الرياض ـ وكالات
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، يوم غد السبت الدورة الحادية والعشرين للمجمع الفقهي في مقر رابطة العالم الإسلامي وذلك بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ ، وأصحاب الفضيلة أعضاء المجمع وعدد من الخبراء المتخصصين في موضوعات الدورة. وأوضح معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أن الفقهاء والعلماء الذين سيشاركون في الدورة سوف يناقشون عدداً من المسائل الفقهية التي تتصل بأهداف المجمع في دراسة ما يستجد من قضايا في العالم مما يحتاج إلى نظر من العلماء سواء كان ذلك داخل البلدان الإسلامية أو في البلدان غير الإسلامية التي تعيش فيها أقليات مسلمة، من إجابات شرعية على النوازل والقضايا الجديدة التي تحتاج إلى إجابة جماعية، ومجابهة التيارات الفكرية، وبيان الحكم الشرعي فيها. وأضاف من هنا تتأكد عالمية الإسلام ومرونته واتساعه وصلاحيته لكل زمان ومكان، وإثبات أن لله حكماً في كل حادثة، وأن هذا الدين جاء لجلب المصالح للناس، ودرء المفاسد عنهم، ليسعدوا في الدنيا والآخرة، إن هم اتبعوا أحكامه، والتزموه في جميع شؤون حياتهم. وبين معاليه أن نخبة من العلماء والفقهاء أعدوا بحوثاً وأوراق عمل حول الموضوعات التي ستتم مناقشتها في جلسات هذه الدورة التي سيواصل المشاركون فيها بيان الأحكام الشرعية فيما يواجه المسلمين في أنحاء العالم من مشكلات ونوازل وقضايا مستجدة استنادًا إلى مصادر التشريع الإسلامي المعتبرة. وأوضح الدكتور التركي أن الموضوعات الفقهية التي سيناقشها العلماء والفقهاء والخبراء في اجتماعات الدورة هي زكاة الدين المؤجل في المعاملات المالية المعاصرة، ومدة انتظار المفقود ، والأسرة المسلمة.. مكانتها ومسؤولياتها والمقاصد الشرعية منها، والتحديات المعاصرة للأسرة المسلمة وحلولها، وتزويج القاصرات ، وإيقاف العلاج عن المريض الميؤوس من حياته ، ومواقيت الصلاة في البلدان الواقعة بين خطي عرض 48 و66 درجة شمالاً وجنوباُ، ومدى حق الولي فيما يتعلق بمرض موليه وإخبار الطبيب لأحد الزوجين بنتائج الفحوص الطبية مما له أثر على الطرف الآخر ، وموضوع أكثر مدة الحمل. وقال الأمين العام للرابطة إن من أهداف المجمع الفقهي الإسلامي إبراز تفوق الفقه الإسلامي على القوانين الوضعية، وإثبات شمول الشريعة الإسلامية واستجابتها لحل القضايا التي تواجه المسلمين في كل زمان ومكان. وأضاف أن أهداف المجمع عديدة ومن أهمها بيان الأحكام الشرعية فيما يواجه المسلمين في أنحاء العالم من مشكلات ونوازل وقضايا مستجدة استنادًا إلى مصادر التشريع الإسلامي المعتبر، ونشر التراث الفقهي الإسلامي وإعادة صياغته ، وتوضيح مصطلحاته، وتقديمه بلغة العصر ومفاهيمه، و تشجيع البحث العلمي في مجالاته وفروعه، و جمع الفتاوى والآراء الفقهية المعتبرة للعلماء المحققين ، والمجامع الفقهية الموثوقة في القضايا المستجدة ، ونشرها بين عامة المسلمين والتصدي لما يثار من شبهات وما يرد من إشكالات على أحكام الشريعة الإسلامية. وأبان الدكتور التركي أن المجمع الفقهي الإسلامي يستفيد من جميع الوسائل المشروعة المتاحة المناسبة لتحقيق أهدافه ، ومن هذه الوسائل إنشاء مركز للمعلومات لتتبع ما يواجه العالم الإسلامي من قضايا تستدعي الدراسة ، ووضع معاجم للفقه وعلومه توضح المصطلحات الفقهية ، وتيسرها للمشتغلين بالفقه دراسة وعملاً ، وإصدار مجلة علمية محكمة تعنى بالدراسات الفقهية ، ونقل أهم بحوث المجمع ومناقشاته وقراراته ، وترجمتها إلى عدة لغات والتعاون بين المجمع والهيئات والمراكز العلمية المشابهة القائمة في أنحاء العالم الإسلامي ، والتبادل العلمي والفكري معها وعقد الندوات العلمية عن قضايا العصر ومستجداته ، واستكتاب المتخصصين عنها والعمل على ترجمة قرارات المجمع وتوصياته وبحوثه ، ونشرها بجميع الوسائــل الممكنــة ، بما فيها شبكة الإنترنت ، والقنوات الفضائية ، والصحف. الجدير بالذكر أن المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة بدأ نشاطه وباشر أول أعماله في شهر شعبان عام 1398هـ ، وهو يصدر مجلة دورية نصف سنوية وقد صدر منها منذ عام 1408هـ حوالي ثلاثون عدداً بدأت غير محكمة، ثم تحولت إلى مجلة دورية محكمة، ابتداءً من العدد الثالث عشر الصادر في 1421هـ/2000م. كما نشر المجمع عدة بحوث منها منسك النساء، للإمام محيى الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، المتوفي سنة 676هـ تحقيق وتعليق إدارة المجمع الفقهي الإسلامي، وقد علق عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي ـ رحمه الله ـ . وبحث حد السرقة: تأليف عضو مجلس المجمع الفقهي الإسلامي وإمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله السبيل ، وبحث حد الزنا: تأليف مفتي الجمهورية اللبنانية وعضو مجلس المجمع الفقهي الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، وبحوثًا أخرى لأعضاء المجلس الفقهي سابقًا وهي : إسلام النجاشي والاعتماد على المصادر الإسلامية في الدراسات اللغوية والإسلامية ـ أمل ورجاء : تأليف اللواء الركن محمود شيت خطاب ـ رحمه الله ـ ، وبحث إسلام والحرب الجماعية : تأليف اللواء الركن محمود شيت خطاب ـ رحمه الله ـ ، وبحث انتشار أم الخبائث ( الخمر ): تأليف اللواء الركن محمود شيت خطاب ـ رحمه الله ـ، بالإضافة إلى بحث حدود حرية الفكر في القرآن الكريم للأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الأستاذ الدكتور صالح بن زابن المرزوقي البقمي .