أبوظبي- سعيد المهيري
قدم صندوق "محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية"، منحًا بقيمة تزيد عن 1.55 مليون دولار أميركي؛ لدعم 185 مشروعًا للمحافظة على الكائنات في أكثر من 70 دولة، حيث تم تقديم المِنح إلى مشاريع تُعنى بالمحافظة على الأنواع الأكثر تعرضًا لخطر الانقراض بما في ذلك: الأسماك، والثدييات، والنباتات، والطيور، والزواحف، واللا فقاريات، وحتى الفطريات.
وتتنوع المشروعات التي يمولها الصندوق بصورة كبيرة، فمن البحث عن اليعسوب العُماني النادر على امتداد الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، إلى تعقّب قط بري نادر في الهيمالايا؛ لمعرفة أماكن تواجده بغية حمايته، ومناورة إغاثية لإنقاذ العشرات من التماسيح البرية من خطر الانقراض بسبب مشروع بناء سد لتوليد الكهرباء على النهر الذي تعيش فيه، ونقلها على نحو سريع إلى موئل آمن.
وأوضت العضو المنتدب للصندوق رزان خليفة المبارك، أنّ "ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أسس الصندوق لاهتمامه الشخصي وانخراطه في أنشطة الحفاظ على الكائنات الحية، ورؤيته الثاقبه وإدراكه العميق لضرورة وجود ناشطين للمحافظة على الكائنات الحية المتفانين في العمل على أرض الواقع وداخل المجتمعات المحلية، لربما انقرض الكثير من الأنواع الحية التي نراها اليوم".
وأضافت المبارك، أن الصندوق احتفل بالذكرى السادسة لتأسيسه في عام 2014، ومازالت مسيرته الحافلة بالعطاء مستمرة، فأعلن الصندوق عن نتائج أولى جولات التمويل الثلاث المخططة لعام 2015، حيث تم في شهر مايو/ آيار الماضي تقديم منح إضافية بقيمة 515,500 دولار أميركي 01.897.00 درهم إماراتي إلى أكثر من 63 مشروعًا مختلفا لحماية الكائنات الحية، ومنذ عام 2009، قدم الصندوق منحا يصل مجموعها إلى 12,4 مليون دولار أميركي لأكثر من 1,250 مشروعًا في أكثر من 150 دولة مختلفة.
ويسلط التقرير السنوي للصندوق الضوء على 14 مشروعًا من المشاريع التي دعمها الصندوق تم اختيارها لتُمثّل التنوع الجغرافي واختلاف أنواع الكائنات الحية التي ساهم الصندوق في الحفاظ عليها، وتركز إحدى تلك الدراسات على جهود اختصاصية الزواحف، "راكيل فاسكونسيلوس" من البرتغال في مسعاها لحماية "أبو بريص شجرة دم العنقاء" الذي يتخذ من شجرة دم العنقاء في سوقطرة باليمن موطنا له، وسُميت هذه الشجرة بهذا الاسم بسبب نسغها الذي يتميز بلونه الأحمر.
وقدم الصندوق في دولة الإمارات مبلغ 12,500 دولار أميركي للعلماء العاملين على درس وتوثيق وجود اليعسوب العُماني النادر على طول ساحل الدولة مع سلطنة عُمان، وتم اكتشاف وجود هذا الكائن النادر المعروف علميًا باسم Urothemis thomasi، للمرة الأولى في عام 2013 بوادي الوريعة بعد انقطاع دام 30 عامًا إلى درجة اعتقد معها المتخصصون بأنه انقرض من بيئته، ويعمل فريق الدارسين على تمشيط الوادي ومناطق ثانية من الساحل الشرقي لرصد أعداد أخرى من هذه اليعاسيب الملونة.
ويستعرض التقرير السنوي للصندوق قصة رجل قطع أكثر من 900 كيلو متر في جبال نيبال خلال رحلة بحث شاقة عن "قط بالاس" الذي أشارت الدلائل على وجوده في محمية أنابورنا، وساعدت المنحة التي قدمها الصندوق الرجل على نصب فخاخ مجهزة بكاميرات في أماكن مختلفة لرصد حركة القط عن بُعد في بيئته البرية، وأسفرت هذه الدراسة عن صور قيّمة لهذا القط البري النادر ستساعد في عمليات الحفاظ عليه بموطنه نيبال.
أما في سبيل الحفاظ على النوء ذي التاج الأسود، طائر البحر المهدد بالإنقراض، فقدم الصندوق مجموعة من المنح لعلماء يعملون على تحديد مكان هذا الطائر، وجمعه، ووسمه بأجهزة تعقب متصلة بالأقمار الصناعية للكشف عن مواقع تعشيشه وحركته بعد إطلاقه والوقوف على التهديدات الرئيسة التي يتعرض لها.
واستجاب الصندوق لحالة الطوارئ التي طرأت على الموئل الطبيعي للتمساح السيامي في نهر أرينغ في كمبوديا بسبب قرار بناء سد لتوليد الطاقة الكهربائية على النهر مما شكل خطرًا كبيرًا على موطنه وبالتالي على بقائه، وقدم الصندوق 12,000 دولار أميركي دعمًا لمشروع نقل هذه التماسيح المهددة بالانقراض إلى مكان آمن.
ويستقبل الصندوق طلبات الدعم المالي من ناشطي المحافظة على الكائنات الحية من جميع أنحاء العالم، ويعمل على دعم المشاريع المعنية على نحو مباشر بالمحافظة على أيّ من أنواع النباتات والحيوانات والفطريات المهددة بالانقراض.
ويقدم ما يقارب 25,000 دولار أميركي 92,000 درهم إماراتي كمنح صغيرة لمشاريع حفظ الأنواع سواء للأفراد، أو المنظمات، أو مؤسسات المجتمعات المحلية، التي تتم على المستوى الميداني وتُحدث فرقا حقيقيًا على أرض الواقع في مجال المحافظة على الأنواع، فضلًا عن اهتمامه الكبير بتقديم الدعم المالي لمناصري ودعاة الحفاظ على الأنواع من الأفراد الشغوفين الذين يساهمون على نحو فاعل بجهودهم المخلصة وعلمهم في المحافظة على الكائنات الحية.