لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة جديدة تم نشرها في مجلة "نيشر جيوساينس" أن البراكين المتفجرة تحت سطح الماء عملت على تغيير كيمياء محيطات الأرض، وكانت المفتاح لكسر هذا الكوكب من حالته الجليدية. وأوضحت الدراسة أنه في أوائل التاريخ لكوكب الأرض قبل 720 إلى 650 مليون عام أدت شرائح سميكة من الجليد إلى تغطية معظم السطح نتج عنها دخول الأرض إلى مرحلة من التجميد العميق.
ورجّح باحثون من جامعة ساوثهامبتون بأن البراكين تحت الماء ساعدت على إذابة الجليد وتشكيل الأرض وكذلك خروج التفاعلات الكيميائية التي خلقت ظروفًا للحياة على كوكب الأرض. كما يعتقد العلماء بأن التفكك الفائق لقارة رودينا Rodinia العظمى إلى مجموعة أراضٍ كبرى كان عاملاً أساسياً في التحول المناخي واستخلاص طن من الرواسب في المحيطات والتي كانت بمثابة اسفنجة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتجنيب الأرض من الاحتباس الحراري، ولكن النشاط البركاني الهائل في المحيطات الضحلة أخرج غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء، فضلًا عن تسبب الرواسب الغنية بالكالسيوم والماغنسيوم والفسفور في إحداث كتل معدنية ضخمة قادت إلى خروج سلسلة من التفاعلات الكيميائية خلقت معها ظروف مهيئة للحياة.
وقال دكتور توم غيرنون المحاضر في علوم الأرض في جامعة ساوثهامبتون وقائد فريق البحث إنه عندما تترسب المواد الناتجة عن البركان في المحيطات، فإن تغيّرات كيميائية تؤثر على الكيمياء الجغرافية البيولوجية للمحيطات. وهو ما يفسر بحسب ما يقول مستويات الفسفور المرتفعة في المحيطات بشكل غير عادي، والتي يعتقد بأنها حافزًا لأصل الحياة الحيوانية على الأرض. واختتم دكتور غيرنون حديثه قائلًا أن التغيرات في كيمياء المحيطات على كوكب الأرض والغلاف الجوي أدت في نهاية المطاف إلى زيادة الأكسجين في الغلاف الجوي.