الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"

يسهم المقر الجديد للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في مدينة مصدر، المقرر افتتاحه رسميا غدا الأربعاء، في خفض استهلاك الطاقة بنسبة 42% مقارنة مع معايير كفاءة الطاقة العالمية، وبنسبة 64% مقارنة مع المباني النموذجية الأخرى في أبوظبي، وذلك بفضل تصميمه الذي يتطلب مستويات متدنية من التدخل وامتلاكه أنظمة ذكية لإدارة الطاقة.
وبحسب تقرير صادر عن "مصدر" أمس الاثنين،  يضم المجمع أنظمة للطاقة الكهروضوئية على الأسطح تشغل مساحة 1000 متر مربع وتولّد 305 آلاف كيلوواط ساعي من الكهرباء سنويا، إضافة إلى أنظمة لتسخين المياه بالطاقة الشمسية تنتج نحو 27,8 ألف كيلوواط ساعي. وستسهم أنظمة الطاقة المستدامة في تلبية ما يزيد على 10% من احتياجات الطاقة في المبنى.

ويتطلب المبنى مياها أقل بنسبة 50% مقارنةً مع المباني التجارية الأخرى في أبوظبي. وتساعد النوافذ على انحراف 90% من ضوء الشمس المباشر، وقد تم أيضا تركيب مظلات خارجية لتعزيز الاستفادة من الضوء الذي ينفذ إلى الداخل مع خفض تأثير الحرارة.
وأوضح التقرير أن نظام التغليف العازل والفعال للمبنى يشكل بنية محكمة الإغلاق بواقع الضعف عن متطلبات برنامج "استدامة"، مما يحد من استخدام الطاقة بشكل عام.


وتسهم سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية في تلبية 75% من احتياجات المياه الساخنة في المبنى، ويساعد نظام تكييف الهواء على استرداد 75% من الطاقة المنبعثة من خلال عادم للهواء، مما يضمن تبريد الهواء النقي الداخل إلى المبنى، ويتم الاستفادة من نحو 95% من الطاقة المولدة نتيجة انخفاض استخدام المصاعد، مما يتيح بالتالي إعادة استخدامها في أنحاء المبنى، بحسب التقرير.

وأكد التقرير أن الأعمال الإنشائية للمبنى استندت على سلسلة التوريد الخضراء في أبوظبي، التي تركز على خفض الكربون، والتوريد من مصادر محلية، واستخدام المواد المستدامة بما في ذلك الفولاذ والألمنيوم والإسمنت المعاد تدويرها. كما يجاور المبنى أماكن مظللة لركن السيارات، وتتضمن 26 محطة لشحن السيارات الكهربائيّة.

وانتقلت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" إلى مقرها الجديد في مدينة "مصدر" في شهر آذار/ مارس 2015. ويشغل المبنى مساحة 32 ألف متر مربع، وهو عبارة عن مجمع يضم ثلاث مبانٍ متصلة تسهم بمجملها في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه وتوفير مساحات مشتركة فسيحة.

وأضاف التقرير " منذ نحو ست سنوات، وتحديدا في التاسع والعشرين من حزيران/ يونيو 2009، تم الإعلان عن فوز الإمارات باستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في العاصمة أبوظبي، وشكل هذا الفوز مفاجأة لبعض الدول حول العالم، لاسيما في ظل امتلاك الدولة لثامن أكبر احتياطي للطاقة الهيدروكربونية في العالم، وانتشار التصور التقليدي عن الدولة لدى بعض البلدان باعتماد الدولة بشكل تام على إيرادات النفط».

وأوضح التقرير أنه لتصحيح هذا المفهوم الخاطئ، كان من الضروري تسليط الضوء على جهود الدولة لتنويع اقتصادها ولنشر مشاريع وحلول تكنولوجيا الطاقة المتجددة واستثماراتها في هذا القطاع الحيوي.

وتابع واستمرارا لهذه النظرة الاستراتيجية بعيدة المدى، تم الإعلان في مستهل هذا العام عن الاستراتيجية الوطنية للابتكار، وأن عام 2015 سيكون عام الابتكار والتميز والوصول بدولة الإمارات إلى مكانة رائدة عالميا في تقديم الحلول والأفكار الجديدة، وذلك بالتزامن مع حرص الدولة على تشجيع القطاعين العام والخاص على تخصيص موارد جديدة لمشاريع الأبحاث والابتكارات.

وزاد " إن مسيرة التحول والتطور في اعتماد حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة تجري على قدم وساق، منطلقة من قرار تاريخي اتخذته القيادة الرشيدة قبل قرابة عشرة أعوام بإنشاء مدينة مصدر في أبوظبي، المدينة المستدامة الفريدة التي خطط لها أن تكون نموذجاً لـ (البصمة الخضراء) تحتذي به دول العالم الراغبة في ابتكار تقنيات جديدة وخلاقة في مجال التنمية المستدامة. وضمن مدينة مصدر يقع معهد مصدر، المؤسسة الجامعية الرائدة التي تتيح للطلاب مواصلة اهتماماتهم وطموحاتهم في مجال التقنيات المتقدمة".

وأشار التقرير إلى أهمية قيام الدولة بهذه الاستثمارات والمبادرات، حيث يجري تسخير جزء من الإيرادات النفطية لدعم استثمارات استراتيجية في تكنولوجيا المستقبل والوصول إلى أعلى نتائج مميزة لضمان أمن الطاقة من خلال زيادة حصة قطاع الطاقة المتجددة في المزيج الوطني للطاقة.

وأكد التقرير أن القرار العالمي باختيار أبوظبي، وتحديدا مدينة مصدر، لاستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، يعد نتيجةً منطقيةً وحتميةً لجهود كبيرة بذلتها الدولة لتطوير قطاع الطاقة المتجدد، ونجح فريق حملة الاستضافة بالترويج لها والتعريف بها، مما ضمن الحصول على ثقة العالم والمجتمع الدولي بمدى جديّة هذه الاستراتيجية وأفضى إلى ترسيخ مكانة الدولة لاعبا أساسيا في قطاع الطاقة.

كما أكد الإجماع العالمي في اختيار دولة الإمارات مقرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الدولة جاهزة لقيادة العالم صوب مستقبل أكثر استدامة يجتمع فيه الابتكار والتكنولوجيا لتعزيز عملية التنمية المستدامة. ومع هذا الفوز، انضمت أبوظبي إلى ثلاث مدن (نيويورك وجنيف ونيروبي) حازت ثقة العالم باختيارها احتضان منظمات دولية، مما يعكس قدرة الدولة على إدارة المفاوضات الدولية وامتلاكها خبرات دبلوماسية محنكة أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز.