كوكب عطارد

ستشهد بداية شهر أيار/ مايو المقبل مرور أقرب جيران الشمس (كوكب عطارد) من أمامها في مناسبة نادرةً ستتيح لنا رؤية الكوكب من الأرض.
ولن يمر عطارد بيننا وبين الشمس مرة أخرى حتى 3 أعوام ونصف أخرى بواقع الحال، وستبدأ فعاليات هذا الحدث في التاسع من أيار/ مايو المقبل الساعة 11:10 صباحًا بالتوقيت العالمي، وسيستغرق الأمر من عطارد 8 ساعات للمرور أمام الشمس وتجاوزها.
يدور كوكب عطارد في مدار يقع داخل مدار كوكب الأرض؛ لذلك فهو يمر بين الأرض والشمس تقريبًا كل 116 يومًا تقريبا (وهو ما يدعى بالاقتران). وكما أن كسوف الشمس لا يحدث عند كل مرور للهلال الجديد أمام قرص الشمس فإن عطارد أيضًا لا يقع على الخط الواصل بين الأرض والشمس من وجهة الراصد الأرضي في كل اقتران. ولا يسقط ظل كوكب عطارد على الأرض إلا حين يتقاطع عطارد مع مستوى دوران الأرض حول الشمس قبل أو بعد بضعة أيام على الأكثر من اقترانه السفلي، أي حين يعبر في إحدى عقدتيه قرب موعد الاقتران السفلي.
 
ويبلغ طول مخروط الظل الذي يُلقيه كوكب عطارد وراءه حوالي 200 ألف كم فقط. ولكنّ الأرض تكون خلال حالة العبور على مسافة تتراوح بين 80 و100 مليون كم من عطارد، وبالتالي فإن الكرة الأرضية تعبر فقط منطقة الظليل (penumbra) لكوكب عطارد، وهي المنطقة التي يُشاهَد منها ما يشبه الكسوف الحلقي، ولكنه ينتج في هذه الحالة عن قرص عطارد الصغير. وبذلك فإن عطارد يتسبب فقط في كسوف شمسي جزئي يكافئ الكسوف الحلقي الناتج عن القمر بالنسبة للراصد من الأرض.
ولرصد عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس يمكن استعمال أي تلسكوب صغير، ويتم الرصد إما بشكل مباشر من خلال النظر عبر التلسكوب المجهز بفلتر خاص لرصد الشمس، أو بشكل غير مباشر من خلال إسقاط صورة الشمس بواسطة التلسكوب.