الهيئة الاتحادية للكهرباء

تعتزم الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء إطلاق مبادرة لتوزيع مياه الصرف الصحي المعالجة في محطات "التنقية" لريِّ المزارع في المناطق الشمالية تدريجيًا، بهدف الحفاظ على مخزون المياه الجوفية من الاستنزاف، كما أطلقت الهيئة مشروع توصيل المياه المعالجة إلى استراحات المواطنين الموجودة داخل المناطق الزراعية في مختلف مناطق الدولة.

وأوضح المدير العام للهيئة، محمد محمد صالح، لـ"الإمارات "، إن الهيئة بصدد إنشاء نظام لنقل وتوزيع مياه الصرف الصحي المعالجة لري المزارع والزراعات التجميلية في المناطق الشمالية، موضحًا أنه سيتم تطبيق المبادرة بشكل تدريجي في منطقة البدية وضدنا ومدينة الفجيرة ومدينة الشيخ محمد بن زايد في إمارة الفجيرة، ليتم تطبيق المشروع على بقية المناطق الشمالية وفق لاستراتيجية الهيئة. وأوضح أن الهيئة لديها دراسات يتم تنفيذها في الوقت الجاري مع الجهات المعنية في إمارة عجمان، من أجل تطبيق المبادرة بعد صدور نتائج المشروع في إمارة الفجيرة، والتأكد من سلامة الإجراءات التي تم تنفيذها في المشروع.

وأشار صالح إلى أنه تم تكليف الهيئة دراسة وتنفيذ مشروع إنشاء نظام لنقل وتوزيع مياه الصرف الصحي المعالجة لري المزارع، ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، مشيرًا إلى أن الهدف من المشروع استدامة الموارد الطبيعية في الدولة، والمحافظة على البيئة، وترشيد استهلاك مياه الشرب في ريِّ المناطق الزراعية.

وأضاف أن المشروع سيعتمد على الاستفادة من المياه المعالجة من محطة تنقية الصرف الصحي في إمارة الفجيرة، وهي مياه ذات جودة عالية، وتم إخضاعها للفحص الدقيق فترة طويلة، متابعًا أن الدراسات التي تم إجراؤها أثبتت صلاحية استخدام المياه المعالجة لري المزروعات، كما أنها مطابقة للمعايير المطلوبة من قبل منظمة الصحة العالمية وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.

ولفت صالح إلى أنه تم إنجاز الدراسات المبدئية والتفصيلية للمشروع عن طريق استشاري عالمي، وستطرح الهيئة المناقصة خلال الأسبوع المقبل، موضحًا أن المشروع يتضمن إنشاء ثلاث محطات لضخ المياه المعالجة، وثلاثة خزانات بسعة تبلغ تسعة ملايين غالون في كل من مناطق قراط والبدية وضدنا في إمارة الفجيرة، كما سيتم إنشاء خطوط نقل وتوزيع المياه من المحطة الرئيسة في قراط إلى المزارع في البدية وضدنا ومدينة الفجيرة ومدينة الشيخ محمد بن زايد لريّ الزراعات التجميلية والحدائق العامة.

وأوضح أنه سيتم تنفيذ المشروع خلال 18 شهرًا، وسيتضمن إنشاء توصيلة منفصلة لكل مزرعة ترغب في توصيل الخدمة برسوم رمزية وتعرفة استهلاك تشجيعية، حتى يقبل أصحاب المزارع على تقديم طلبات التوصيل، وذلك للمحافظة على مخزون المياه الجوفية من الاستنزاف.

ولفت صالح إلى أن مياه الآبار الجوفية شهدت خلال السنوات الماضية استنزاف المياه الجوفية، نتيجة للاستهلاك الجائر، الذي أدى إلى ارتفاع درجة ملوحتها، بسبب قيام أصحاب المزارع بتركيب وحدات تحلية مياه بمزارعهم وصرف مياه عادمة شديدة الملوحة إلى الأرض مرة أخرى، ما تسبب في تدهور التربة والمياه الجوفية وتأثر جودة المحاصيل الزراعية.

وأشار إلى أن الهيئة أطلقت مشروعًا لتوصيل المياه إلى استراحات المواطنين داخل المزارع المملوكة لهم، وذلك حرصًا على توفير الراحة على الأسر أثناء العطلات التي يقضونها في مزارعهم، متابعًا أنه تم البدء في إنشاء شبكات لتوصيل المياه في المناطق الزراعية في المناطق الشمالية من الدولة، حسب رغبة المستهلكين.

وذكر أن الهيئة اتخذت الإجراءات المناسبة لمنع استغلال مياه الاستراحات في ريّ المناطق الزراعية، حيث تم تقنين توصيل المياه وجعل قطر أنابيب التوصيل 15 ميليمترًا.