الإمارات تضبط ساعة الأرض

تنطلق السبت، في الرابعة عصرًا، فعاليات "ساعة الأرض 2016" بمشاركة جهات ومؤسسات محلية. وتهدف المناسبة، التي تعد الفعالية البيئية الأكبر على مستوى العالم، إلى نشر الوعي حول أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء، وتقليص الهدر، ودعم الجهود العالمية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتقليل من التلوث البيئي، وإيجاد حلول مستدامة لظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

وتعد دبي أوّل مدينة عربية تشارك في "ساعة الأرض" في عام 2008 في واحدة من مبادراتها، التي تؤكِّد دورها السبّاق في دعم واحتضان الفعاليات التي تعزز الوعي العام بالقضايا البيئية، وتدعم مسيرة التنمية المستدامة في الدولة والمنطقة والعالم.

وتنظم هيئة كهرباء ومياه دبي فعالية "ساعة الأرض" سنويًا تحت مظلة المجلس الأعلى للطاقة في دبي، بالشراكة مع جمعية الإمارات للحياة الفطرية، والتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة، وبدعم من مجموعة دبي للعقارات.

وتنطلق مسيرة بهدف التوعية بأهداف "ساعة الأرض" في الثامنة والنصف مساءً، بمشاركة واسعة من الدوائر والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، والجامعات والمدارس والأفراد.

وستضم الاحتفالية العديد من الأنشطة العائلية والترفيهية لنشر الوعي بمخاطر الاحتباس الحراري، والحد من ظاهرة تغير المناخ.

وتسعى الهيئة من خلال تنظيم هذا الحدث إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى جميع شرائح المجتمع، وتعزيز سلوكيات الاستهلاك الرشيد في الحياة اليومية، وتسليط الضوء على العمل المناخي في إحداث التغيير الإيجابي، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة في دبي.

وتعد الإمارات من أولى الدول التي عملت على دعم المجتمع الدولي لمواجهة التحديات المناخية. كما كانت من الدول السباقة التي حرصت على دعم بروتوكول كيوتو في عام 2005، بهدف الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في البلدان الصناعية. وهي أول دولة في المنطقة توقع على اتفاق كوبنهاغن للحد من الانبعاثات.

وأطلقت الهيئة، بالتعاون مع "مركز دبي المتميز لضبط الكربون"، مبادرة لمعادلة نسبة انبعاث الكربون الناتجة عن تنظيم "ساعة الأرض" بنسبة 100%، عبر تبادل الكمية المنتجة بأرصدة كربونية معتمدة من مشروعات الهيئة القائمة على أسس بروتوكول كيوتو لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ.

وتهدف الهيئة إلى تخفيض انبعاثات الكربون الناجمة عن تنظيم الفعالية، وعن استخدام المشاركين فيها وسائل النقل، مثل السيارات، للوصول إلى مكان الفعالية لتصل إلى صفر%.

ولفت العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي للهيئة، سعيد محمد الطاير، إلى أن الهيئة تعمل من خلال مبادرة "معادلة انبعاثات الكربون" على تحقيق رؤيتها في أن تصبح مؤسسة مستدامة مُبتكِرة على مستوى عالمي حيث تقود الهيئة الجهود في المنطقة في مجال حماية الموارد الطبيعية وخفض بصمة الكربون من أجل خلق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

وأضاف أن "الهيئة تعتمد تخفيض نسبة الانبعاثات الكربونية جزءًا من استراتيجيتها البيئية، وتركز على الحد من هذه الانبعاثات، والقيام بدور حيوي في تهيئة بيئة ذات عناصر نظيفة وصحية ومستدامة، ومن أبرز مشروعات الهيئة في هذا المجال مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يُعد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم (في موقع واحد) وفق نظام المنتج المستقل حيث ستبلغ قدرته 5000 ميغاواط بحلول عام 2030".

وتابع: "سيسهم المجمع في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنويًا، كما نحرص على إطلاق برامج توعية ومبادرات مبتكرة بهدف تشجيع مختلف أفراد المجتمع على تبني سلوكيات إيجابية في حياتهم اليومية، تسهم في ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، وخفض انبعاثات الكربون، حيث يعمل مركز دبي المتميز لضبط الكربون على دعم استراتيجية الهيئة المتعلقة بتحسين الأداء البيئي، والحد من انبعاثات الكربون المحلية".

وفي إطار الجهود والتحضيرات المواكبة لتنظيم فعالية "ساعة الأرض 2016"، أطلقت الهيئة حملة "سلط الضوء على العمل المناخي" للتوعية بمخاطر التغيرات المناخية، وتأكيد ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، مع التركيز على الأثر الإيجابي الكبير، الذي تعود به الجهود الجماعية، في حماية البيئة.

ودعت الهيئة المؤسسات وأفراد المجتمع لدعم حملة "ساعة الأرض" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت الحملة بهدف التشجيع على أخذ خطوات ترشيدية بسيطة، يمكن اتباعها في الحياة اليومية، لترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، والمحافظة على الموارد الثمينة.

وأشار الطاير إلى أن إطلاق الحملة يأتي ضمن توجهات الهيئة التنموية وخططها الاستراتيجية الهادفة إلى ترسيخ أسس الاستدامة البيئية في دبي، وانسجامًا مع استراتيجية دبي لخفض الانبعاثات الكربونية 2021 التي تهدف إلى خفضها بنسبة 16% بحلول عام 2021.

وتعمل الهيئة على دعم مسيرة التنمية المستدامة في دبي من خلال تعزيز وترسيخ ثقافة الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، بهدف تحقيق غد أفضل لأجيال المستقبل.

وبين المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية بالإنابة، رئيس لجنة الطاقة والاقتصاد الأخضر في هيئة الطرق والمواصلات، ناصر أبوشهاب، إن الهيئة وضعت خطة تواكب انطلاق فعالية "ساعة الأرض"، تمحورت حول أنشطة عدة، أبرزها مشاركة أعضاء من لجنة الطاقة والاقتصاد الأخضر في احتفالات حديقة "ذي أفنيو بارك"، إضافة إلى قيام الهيئة بإشراك حافلة الابتكار في الاحتفالات عبر تنظيم مسابقات لرواد حديقة "ذي أفنيو بارك" من الأطفال.

وأضاف أن فعاليات الهيئة تشمل إطفاء 1393 عمود إنارة لتوفير 382.95 كيلوواط خلال ساعة واحدة، وذلك في شارع الأعمال والشوارع المحيطة به، في موقع الحدث في منطقة الخليج التجاري، وفي شارع السعادة، وشارع البوليفارد في منطقة برج خليفة وشارع الإسكندرية (من منزال القوارب بالممزر إلى حديقة الممزر)، وشارع الخليج (من استراحة الشواب بالممزر إلى حديقة الممزر)، وقرية الشندغة التراثية، وشارع شاطئ جميرا، إلى جانب إطفاء الإنارة وبعض أجهزة التكييف في مبنى الهيئة الرئيس، ومبنى المواصلات العامة ومحطات الروية والخوانيج وجبل علي لإيواء الحافلات، فضلًا عن تشغيل عدد من محطات المترو على نظام الصيانة، وإيقاف عدد من "السيور" المتحركة في محطات المترو، وإطفاء إنارة الطابق الخامس في موقف سيارات محطة مترو الراشدية، والمباني التابعة لمؤسسة تاكسي دبي.

وأوضح أبوشهاب أن الهيئة ستعزز نشاطها في هذه الفعالية بمشاركة عدد من سائقي الحافلات ومركبات الأجرة ومفتشي المواقف، في المسيرة المصاحبة للحدث بزيهم الرسمي، علاوة على تشجيع الموظفين على المشاركة.

وفي أبوظبي، أعلنت "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، عن مشاركتها في "ساعة الأرض" بإطفاء الأنوار لساعة كاملة مساء اليوم. كما حثت موظفيها على المشاركة في هذه الحملة العالمية من خلال إطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية في المنازل.

وأكد الرئيس التنفيذي لـ"مصدر"، محمد جميل الرمحي، أن المدينة في حد ذاتها تشكل مثالًا حيًا لمدن المستقبل الصديقة للبيئة، حيث توفر من خلال مبانيها التي تتميز بتصميمها الذكي 40% من استهلاك المياه والكهرباء، مقارنةً بالمعدل السائد في المدن التقليدية.

وأشار الرمحي إلى أن "مصدر" تسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتأمين مستقبل أفضل لأجيال الغد بالحفاظ على موارد الطاقة التقليدية وإطالة أمدها، إلى جانب صون البيئة الطبيعية.

وذكرت مدير إدارة الاستدامة في "مصدر" ومدير إدارة جائزة زايد لطاقة المستقبل، الدكتورة نوال الحوسني، إن الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل أسهموا من خلال مشروعاتهم المستدامة في الحد من انبعاث 887 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة عند 100 مليون شخص حول العالم، ما أسهم في توفير 65 مليون ميغاواط في الساعة من الكهرباء، كما مكنت مبادراتهم 14 مليون طفل في سن المدرسة من الدراسة ليلًا باستخدام المصابيح الشمسية، حيث كانوا يعانون عدم قدرتهم على الوصول لمصادر الطاقة في الماضي.

وتشارك بلدية الشارقة في احتفالية ساعة الأرض انطلاقًا من مسؤوليتها المجتمعية، وبهدف تكريس ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الحرارية وتعزيز الوعي البيئي والحد من التلوث.

وأوضحت مدير إدارة الاتصال المؤسسي في البلدية، ندى سعيد السويدي، إن "ساعة الأرض" لم تعد مجرد حملة شعبية لصون الطبيعة ومصادر الطاقة، بل أصبحت بمثابة واجب ومسؤولية مجتمعية وفردية، على الجميع الإسهام والمشاركة فيها، حفاظًا على كوكب الأرض من التغيّرات المناخية.

وتابعت أن البلدية تشارك في ساعة الأرض هذا العام من خلال فعاليات عدة، تشمل إطفاء الأنوار الخارجية والداخلية في مبنى البلدية الرئيس، لمدة ساعة، إضافة إلى فعاليات أخرى تنظمها إدارة الزراعة والحدائق.