ابوظبي- سعيد المهيري
أثارت بعض توقعات الطقس المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيد بارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في الإمارات حالة من الهلع بين الجماهير، خصوصًا أنّ هذه التوقعات ربطت هذا الارتفاع المحتمل بالموجة الحارة التي سيطرت على الهند وأودت بحياة أكثر من 1500 شخص.
وأشارت التوقعات المتداولة إلى أن درجات الحرارة ربما تلامس معدل 60 درجة الأمر الذي لم يسبق تسجيله في الإمارات، مما دفع عددًا إلى اتخاذ قرار بعدم التوجه إلى العمل وأخذ إجازة خلال الموجة الحارة التي من المفترض أن تبدأ اعتبارا من، الأربعاء، لعدة أيام.
وسارع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل إلى نفي كل ما يتم تداوله عن ارتفاعات غير مسبوقة بدرجات الحرارة، مؤكدًا أنّ درجات الحرارة ستكون ضمن الحدود المعتادة لمثل هذه الفترة من السنة حيث يتوقع أن تتأثر الدولة اليوم بامتداد منخفض جوى على سطح الأرض، متمركز على جنوب شرق الجزيرة العربية، يجلب رياحا شرقية إلى جنوبية شرقية نشطة السرعة مثيرة للأتربة والرمال وتؤدى إلى ارتفاع في درجات الحرارة على مناطق واسعة من الدولة، حيث من المتوقع أن تصل إلى نهاية الأربعينيات 45 – 49 درجة مئوية.
وأضاف المركز، أنّ معظم قياسات درجات الحرارة في السيارات غير دقيقة، ولا تعطي القياس الواقعي لدرجة الحرارة، وذلك لأنها لا تلبي الاشتراطات العلمية والمناخية للقياس، موضحًا أنّ قياس درجة الحرارة بصورة حقيقية في السيارة، يجب أن يقاس أثناء سير السيارة على سرعة 60 كيلو مترًا على الأقل، وبعد فترة زمنية معقولة من السير، لأن ترك السيارة مدة طويلة معرضة لأشعة الشمس المباشرة، يؤثر في هيكل السيارة المعدني، وبالتالي، في مؤشر القياس، كما أن قياس الحرارة في الأماكن المزدحمة يتأثر أيضًا بعوادم السيارات الأخرى، ولا يعطي نتائج دقيقة وواقعية لدرجات الحرارة.
ولفت إلى أنّ ذلك يتضح جليا، عندما تكون السيارة معرضة لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، وعند تشغيلها يعطي مؤشر الحرارة قياسا معينا، وعند السير بها لفترة وتعرض جسم السيارة للهواء، يبدأ المؤشر في الهبوط من 2 ـ 5 درجات، بحسب طبيعة المنطقة التي تسير فيها.
وشدد على أنّ قياس درجات الحرارة في المحطات الأرضية التابعة للمركز الوطني على مستوى الدولة، يتم بصورة آلية ومنتظمة كل 15 دقيقة، وتعمل أجهزة إلكترونية على جمع بيانات كل محطة على مدار الساعة، وفي النهاية تعطي متوسط الدرجات النهائية، مشيرًا إلى أنّ أجهزة القياس في محطات الرصد تبعد عن مستوى سطح الأرض من 175 ـ 225 سنتيمترا، معزولة عن أشعة الشمس المباشرة، ويتم تهويتها بما يعادل ثمانية كيلومترات في الهواء، لتعطي القياسات الدقيقة لدرجات الحرارة.
ونفى مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الدكتور جمال محمد الحوسني، المعلومات المتداولة حول تسبب ارتفاع درجات الحرارة بحدوث أي حرائق على مستوى الإمارات، إذ إن جميع الحرائق التي وقعت ناتجة من أخطاء بشرية وحوادث، فضلًا عن تدني مستوى الأمن والسلامة، سواء في المنازل أو جهات العمل وغيرها، ولا علاقة لها بارتفاع درجات الحرارة.
ووجه الحوسني، إلى هيئة الأزمات والطوارئ تعمل بالشراكة مع الدفاع المدني الإماراتي على رفع الوعي لدى الجمهور وتثقيفهم عمومًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر نشر الدليل الإماراتي للحالات الطارئة، الذي أصبح حاليًا مرجعا في جميع الحالات الخطرة أو الطارئة التي تواجهها الإمارات، كالكوارث الطبيعية، والحرائق وسبل الوقاية منها.
ونوه إلى أن دولة الإمارات لا تحتوي على غابات معرضة للحرائق في حال ارتفعت درجات الحرارة، منبها إلى أن درجات الحرارة مازالت ضمن معدلاتها الطبيعية المعتادة في فصل الصيف في دولة الإمارات.