ابوظبي - صوت الامارات
نظم "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" محاضرة تحت عنوان " التسامح في الإسلام" قدمها فضيلة الشيخ طالب محمد يوسف الشحي مدير إدارة البحوث ورقابة الإصدارات في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف .
وتحدث فضيلة الشيخ طالب الشحي في المحاضرة التي نظمت في "قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" في مقر المركز بأبوظبي عن سماحة الدين الإسلامي الحنيف الذي جاءت أحكامه مؤكدة مكارم الأخلاق ومرسخة دعائم الوسطية ومحافظة على حقوق الإنسانية وصيانتها إذ أقامت القيم الحضارية النبيلة كالتعايش والتسامح والتكافل في أرقى صورها وأجلى معانيها فرسالة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، جاءت رحمة للعالمين .
وأشاد فضيلته بمنهج الوسطية الذي يميز دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا مستشهدا بمواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين أطلق تسمية مسجد مريم أم عيسى عليه السلام على المسجد الذي يحمل اسمه وهي دلالة واضحة على الانفتاح والتسامح وتقبل الآخر من منطلق رسالة الإسلام.
وتناول المحاضر مشكلة التطرف المقيت وكيف تم تشويه تعاليم الإسلام السمحة بفكر خالف منهاج النبوة ، فكر رسم لأتباعه طريقا متطرفا متشددا ولم تعرف الإنسانية فرية أعظم من هذا الفكر الحائد عن الصواب، ولا سلوكا أشد طغيانا من أفعال هؤلاء المتطرفين وأقوالهم التي استبيحت بها الدماء والأعراض والأموال والأوطان من دون رادع من دين متبع ولا رحمة في النفس قائمة ولا إنسانية جبلت على الفطرة السليمة.
وأكد المحاضر أن السبب الرئيسي لتلك التصرفات المخالفة لتعاليم الإسلام الصحيحة سببها الجهل والفهم السقيم لمقاصد الشريعة وروحها ..لافتا إلى أن من أبرز أسس التسامح معرفة القواعد الصحيحة للدين بدلا من إلزام الآخرين بما لا يرضون به.
كما ناقش فضيلة الشيخ طالب الشحي مقتضيات الإيمان والمفهوم الصحيح لمقاصد الشرع وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة هو مصلحة وكل ما يفوت هذه الأصول هو مفسدة ودفعه مصلحة.
واستعرض ان الدين الإسلامي يقر للمسلم البيع والمصاهرة مع أهل الكتاب فضلا عن عيادة مرضاهم وشهادة جنائزهم واحترام المعاهدات معهم وصيانة أعراضهم وأموالهم والسماح لهم بحرية معتقداتهم.
وأوضح فضيلة الشيخ طالب الشحي أن دولة الإمارات عرفت اليوم من بين جميع دول العالم بالتسامح ووسطية الخطاب الديني وهما من أسس وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتسير على نهجها وتعززها القيادة الرشيدة التي استطاعت أن تكون اليوم مدرسة للأخلاق والاعتدال وجعلت الإمارات اليوم تمتلك مؤسسات إعلامية ومنظومة تعليمية غير مخترقة وخير مثال على ذلك الصرح العلمي والفكري الذي يمثله مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.