الأخطبوط


يلجأ الأخطبوط إلى التمثيل بالإيماءات من أجل الحصول على الغذاء، ويحاول أن  يخدع فريسته حتى يوقع بها، ويعتمد أخطبوط المحيط الهادىء في غذائه على الجمبري اللذيذ، وتمتد ذراعه الطويلة وتلتف حوله ومن ثم يحصل على وجبته بعد أن يقع الجمبري في براثنه، وتكشف هذه الخطة الغريبة في الصيد عن سلوك الأخطبوط كما أوضحت المزيد عن خططه للتزاوج من خلال الأبحاث العلمية.

ويتنزع الأخطبوط فريسته من خلال هجمات مخادعة بواسطة أذرعه الطويلة، إلا أن أخطبوط المحيط الهادىء يتبع نهجًا أكثر ذكاء، وبيّن عالم الأحياء البحرية في جامعة كاليفورنيا، Ray Caldwell، "لم أشاهد شيئا كهذا من قبل، فعادة ما يختبئ الأخطبوط في الحفر حتى يوقع بفريسته، ولكن هذا الأخطبوط عندما يرى الجمبري على مسافة بعيدة فإنه يضغط نفسه ويزحف ثم يمد ذراعه الطويلة أعلى الجمبرى، وإما أن يوقع به أو يخيفه يحصل عليه فورًا".

وكشفت الدراسة التي نشرت في دورية "journal Public Library of Science One" أن الأخطبوط الذي يعيش على ساحل المحيط الهادئ في أميركا الوسطى هو غير عادي، فعند التزاوج عادة ما يبعد الأخطبوط أذرعه الطويلة عن الأنثى حتى لا تخشاه، أما ذكر أخطبوط المحيط الهادئ فإنه يقترب من الأنثى، وتبدأ المغازلة بينهما لبضعة أيام من خلال التقبيل، كما أنهما يتبادلان حتى وجبات الطعام في وضع  beak to beak، وعلى عكس أنواع الأخطبوط الأخرى فإن إناث الأخطبوط عادة لا تموت بعد وضع البيض ويمكنها تكرار العملية مرة أخرى.

وعادة ما يتواجد أخطبوط المحيط الهادىء على عمق حوالي 150 قدمًا في المياة الموحلة ويظل الأخطبوط في أصداف قديمة أو في تجاويف الصخور، ونما الحيوان الذى جرى اكتشافه منذ 40 عامًا إلى 3 بوصة "7 سم"، بينما تكون الذكور أصغر بحوالى 2 بوصة "4.5 سم"، وقدم الأخطبوط الكثير من الألوان عالية التباين إلى جانب أشكال مختلفة، ويختلف لونه من البني المحمر الداكن إلى الأسود مع وجود خطوط بيضاء، وقد يحتوي على بقع ملونة، فضلا عن تنوع ملمس جلده.

وعلى الرغم من وجود الكثير من التقارير عن السلوك غير العادي للأخطبوط، إلا أن العلماء يعتقدون أنها غير صحيحة ولم تخضع لدراسة علمية دقيقة، وأجرى الباحثون دراسة على 40 أخطبوطا تعيش في حوض داخل مختبر في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم.

وأبرز Caldwell "بالتأكيد يستجيبون لبعضها البعض من خلال الألوان المتباينة، وبذلك تبدو ألوانهامفيدة في حالة العيش الجماعي، وفي ظل تسامحها مع بعضها البعض لا أعتقد أنها اجتماعية، وتتمثل الخطوة التالية لفهم السلوكيات الفريدة لأخطبوط المحيط الهادىء في مراقبة المجموعات وهي تعيش في بيئتها الطبيعية، فمن خلال مراقبة السياق الذي نشأت فيه هذه السلوكيات يمكن معرفة كيفية تطورها، خصوصًا في ظل اختلافها عن معظم الأنواع الأخرى من الأخطبوط".

ووصف الدكتور Richard Ross من أكاديمية كاليفورنيا للعلوم والمؤلف المشارك في الدراسة هذا البحث بأنه مثير للغاية، وكتب في دورية journal PLOS ONE "يذكرنا هذا بأنه لدينا الكثير لنتعلمه عن العالم الغامض للرأسقدميات".