أبوظبي – راشد الظاهري
كشفت هيئة البيئة – أبوظبي عن عزمها تطبيق نظام مراقبة ورصد ذكي للغابات التي تخضع لإشرافها، والتي تغطي مساحة 228 ألف هكتار.
وأعلنت الهيئة عن توجهها الجديد خلال مشاركتها في القمة العالمية، والتي تقام فعالياته خلال الفترة من 19 ولغاية 22 يناير 2015 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة للعام 2015.
وكانت هيئة البيئة – أبوظبي قد أعلنت في مطلع الأسبوع الجاري عن توجهاتها للتقليل من استهلاك المياه الجوفية بنسبة 80% بحلول العام 2030، في ظل جهودها الرامية لحماية البيئة الطبيعية في إمارة أبوظبي براً وبحراً وجواً.
وتقوم هيئة البيئة – أبوظبي بالتوسع في دراسة نموذج الري المعتمد في غابة خب الدهس التي تقع بالقرب من مدينة زايد، عاصمة منطقة أبوظبي الغربية، وإجراء دراسات حول الاحتياجات المائية لأشجار الغاف باستخدام تقنيات قياس تدفق النسغ. وتهدف هذه الدراسات، إلى جانب دراسات المركز الدولي للزراعة الملحية، إلى وضع معايير جديدة لإدارة الزراعة والغابات في أبوظبي.
ويتم حالياً ري الغابات باستخدام المياه الجوفية حيث تستهلك نحو 11% من الميزانية المائية المخصصة في أبوظبي، واصبحت هذه الدراسات ضرورة ملحة اليوم نظراً لشح المياه في الإمارة. وأشارت دراسات الهيئة إلى استنفاد المياه الجوفية الصالحة للاستخدام في أبوظبي خلال 50 عامًا فقط في حال استمرار استخراجها واستهلاكها بدون مراقبة.
و قالت الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي رزان خليفة المبارك "نسعى لضمان استخدام المياه المعاد تدويرها لري الغابات والأراضي المزروعة في أبوظبي، بهدف المحافظة على مواردنا الطبيعية للمياه الجوفية.
وسيتم مراقبة قطاع إدارة الغابات عن كثب في ما يتعلق بحماية البنية التحتية، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتوفير المعايير التي من شأنها تحسين الحالة المعيشة أثناء الحفاظ على إرثنا الثقافي.
وستعتمد الهيئة على النتائج النهائية لهذه الدراسات المتمحورة حول الاحتياجات المائية، على أن تستخدم أنظمة إدارة ري الغابات وعدادات المياه الذكية لوضع قوانين صارمة لإدارة الغابات في أبوظبي.
ووفق الدراسات القائمة على قياس تدفق النسغ في الأشجار والنباتات، ستحدد حاسبة المحاصيل الاحتياجات المائية الشهرية والموسمية والسنوية لكل غابة على حدى.
وأضافت المبارك: "تم تطوير أداة إدارة ري الغابات في الإمارة. وهذه ليست بتوجيهات دولية، وإنما الاحتياجات الفعلية للمحاصيل والأشجار التي تُزرع في دولة الإمارات العربية المتحدة."
وشرحت وفاء فيصل اليماني، باحث مساعد بمجال إدارة الغابات في هيئة البيئة – أبوظبي: "ستسمح أداة إدارة ري الغابات للهيئة بالعمل على تكييف الطرق المتبعة لري الغابات استناداً على أنواع الأشجار، والمناخ وخصائص التربة المحلية، وتوقعات معدلات النمو والمؤشرات الإنتاجية لهذه الأشجار من خلال المياه المعاد تدويرها والمياه المالحة في بعض الحالات. وسيساعدنا هذا حتماً في إدارة الغابات والمياه الجوفية."
وأشارت دراسات تدفق النسغ على أشجار النخيل المتواجدة في منطقة اللولو، إلى استهلاك الأشجار نحو 150 لتر من المياه يومياً خلال أشهر الصيف و50 لتر فقط خلال الأشهر الأقل حرارة، مما يدل على الإفراط في ري الأشجار عند استخدام أساليب الري التقليدية.
وأثبتت اختبارات احتباس المياه في الأتربة أيضاً فائدتها في دراسة متغيرات هدر المياه. ويجري حالياً دراسة سبل معالجة قضايا الري المختلفة مثل اختبار نسبة الملوحة على الأنواع، القدرة على تحمل المياه المعاد تدويرها، واستبدال أنواع الأشجار بمحاصيل مختلفة.