دبي – صوت الإمارات
دعا سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، وراعي جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، إلى توحيد الجهود العالمية للخروج بمشروع رائد يوجه لقطاع الموهوبين وإعداد نموذج لاكتشاف ورعاية الموهوبين يطبق على مستوى واسع. جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الدولي لأبحاث الموهوبين التي ألقاها بالإنابة عنه الدكتور جمال المهيري الأمين العام لجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز.
وأكد سموه في كلمته أهمية تعزيز ثقافة الموهبة ونشرها داخل المجتمع بكافة عناصره من معلمين وأولياء الأمور ككل، فضلاً عن ترسيخ أبجدية اكتشاف الموهبة لدى كافة شرائح المجتمع بحيث يتم التعرف على موهبة الطفل والتواصل مع المؤسسات المعنية لتبنيها.
وقال سموه «إنَّنا في دولة الإمارات فخورون باختيار مدينة دبي كأول مدينة في الشرق الأوسط تحظى باستضافة هذا المؤتمر العلمي المتخصص برعاية جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، والتي بدورها تتمتع بشراكات قيّمة مع منظمات أممية ودولية وإقليمية.
وتستشعر مع شريكتها الاستراتيجية وزارة التربية والتعليم، حجم التحديات التي تحول دون توافر فرص متكافئة لاكتشاف ورعاية الموهوبين في مختلف دول العالم، كما تشاطر الجمعية العالمية لأبحاث الموهبة رؤيتها وإيمانها بأهمية النهوض بعلوم وتطبيقات اكتشاف ورعاية الموهوبين ونشرها، وكذلك تحسين البرامج الموجهة لهذا القطاع، بهدف تنمية فرص الانتفاع من القدرات الفكرية والمهارات الفائقة التي يتمتع بها هؤلاء الموهوبون».
اهتمام
وأوضح سموه في كلمته أن الاهتمام بالموهوبين قد بدأ مع قيام الدولة في عام 1971م، إلا أن تلك الجهود بقيت متواضعة مقارنةً بالأهداف الطموحة للدولة، حيث لم تتبلور خطة شاملة للاكتشاف والرعاية حتى عام 2008م عندما انطلقت الخطة الوطنية لرعاية الموهوبين بمبادرةٍ منّا وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم.
وبالتأكيد فإن هذه المبادرة الطموحة وبقدر ما ترنو إلى إعداد وتمكين أجيال الموهوبين، فإنها تسعى كذلك إلى نمذجة مشروعٍ متطورٍ للموهوبين، يلبي متطلبات الخطط التنموية طويلة الأجل، ويكون في الوقت ذاته قابلاً للتطبيق في نطاق واسع من البيئات التعليمية، لذلك فإن بناء وتعزيز قاعدة خبراتٍ مشتركةٍ ذات علاقةٍ مباشرة بموضوع رعاية الطلبة الموهوبين، والمشاركة في الحلول والأفكار المتطورة وتوسيع نطاق ثقافة الموهبة لن تتوافر إلا من خلال المؤتمرات العلمية الدولية التي نحن بصددها اليوم.
نمو
وقال سموه، إن النمو المعرفي والثقافي في عالم اليوم يقابله تطورٌ كبيرٌ في وسائل الاتصال، ولكن تبقى طاقاتُ ومصادرُ المعلومات وإدارتُها في أيدي مُلاكها من المختصين، لذلك نثق بقدراتكم على استثمار هذه التظاهرة العلمية في إيجاد حلولٍ تُيسر على ذوي العلاقة من الأمهات والمعلمين وأفراد المجتمع والمؤسسات، واستيعاب الكيفية المناسبة لاحتضان الموهوب ورعايته والتعامل معه، لأننا في حاجة حقيقية لتعزيز قيم الموهبة وتحسين فهمنا للموهوبين، والطرق المثلى لاستثمارهم في تحقيق صالح الإنسانية جمعاء.
وجاء انعقاد المؤتمر الدولي الرابع في أبحاث الموهبة 2017 الذي تنظمه جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بالتعاون مع الجمعية العالمية لأبحاث تطوير الموهبة والتميُّز (IRATDE) تحت رعاية سموه، بحضور ومشاركة نخبة من العلماء والخبراء والمنظرين والمهتمين في علم الموهبة من مختلف دول العالم، إدراكاً للمسؤولية وأهمية الالتقاء والحوار، ومناقشة السياسات الخاصة بالموهوبين وضرورة تعزيز التعاون وتبادل الخبرات حول المستجدات في علم الموهبة.
جهود تعليمية في تنمية الموهوبين
قال الدكتور جمال المهيري، الأمين العام للجائزة للبيان إن المؤتمر يعد فرصة لطرح ومناقشة كافة مجالات تنمية الموهوبين، فضلاً عن مجموعة من المجالات البحثية ذات الصلة، والجهود التعليمية الرامية إلى مساعدة الأفراد على تنمية مواهبهم، سواء داخل التعليم الرسمي أو خارجه، ويهدف المؤتمر إلى تمكين الحوار الإبداعي بين ممارسي التعليم والباحثين لتحسين تعليم الموهوبين، وكيفية مساعدة البحوث التجريبية لجعل جميع أشكال تعليم الموهوبين أكثر فعالية.
وأفاد المهيري بأن الجائزة لديها العديد من البرامج في مجال الموهبة، منها اكتشاف الطلبة الموهوبين حيث تم توفير حقيبة اكتشاف للموهوبين للصفوف من 9-4 وتوفير 13 اختباراً للقدرات وتنفيذ 17 حملة للتعرف واكتشاف الطلبة على مستوى الدولة وتدريب 150 على اكتشاف الموهوبين واكتشاف 230 موهوباً.
بالإضافة إلى البرامج الإثرائية للموهوبين البالغ عددها 18 برنامجاً إثرائياً للطلبة الموهوبين موزعة على 6 برامج صيفية للموهوبين و5 برامج ربيعية للموهوبين و4 مخيمات شتوية للموهوبين و3 برامج نهاية الأسبوع للموهوبين.
واستهدفت تلك البرامج 767 من الطلبة الموهوبين في مجالات البرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد والهندسة والطيران والروبوت والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى برنامج التأهيل للأولمبياد والمنافسات الدولية والحصول على 10 مراكز متقدمة والفوز بـ8 كؤوس في 5 مشاركات محلية وعربية ودولية في منافسات الروبوت.
ومن جهتها قالت الدكتورة مريم الغاوي مديرة إدارة الموهوبين في جائزة حمدان، إن الجائزة لديها جهود عدة في مجال الموهبة، وحرصت الجائزة على إعداد برامج التوجيه والإرشاد للموهوبين ولأولياء أمورهم وللمدارس وللمجتمع من خلال جلسات جماعية وفردية ومحاضرات توعوية.
فضلاً عن برامج نشر ثقافة الموهبة والإبداع من خلال ترجمة إصدارات علمية متخصصة من وإلى العربية والإنجليزية في 4 إصدارات وإعداد دراسة بشأن واقع الموهوبين في الدولة، وتنفيذ ندوات تعريفية لإصدارات الموهبة والإبداع واستضافة المؤلفين، وتنفيذ ملتقى سنوي للموهبة، في 4 إصدارات لخمسة مؤلفات متخصصة في الموهبة والإبداع و رعاية عدد خاص في مجلة علمية متخصصة ونشر 10 مقالات علمية.