دبي – صوت الإمارات
نجحت ثلاث مواطنات في ابتكار مادة مضادة للتآكل والصدأ من مخلفات النخيل، بهدف الاستفادة من نحو 80 ألف طن من هذه المخلفات سنوياً، بدلاً من هدرها والتخلص منها بالطرق التقليدية، وفاز المشروع بالجائزة الثانية على مستوى الدولة في مسابقة "بالعلوم نفكر 2016"، التي تجريها مؤسسة الإمارات سنوياً.
وتتميز المادة المستخرجة من مخلفات النخيل بأنها غير سامة مثل المواد الأخرى المستخدمة لهذا الغرض، كونها صديقة للبيئة لا ينتج عنها أي أضرار، بل وتخلص البيئة من ملايين الكيلوغرامات من مخلفات النخيل سنوياً، كما تعد المواد المستخلصة أقل كلفة بكثير من المواد الموجودة في الأسواق.
وعكفت المواطنات عائشة الأحبابي، وآمنة البلوشي، وآمنة آل علي، بعد تخرجهن في قسم الهندسة الكيميائية بجامعة الإمارات العام الماضي على استخراج هذه المادة، كمشروع التخرج في الكلية، وحققت نتائج المشروع نجاحاً مبهراً بعد اختراع هذه المادة الجديدة.
وأوضحت عائشة الأحبابي، متحدثة باسم زميلتيها، إنهن يعملن حالياً على تسجيل مشروعهن كبراءة اختراع، بأسمائهن لحفظ حقوقهن، ومن ثم البحث عن جهة لرعاية هذه الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع، كونها ستدر مكسباً مالياً كبيراً وتخلص البيئة من كميات هائلة من مخلفات النخيل سنوياً.
وأضافت: "بدأنا دراسة المشروع في شهر أكتوبر الماضي كمشروع تخرج في الهندسة الكيميائية، وقمنا في البداية باختيار المجال وهو إنتاج مواد ذات قيمة مادية عالية من مخلفات النخيل مثل السعف وجذع النخل، وذلك انطلاقاً من امتلاك الدولة حسب الاحصاءات المعلنة نحو 40 مليون نخلة، ينتج عن كل نخلة نحو 20 كيلوغراماً من السعف سنوياً، ما يعني نحو 80 ألف طن من مخلفات النخيل سنوياً، ولا توجد حتى الآن طريقة للاستفادة منها، بل تذهب ضمن النفايات المهدرة".
وتابعت "كان الهدف الأساسي من وراء هذا المشروع حل أكثر من مشكلة بعملية واحدة، كذلك توفير منتج مفيد وصديق للبيئة في الوقت ذاته، لذا قمنا باستخدام سعف النخيل كمادة أولية ومن ثم استخراج مادة ثانوية منه وتحويلها إلى المنتج المطلوب، الذي يمكن استخدامه كطلاء مضاد للصدأ".
وأكدت الأحبابي، أنه إذا ما تم استخدام هذه العملية بطريقة سليمة فسيكون لها عائد كبير للدولة من الناحية البيئية وعمليات الصيانة الدورية للمنشآت الحكومية، فضلاً عن توفير مبالغ طائلة تنفق على هذا الغرض.
وأشارت إلى أنهن صادفن بعض العقبات في بداية العمل على الفكرة، نظراً لقلة المعلومات في هذا المجال، إلا أنهن تمكن من تجازوها من خلال الدعم الكافي من المقربين، فضلاً عن عملهن في بيئة نامية ومشجعة على الابتكار والابداع، فضلاً عن العمل بروح الفريق الواحد ساعات طويلة، كما أشرف على المشروع أستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة الإمارات الدكتور علي المرزوقي.