الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

اعتمد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وثيقة الشارقة مدينة الترشيد التي أعدتها هيئة كهرباء ومياه الشارقة، والهادفة إلى تخفيض استهلاك الطاقة في الإمارة بنسبة 30% خلال السنوات الخمس القادمة، ورفع كفاءة إنتاج الطاقة بنسبة 50%، مع تخفيض تكلفة التشغيل في محطات التوليد، بالإضافة إلى خفض نسبة الفقد في الطاقة التي تبلغ حالياً 7% للكهرباء و20% للمياه، وإيصالها للمعدلات العالمية التي تبلغ 3% للكهرباء و10% للمياه.

وأوضح رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة،الدكتور المهندس راشد الليم  في مؤتمر صحافي عقد في مقر الهيئة أمس الأربعاء إن التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة على المستوى العالمي من تقلب في الأسعار وانخفاض في المصادر، يفرض علينا إعادة النظر في استخدام هذا المورد الثمين والمحافظة عليه للأجيال القادمة وتحقيق التنمية المستدامة، خاصة أن توفير الطاقة يعتبر إحدى ضرورات الحياة والتي لا يمكن أن يستغني عنها أي احد ولو لدقائق معدودة، لذلك وجدنا في الشارقة أن هناك ضرورة ملحة في إصدار هذه الوثيقة والتي تعتبر بمثابة خريطة طريق لترشيد الاستهلاك ورفع كفاءة الإنتاج".

وأضاف " لقد احتفلت الشارقة مطلع الشهر بحصولها على لقب مدينة صحية من قبل الأمم المتحدة، ونحن عازمون على تحقيق إنجاز جديد بالنظر إلى الشارقة باعتبارها مدينة للترشيد وفق أفضل المعايير العالمية، وبما يتوافق مع رؤية الإمارات 2021 في تحقيق التنمية المستدامة، خاصة أنه لا يخفى على أحد أن توفير الطاقة يعتبر العصب الرئيسي لتحقيق التنمية المستدامة، لذلك نطمح في الوصول إلى نسبة الترشيد المستهدفة والتي تبلغ 30% خلال السنوات الخمس، وبما يتزامن مع رؤية الإمارات 2021".

وأكد " أن وضع هذه النسبة جاء بناء على دراسات مستفيضة، بالإضافة إلى الاطلاع على أفضل التجارب العالمية، حيث تتراوح نسبة الترشيد في الدول الصناعية الكبرى بين 30 إلى 60% كما هو حاصل في ألمانيا وبريطانيا واليابان، لذلك قررنا وضع حد متوسط يبلغ 30%، وهذه النسبة قابلة للتحقيق من خلال مجموعة من الحلول التي وضعناها في الوثيقة، وباشرنا في تنفيذها بالتحول ناحية المصادر البديلة وزيادة نسبة الوعي، ورفع الكفاءة الإنتاجية وتقليل نسبة الهدر، والتركيز على الأجهزة الموفرة للطاقة".

وأوضح الدكتور راشد " أن ترشيد الاستهلاك يعتبر من الضرورات التي لا يمكن الاستغناء عنها، لذلك تجد الدول الصناعية الكبرى تملك مجالس خاصة للطاقة هدفها ضمان استمرار توفر الطاقة في كل الظروف، ووضع خطط استراتيجية مثل أوروبا 2050 للمحافظة عليه".

وأكد إن الترشيد كفيل بتوفير مليارات الدراهم، فبدل إنشاء محطات طاقة جديدة تستنزف الكثير من الموارد، بالإمكان إعادة النظر في الإمكانات الموجودة والاستفادة منها على الوجه الأمثل، وهذا ليس بالأمر الصعب، ويمكن تحقيقه بالتخطيط السليم، وعلى سبيل المثال نجحنا في الشارقة خلال ساعة واحدة فقط هي ساعة الترشيد في توفير 22,5 ميجا واط، وتخيل لو طبقنا هذه الساعة لمدة يوم واحد فقط، فإن نسبة التوفير سوف تبلغ 540 ميجاواط، وهذه كمية طاقة تعادل إنشاء محطة توليد تبلغ تكلفتها نحو مليار درهم، ويستغرق تشييدها نحو 3 سنوات".

وبين الليم، إن هناك مبادرات خاصة بالتشريعات والنظم لتحديد أنسب الوسائل والطرق لترشيد الاستهلاك وتقديم الحوافز للمباني الملتزمة، وذلك من خلال تطبيق نظام الشرائح في حساب الفواتير للتشجيع على تخفيض الاستهلاك، وتفعيل تطبيق قانون المحافظة على مصادر المياه، وتشجيع المكاتب الاستشارية على الالتزام بتطبيق أنظمة الترشيد في المباني الجديدة، مثل العزل الحراري وتركيب الأجهزة الموفرة للطاقة، وتكثيف جهود فرق التفتيش الفني وتطوير مهاراتها لمتابعة المخالفات وضبطها والعمل على تصحيح أوضاع المخالفات.

وفي المساجد، من خلال تركيب قطع الترشيد بأماكن الوضوء في المساجد، وإنشاء مسجد مختصر للصلاة في المساجد الكبيرة والجوامع وتركيب ملصقات توعية بأماكن الوضوء، والتنسيق لتقديم نصائح توعية للمصلين عن مبادرة ساعة الترشيد، خاصة بعد صلاة الجمعة للاستفادة من توعية الأعداد الكبيرة من المصلين، وتركيب أنظمة ذكية لإدارة الطاقة بالمساجد تتحكم في تشغيل وإطفاء المكيفات والإضاءة.

‪وعلى مستوى الأندية، تم تغيير الإضاءة في كشافات الملاعب والأندية الرياضية إلى نظام مرشد، وتنفيذ دراسات حول مدى جدوى ترشيد استهلاك الطاقة والمياه بالأندية الرياضية، وتوزيع مطبوعات إرشادية على الجماهير خلال المسابقات، والاستفادة من توعية الأعداد الكبيرة التي تتابع هذه المسابقات.