والتشكيل" ..موضحا أهمية الفن في تعزيز ثقافة التراث بالمجتمعات ومساهمته في رسم الصورة التراثية الواضحة وتحويلها إلى عمل فني مستلهم من الأشكال التي يقدمها الفنان أو المبتكر للوحة الفنية إضافة إلى شرحه السلس عن العلاقة الجميلة التي تربط التراث بالفن التشكيلي.