أبوظبي ـ صوت الإمارات
حصلت المواطنة حميدة عبدالرب محمد عمر، على درجة البكالوريوس في الصيدلة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وهي في الـ50 من عمرها.
وحسب حميدة، فإنها حققت حلماً ظلت متمسكة به طوال السنوات الماضية، وتغلّبت على ظروفها وواجباتها الأسرية، وتصدت لدعاوى اليأس والإحباط، حتى نجحت في الانتصار لحلمها.
وقالت حميدة (وهي من مواليد 1968): «كنت طوال مراحل دراستي متفوقة جداً، لكنني تزوّجت في المرحلة الثانوية، وقبل امتحانات الصف الثاني النهائية رزقت بتوأمتين (مها وخولة)، ومن ثم كان صعباً عليّ التوفيق بين الاهتمام بهما والمذاكرة، لكنني قررت أن أتحدى الصعب، واجتهدت حتى تخرجت في (الثانوية العامة) القسم العلمي بنسبة 83.8% في مدرسة مسائية بالشارقة، وبعدها تفرغت لتربية أبنائي، خصوصاً بعد أن رزقني الله بخمسة أبناء آخرين، هم: سامية وفاطمة وراشد وخليفة وعبدالرحمن، وطوال هذه الفترة كنت أحلم باستكمال دراستي، لكن ظروفي كانت أقوى مني، لأن أطفالي كانوا صغاراً، فكرّست تلك السنين لتربيتهم، وأجّلت تحقيق حلمي 19 سنة تقريباً».
وأضافت: «أكثر ما أحبطني خلال هذه الفترة صدور قانون يوصي بعدم صلاحية شهادات الثانوية العامة القديمة، لكن جاء إلغاء هذا القانون بمثابة إذن قدري بالعودة إلى حلمي الدراسي، فقررت على الفور التسجيل في كليات التقنية العليا، بعد استشارة زوجي وأبنائي، فوجدتهم أكبر محفز لي، وحينما أجريت اختباراً في الكلية لمدى جاهزيتي لدخول التخصص اجتزت امتحان السنة التأسيسية، ومن ثم لم أدرس أول سنة في الكلية، بل توجهت لمرحلة التخصص في الحال، الذي اخترت أن يكون الصيدلة، لحبي الشديد لمجال الطب».
وأكدت حميدة أن «هذه الخطوة قوبلت من قبل بعض المقربين مني باستخفاف وعبارات تحض على الإحباط، مثل السن والحصول على عمل وغيرهما، لكني لم ألتفت إلى تلك الدعوات»، مضيفة: «طالما كانت لدي الدوافع لاستكمال دراستي، لكن بسبب الزواج المبكر ومسؤولية الأطفال أجّلت الدراسة، حتى قررت سنة 2012 أن أصنع فرصتي وأبادر بالتسجيل في كليات التقنية العليا بدبي، خصوصاً بعد أن أصبح أبنائي وبناتي شباباً، وباتوا مسؤولين عن أنفسهم». وأوضحت أن أهم العقبات التي اعترضت طريقها نحو استكمال الدراسة، الفارق العمري بينها وبين زميلاتها الطالبات، لكن هذا الخوف تبدد مع بدء الفصل الدراسي، بسبب مستوى الوعي بين الطالبات، وتقبلهن لها، إذ كن دوماً يعاملنها بكل احترام، ونشأ من تلك الصداقة رابط قوي لا يعرف الفارق العمري، لافتة إلى أنها طوال فترة الدراسة كانت تعامل زميلاتها الطالبات كبناتها.
وتابعت: «أذكر في سنة 2014، وتحديداً مع بداية الفصل الدراسي الأول، تعرضت لحادث دهس في حرم الكلية (منطقة ركن السيارات) بسيارة إحدى الطالبات، ما أدى إلى إصابتي بكسر في العمود الفقري وعظام الساق اليسرى، وأُجبرت على التوقف عن الدراسة لسنة كاملة، ما أصابني بإحباط عزّزه مقربون مني، حينما نصحوني بالتوقف عن الدراسة، من منطلق أن الصحة أهم، لكنني ثابرت واستأنفت دراستي بعد تماثلي للشفاء، بتشجيع من أبنائي وزوجي».
وعن علاقاتها بأساتذتها في الكلية، أكدت أنها كانت تحترم أساتذتها جداً، خصوصاً أنهم شجعوها كثيراً، وعاملوها باحترام ووقار كبيرين، وأشادوا بها في مناسبات عدة، كمثال يحتذى، بل كرموها بجائزة الأم المثالية على مستوى الكلية، ما دفعها إلى التميز الأكاديمي. وذكرت حميدة أن دولة الإمارات توفر الكثير من الإمكانات المادية والمعنوية لتشجيع كل فرد يريد أن يحقق أحلامه، سواء الوظيفية أو العلمية، متابعة: «علينا ألّا نستهين بأحلامنا أو ننحيها جانباً، فمادمنا أحياء نتنفس فسنبقى قادرين على تحقيق ما نحلم به، بفضل الله ثم بجهود قادتنا».
وأعربت عن أملها الحصول على وظيفة تناسب طموحاتها في مجال الصيدلة، وعدم وقوف السنّ عقبة إدارية في طريقها.