طيب الريس ودولت المحمود خلال الإعلان عن التبرع

تبرعت المواطنة دولت محمود المحمود، حرم المرحوم عبد الغفور قرقاش، بـ20 مليون درهم لإنشاء أول وقف استثماري خاص بالتعليم في مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في دبي، على أن يتم رصد العوائد السنوية لهذا الوقف الذي سمي باسم المتبرعة والمرحوم، لتوفير تكاليف التعليم الجامعي لعدد من القصّر الذين ترعاهم المؤسسة.

وستخصَّص عوائد هذا الاستثمار لتقديم عدد من المنح الجامعية للطلبة المتفوقين من القصر الذين ترعاهم المؤسسة، للدراسة في إحدى الجامعات المرموقة مثل: جامعة دبي، وجامعة الشارقة، وجامعة السوربون - أبوظبي، وعدد من الجامعات الوطنية والعالمية الأخرى في الدولة، مع الحرص على تشجيع الطلبة على دراسة التخصصات التي يحتاج إليها المجتمع بشكل فعلي، وتدعم في الوقت نفسه خطط الدولة واستراتيجياتها، وتعزز تنافسيتها في المجالات الحيوية المرتبطة بتوجهاتها المستقبلية.

وتقديراً لصاحبة هذه المبادرة، أعلنت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر عن إطلاق اسمها واسم زوجها المغفور له على مكتبة قرية العائلة، لتكريس هذه المساهمة السخية في توفير التعليم لأبناء المؤسسة.

خطوة نوعية

وقال طيب عبد الرحمن الريس، الأمين العام للمؤسسة، في مؤتمر صحافي عُقد في مقر قرية العائلة في دبي، إن هذا الوقف فاتحة خير لمرحلة جديدة من نضج ثقافة الوقف ومصارفه لدى المواطنين، إذ تشكّل الأوقاف التعليمية والصحية بشكل خاص نموذجاً للعمل الخيري الدائم الأثر، ومؤشراً لقيمة وأثر رأس المال الاجتماعي عندما يوظف في مكانه السليم.

وأشاد بهذا العطاء، واعتبره خطوة نوعية في مسيرة الوقف والعمل الخيري في الدولة، وأعرب عن أمله أن تؤدي هذه المبادرة إلى تحفيز المواطنين للاستثمار في الثروة البشرية والطاقات الشابة، من خلال أوقاف تعليمية أخرى تخصص عائداتها لدعم مسيرة التعليم والمعرفة والتنمية المستدامة.

وأوضح الريس أنه سيتم وضع المبلغ المتبرع به في استثمارات وأدوات مالية، تصرف عوائده السنوية في تعليم عدد من القصّر، من أبناء المؤسسة، وتوفير فرص التعليم العالي لهم في أبرز الجامعات الوطنية والعالمية، لرفد المجتمع بالكفاءات البشرية المواطنة، التي تتمتع بالمهارات والقدرات اللازمة لتلبية احتياجات الدولة في القطاعات كافة.

ونوه الريس بتجربة العديد من دول العالم في مجال الوقف التعليمي، وقال: «علينا كمسلمين أن نكون سباقين في هذه التجربة، وبشكل خاص نحن الإماراتيون الذين تربينا على فكر زايد ودعمه للعلم والمعرفة، وعلى الرعاية اللامحدودة من قبل قيادتنا الرشيدة لهذا القطاع المهم الذي لا تطور ولا استدامة من دونه».