أبوظبي - صوت الإمارات
نفذت طائرات المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل 116 طلعة جوية لتلقيح السحب والإستمطار الصناعي منذ بداية العام الجاري وحتى أمس الإثنين، في إطار البحوث والدراسات المتعمقة التي يجريها المركز منذ إنشائه في عام 2007 في محاولات دؤوبة لزيادة كمية الأمطار وفترة الهطول وإطالة عمر السحب.
وأكد المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد عبدالله المندوس إنه بناء على توجيهات ومتابعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، يستمر المركز في إجراء عمليات الاستمطار الصناعي في سماء الدولة والتي سبقتها دراسات وأبحاث مستفيضة ودقيقة للغلاف الجوي من الناحية الفيزيائية والكيميائية للسحب خلال السنوات الماضية، للوصول إلى أحدث الطرق المناسبة لعمليات تلقيح السحب والاستمطار باستخدام أحدث التقنيات إضافة إلى تطوير تقنيات محلية في عمليات التلقيح، مشيرا إلى أن عمليات تلقيح السحب تتم في أماكن تواجد التيارات الهوائية الصاعدة في أسفل قاعدة السحاب والتي تعمل على نثر أملاح التلقيح ورفعها إلى الطبقات العليا من السحابة.
وتعد الإمارات من أوائل الدول في منطقة الخليج العربي التي استخدمت تقنية تلقيح السحب التي تعتمد على أحدث الإمكانات المتوفرة على المستوى العالمي، والتي تعتمد على شبكة رادارات جوية متطورة تقوم برصد أجواء الدولة على مدار الساعة ومراقبة بدء تكون السحب، بالإضافة إلى استخدام طائرات خاصة مزودة بشعلات ملحية، تم تصنيعها خصيصًا لتتلاءم مع طبيعة السحب من الناحية الفيزيائية والكيميائية، والتي تم دراستها خلال السنوات الماضية قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار.
وعن آلية تنفيذ الطلعات الجوية أشار المندوس إلى أن خبراء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل يقومون برصد السحب عن طريق الأقمار الصناعية وعند ظهور تشكل سحابة في منطقة ما داخل الدولة من خلال توفر مجموعة من المعايير المناسبة والتي تشير إلى قابلية إجراء عملية التلقيح يتم وضع الطائرة والطيار في وضع الاستعداد ثم يقوم خبراء الأرصاد بتوجيه الطيار ومتابعته أثناء عملية التلقيح من خلال الاتصال اللاسلكي ثم يبدأ الطيار بحرق الشعلات وإطلاق مواد التلقيح وتبدأ هذه المواد بتجميع قطيرات الماء لتصبح كبيرة الحجم ويصبح الهواء غير قادر على حملها لتسقط على الأرض، لافتًا إلى أن تلك العملية معقدة جدًا ويقوم بتنفيذها خبراء أكفاء من المركز الوطني للأرصاد.
وأوضح المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد أن مشروع الإستمطار لايزال في بدايته ويحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث المستفيضة، وأن المركز مستمر في هذه الأبحاث للوصول إلى أفضل النتائج، لافتا إلى أن المركز قام بتقنيات متعددة في إجراء عمليات التلقيح خلال السنوات الماضية.
وأضاف المندوس أن من الضروري أن نعلم أن هذه المواد نسبتها قليلة جدًا قد تكاد لا تذكر، وليس لها أي تأثير مباشر أو غير مباشر في تلوث الأمطار أو تلوث الهواء.
ولفت إلى أن عملية حقن السحب تستغرق من 2- 3 دقائق لكل حقنة ولكن عدد الحقن المطلوبة تعتمد على الطبيعة الديناميكية والفيزيائية للسحاب المستهدف بالإضافة إلى ضرورة استمرارية الهواء الصاعد داخل السحاب، حيث إن عملية تفاعل السحاب مع هذه المواد تستغرق حوالي 15-20 دقيقة بوجه عام.
وتابع المندوس: إن عمليات الإستمطار تركزت معظمها على المناطق الشرقية لوجود السلاسل الجبلية التي تعمل على دفع الهواء إلى الأعلى مؤديا بالنهاية إلى تشكل السحب الركامية في تلك المناطق، وهذه العمليات تهدف إلى زيادة الحصاد السنوي من مياه الأمطار ودعم الوضع المائي للدولة وزيادة معدلات الجريان السطحي للأودية وكذلك دعم المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية.
يذكر إلى أن فكرة الاستمطار الصناعي تعود للعالم الألماني فنديس عام 1938م، حينما رأى إمكانية مساهمة نويات الثلج المضافة للسحب، في تحفيز الأمطار للسقوط، ولم تطبق هذه الطريقة من الناحية العملية إلا بعد ثماني سنوات من ملاحظة فنديس، عندما أجرى العالم الأميركي شيفر أول تجربة حقلية للمطر عن طريق رش كيلوجرام من الثلج المجروش عند درجة حرارة 20 درجة مئوية في سحب مارة فبدأ المطر والثلج في الهطول.