الشارقة - صوت الامارات
استضاف "ملتقى الكتاب" مساء أمس خلال فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل المقامة حاليا في مركز أكسبو الشارقة أربع تجارب إبداعية متخصصة بأدب الطفل في ندوة حملت تساؤل "من أين تأتي أفكار الكتابة؟" قدم خلالها المشاركون شهادات من تجاربهم في القصة والقصيدة متوقفين عند محطات ولحظات فارقة في علاقتهم مع الكتابة.
وجمعت الندوة التي أدارتها الكاتبة العمانية الدكتورة فاطمة اللواتي كلا من الكاتبة سامان شامسي والشاعر والقاصين جاش نايار وناندي ناير وسناء شيباني حيث كشف كل منهم أثر الواقع والماضي والمشاهد العابرة في تقديم أفكار للكتابة تتجاوز صورتها الظاهرة لتصل إلى أفكار عميقة وإنسانية كبيرة.
من جهة أخرى استعرضت الكاتبة العمانية الدكتورة وفاء الشامسي في جلستها الحوارية "تواريخ تروي" دور البطولات التاريخية في بناء شخصية الطفل .
.مشيرة الى أنها أجرت مؤخراً استطلاعا ميدانيا لقياس اتجاهات الرأي في محافظتها بعمان حول الطرق التي يحب الأطفال من خلالها التعرف على الأحداث التاريخية
..وأكدت أن نتائج الاستطلاع بينت أن 95 بالمائة من الأطفال يفضلون معرفة التاريخ من خلال قراءة القصص التاريخية التي تصاغ في قالب أدبي شيق وجميل مُدعم بصور جاذبة.
وقالت الشامسي ان القصة السردية التاريخية تعتبر من أهم الوسائل التعليمية التي يميل إليها الطفل أثناء بحثه عن الحقائق التاريخية إلى جانب كونها تساهم بشكل كبير في بناء شخصية الطفل وتعزز القيم الايجابية فيه حيث إنها تجعل منه قادراً على المقارنة بين شخصيته وشخصيات القصة ليأخذ الجوانب الإيجابية ويترك كل ما هو سلبي.
وعلى صعيد متصل أكد الدكتور نبيل فاروق خلال ندوة "خيال في خيال" التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل أن تنمية الخيال العلمي للطفل تتيح تكوين طفل مبتكر ومبدع وله القدرة على تسجيل سبق علمي مستقبلي لوطنه وذلك في ضوء أن الكثير من المكتشفات والاختراعات العلمية جاءت نتيجة أفكار مسبقة قامت على أعتاب الخيال العلمي وحلقت بالطفل ليحقق طموحه المستقبلي.
وأوضح الدكتور نبيل فاروق – أحد أبرز كاتبي أدب الخيال العلمي الذي كتب ما يناهز 700 قصة خلال 31 عاماً – أن وظيفة الخيال العلمي هي نقل الطفل من مجال العلم الفسيح إلى عالم التنبؤ المستقبلي والمساهمة في خلق طفل مبدع ومبتكر وأن الحصول على طفل مبتكر يوجب تهيئة كل الأجواء الملائمة لتنمية خياله العلمي وتطويره.
ودعا فاروق إلى ضرورة ردم الهوة بين أدب الكبار والصغار واعتبار أدب الخيال العلمي أدباً موجهاً لليافعين والكبار وليس فقط أدباً مصنفاً للأطفال
..مبيناً أن اعتبار أدب الخيال العلمي مخصصاً للطفل - كما هي عليه الحال اليوم في الأوساط الأدبية - يشكل خطورة كبيرة لأن الطفل بطبيعته يعيش في عالم الخيال على أرض الواقع وأن تقديم هذا الأدب للطفل دون متابعة سيقود حتماً إلى مشكلات كبيرة قد تسبب للطفل ذكريات مؤلمة لا تنسى.