دندى ـ صوت الإمارات
تشهد معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي غدا احتفال كلية آل مكتوم للتعليم العالي فى مقرها بدندى فى اسكتلندا بتخريج دفعة جديدة من بنات الوطن طالبات جامعات الامارات المشاركات فى برنامج التعددية الثقافية ومهارات القيادة الذي تنظمه الكلية بالتعاون مع عدد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالإمارات بهدف إكسابهن معارف وخبرات وتجارب حياتية وإنسانية ثقافية وحضارية ليس من شأن التعليم الأكاديمي النظامي أن يوفرها .
ويعكس حضور معالي الشيخة لبنى القاسمي للإحتفال تخريج الدورة ال 19 للبرنامج الأهمية التي توليها لمخرجات هذه الدورة التدريبية الفريدة وانعكاساتها الإيجابية على سلوك وشخصيات الطالبات لاسيما وأنها على رأس إحدى أهم مؤسسات التعليم العالى في مجال تعليم وتأهيل بنات الوطن.
وتلتقي معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولى رئيسة جامعة زايد خلال زيارتها لمقر كلية آل مكتوم للتعليم العالي رئيس وأعضاء مجلس أمناء الكلية ورئيس الكلية والعميد وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية إضافة الى بناتها الطالبات الملتحقات بالبرنامج من جامعة زايد .
وتتيح هذه الزيارة فرصة لمعاليها للتعرف عن قرب على تجربة هذه الكلية الناهضة ورؤية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية لدورها وهويتها العلمية والحضارية فضلا عن الدور الحيوي الذي تلعبه سواء في المجتمع الإسكتلندي أو في الأوساط العلمية محليا وعالميا.
ويحظى هذا البرنامج الفريد من نوعه بدعم واهتمام ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية مؤسس وراعي كلية آل مكتوم للتعليم العالي في إسكتلندا.
من جانبه رحب سعادة ميرزا الصايغ رئيس مجلس أمناء كلية آل مكتوم للتعليم العالي بمشاركة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي في حفل التخريج ما يعكس حجم الإهتمام الذي توليه معاليها لموضوع التعليم التنموي بوجه عام ولخريجات هذا البرنامج على وجه الخصوص.
وقال " إننا نتشرف حقا بحضور معاليها لهذا الحفل الذي يعتبر تتويجا لهذه الفترة التدريبية ذات الأثر الكبير على شخصيات الطالبات وسوف نغتنم هذه الفرصة للإستفادة من توجيهاتها في كل ما من شأنه إثراء هذا البرنامج والعمل على تطويره والإرتقاء به الى آفاق أرحب ".
و رحب الصايغ بممثلي الجامعات والكليات ومحاكم دبي المشاركين في البرنامج مثمنا تكبدهم المشاق لحضور حفل التخريج .. وأعرب عن ثقته في أن الإجتماعات التي تعقد مع هذه الكوادر التعليمية الرفيعة خلال تواجدهم ستنعكس إيجابا وتساهم فى دعم هوية ومخرجات برنامج التعددية الثقافية في دوراته المقبةه.
وامتدح رئيس مجلس أمناء الكلية الرؤية الثاقبة لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم راعى الكلية الذي كان صاحب الفكرة والمبادرة الأولى وراء إطلاق دورات برنامج التعددية الثقافية بهدف إتاحة الفرصة لعدد من بنات الوطن الطالبات بجامعات الدولة للدخول في تجارب شخصية فريدة علمية وعملية.
وقال " تحظى هذه الدورات المتعاقبة بأهمية كبرى ومكانة خاصة لدى سموه الذي يحرص على أن توفر الدورات أقصى درجة من الفائدة للطالبات وبالقدر الذي يترك أثرا إيجابيا على شخصياتهن.. مشيرا إلى أنه وبناء على توجيهات سموه وبالتعاون مع إدارة الكلية فقد جرى تصميم الدورات بحيث تحدث التحول المنشود في شخصيات الطالبات وتفتح لهن الطريق نحو تطوير شخصياتهن في حياتهن العملية بعد الجامعة ".
ولفت الى أن الدورة تتيح للطالبات قدرا كبيرا من الحرية الشخصية من خلال السفر بمعزل عن الأهل وقضاء شهر كامل في بيئة مختلفة تماما وليست مألوفة لهن يعتمدن فيها على أنفسهن بالكامل ويتحملن المسؤوليات التي تفرضها عليهن طبيعة الدورة المكثفة جدا.. مشيرا إلى أن رؤية سموه لا شك أن توتي ثمارها .
وأكد أن الفتاة الإماراتية أثبت من خلال هذه الدورات المستمرة لأكثر من عشر سنوات قدرتها الفائقة على التأقلم و إكتساب المعرفة وسرعة التعلم والتسلح بالخبرات الحياتية التي لا تقدر بثمن.. لافتا الى أن إبداعات الطالبات وتجاربهن سوف تعرض في شكل أعمال جماعية خلال الفترة المسائية من حفل التخريج.
وينقسم برنامج الدورة الى قسمين رئيسيين حيث تمضي الطالبات الجزء الأول من الدورة ومدته ثلاثة أسابيع في مقر الكلية في دندي بإسكتلندا وهو الجزء الأهم من البرنامج الذي يشتمل على المحاضرات والندوات والزيارات وورش العمل وحلقات النقاش وغيرها من الأنشطة والفعاليات .. كما تتيح هذه الفترة الفرصة للطالبات للتعارف فيما بينهن أولا ثم العمل على تعريف المجتمع الإسكتلندي ببعض الملامح الحضارية والتراثية والثقافية للمجتمع الإماراتي والعربى الاسلامى لا سيما الفتاة الإماراتية ويختتم هذا الجزء بحفل التخريج.
وتنتقل الطالبات في القسم الآخر من البرنامج " بعد حفل التخرج " الى بريطانيا وتحديدا جامعة اكسفورد لقضاء الأسبوع الأخير و يشتمل البرنامج على زيارة لمقر تلك الجامعة العريقية والمعاهد التابعة لها لا سيما معهد الثيولوجي حيث تتاح لهن الفرصة لإدارة حوار معمق حول الأديان والمنطلقات العقدية للشعوب على اختلافها.. فضلا عن عدة زيارات للكليات المختلفة التي تتألف منها هذه الجامعة العريقة والتعرف على هياكلها التعليمية والإدارية والفنية.
ويتمحور البرنامج الرئيسي للدورة التدريبية حول فكرة التعددية الثقافية ومهارات القيادة وهي المجالات التي برعت فيها الكلية وقطعت فيها شوطا بعيدا حتى أصبحت إحدى المرجعيات البحثية الرئيسية في هذا المجال بالقارة الأوروبية لاسيما وأن الكلية المختصة في الدراسات العليا تعتمد البحث العلمي التجريبي منهجا وطريقا للتطور الأكاديمي والفكري والحضاري.
واشتملت الدورة على برامج تعليمية مكثفة حول المفهوم العصري لفكرة التعددية الثقافية في عالم متداخل ومتغير مع الأخذ في الإعتبار المجتمع الإسكتلندي نموذجا وعن كيفية التعامل مع الآخر و احترام خلفيته الثقافية بصرف النظر عن الاختلاف والاتفاق معه والقدرة على إدارة حوار بناء يقرب من وجهات النظر عبر الطرح الموضوعي للأفكار والمعتقدات والثقافات التي أفرزت الواقع الإنساني المعاش في المجتمعات المعاصرة.
و اشتمل برنامج الدورة أيضا على برامج أخرى تتعلق بمهارات القيادة والسيطرة والقدرة على مجابهة التحديات في عصر العولمة وكيفية إتخاذ القرار في الأوقات الحرجة عبر آليات متغيرة دون الإضرار بالآخرين .. إلى جانب محاضرات ثقافية وتنويرية وفعاليات إجتماعية ومهارات فنية وخبرات حياتية نافعة في العديد من المجالات الحيوبة والترفيهية ومنها على سبيل المثال فنون الطبح وصنع الحلوى والتورتة الإسكتلندية التقليدية الشهيرة .
و تضمن البرنامج في بعده الثقافي زيارات ميدانية إلى المعالم الحضارية والتراثية في اسكتلندا كجامعة أبردين الشهيرة ومبنى البرلمان ودار البلدية وغيرها وبحيرة الوحش لوكنيس الضاربة في عمق الميثلوجيا الإسكتلندية .
و أتاحت الدورة فرصة كبيرة للطالبات للتعرف على اسكتلندا وشعبها وتاريخها وحضارتها وثقافتها وعادات وتقاليد أهلها وتطورها عبر القرون.
ويشمل برنامج حفل تخريج الطالبات بقاعة الشيخ راشد الكبرى بمقر الكلية خلال الفترة الصباحية كلمة لرئيس مجلس الأمناء وكلمة عميد الكلية وكلمة لإحدى الطالبات ممثلة عن الطالبات المشاركات إلى جانب توزيع الشهادات .
وقد خصصت الفترة المسائية بمقر إقامة الوفود بفندق آبكس في دندي لحفل وداع الطالبات لإبراز ما تعلمنه خلال الدورة الصيفية من خلال منحهن الفرصة لمخاطبة الحفل والتحدث عن تجاربهن الشخصية بحضور ممثلي الجامعات والكليات المختلفة ومجلس أمناء الكلية وممثلي الجامعات الأسكتلندية وكبار الشخصيات والضيوف والمدعوين .
كانت إدارة الكلية قد وجهت الدعوات لممثلي الجامعات والكليات المشاركة والذين بدأوا في التوافد والوصول الى دندي أمس واليوم وكذلك عمدة دندي وممثلي الجامعات الاسكتلندية وعدد من كبار الشخصيات وأعيان المجتمع الاسكتلندي.
ويلقى الشاعر الاماراتى راشد شرار ضيف شرف حفل التخريج عدة قصائد شعبية اماراتية حرص على أن يلقيها باللغة الانجليزية لتصل رسالة الشعر والتراث الإماراتي الى المجتمع الإسكتلندي كما يلقى مقالا عن الهوية الوطنية الاماراتية .
كانت الدورة قد بدأت فى 9 اغسطس الحالى وتتواصل حتى 5 سبتمبر القادم وتضم الدفعة 56 طالبة من تسع جامعات وكليات تشمل جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد وجامعة أبوظبي والجامعة البريطانية في دبي والجامعة الأمريكية في الشارقة والجامعة الأمريكية في دبي التي تشارك للمرة الأولى وكليات التقنية العليا وكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي إلى جانب خمس موظفات من محاكم دبي .