دبي – صوت الإمارات
تشهد محمية المرموم الصحراوية في دبي مرحلة جديدة من خلال خطة تهدف إلى تطوير المحمية وتعزيز حمايتها وربطها بالحركة السياحية، وتعزيز نظام الموارد الطبيعية المستدامة واستخدام "الطاقة النظيفة"، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمحمية من حيث الطاقة والغذاء. ومن المتوقع إطلاق مشروع تطوير المحمية في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، الذي سيتضمن إنشاء مركز المرموم لدراسات الطبيعة، وثلاث بوابات، ومركز استعلام، ومنصات لمراقبة الحيوانات والطيور والنجوم وشروق الشمس ومغيبها. كما يتضمن إنشاء مبانٍ بيئية تعتمد على الطاقة المتجددة من خلال مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، وضمن مواصفات تتوافق مع البيئة وظروف الحياة البرية في المحمية التي تضم حيوانات وطيوراً ونباتات متعددة، من بينها أشجار الغاف.
وستشهد المحمية توسعة كبيرة بإضافة مناطق محيطة بموقعها الحالي، لتغدو واحدة من بين كبرى المحميات غير المسيجة في الوطن العربي. كما يهدف مشروع التطوير إلى جعل المحمية على خريطة السياحة البيئية والعائلية والرياضية والثقافية، خصوصاً أنها ستضم موقع ساروق الحديد الأثري، الذي يعد كنزاً ثقافياً وحضارياً يتميز بقيمة تاريخية كبيرة، إذ إنه سيعيد قراءة التاريخ مجدداً وفقاً لمعطيات المكتشفات التي تعد كتاباً لم تفك رموزه بعد، كما أن دراسة الموقع تتيح إعادة بناء قصة الحياة في المنطقة منذ أكثر من 3000 عام من خلال الربط بين المسارات الحضارية القديمة ودراسة العلاقة بينها؛ وفقاً للمعطيات المادية المكتشفة.
وتتضمن المحمية المتحف المصغر لبعض اللقى الأثرية في ساروق الحديد، الذي تم إنشاؤه ليصبح نقطة استقطاب لزوار المحمية والمهتمين بدراسة التاريخ القديم. ويضم المتحف المصغر الذي يقع على طرف المحمية جزءاً من المكتشفات، من بينها قلائد زينة وجرار فخارية وسيوف وقطع أخرى تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، دشّن بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، "متحف ساروق الحديد" الرئيس في منطقة الشندغة، والذي يضم آلاف القطع الذهبية والبرونزية والحديدية المكتشفة في الموقع، في حين يتيح "المتحف المصغر" في المرموم للزوار الاطلاع على جزء من المكتشفات في ساروق الحديد في الميدان، خلال جولة واحدة، خصوصاً أن الموقع الأثري يقع في المنطقة الصحراوية ذاتها. ويوفر المتحف المصغر نشرات بمعلومات عن المواقع الأثرية والتراثية والسياحية في دبي.
وتتضمن الخطة الشاملة لتطوير محمية المرموم، التي بدأ المكتب التنفيذي لحكومة دبي دراستها منذ 30 مايو الماضي، زيادة رقعة المحمية، لترتفع مساحتها الكلية من 391 كيلومتراً مربعاً إلى 933 كيلومتراً مربعاً، لتصبح من أكبر المحميات الطبيعية عربياً، كما يتوقع أن تشهد المحمية المفتوحة إضافة مناطق جديدة في مراحل لاحقة. ويتضمن مشروع التطوير ضم موقع أثري آخر لايزال التنقيب فيه جارياً، إضافة إلى مضمار الدراجات الهوائية، كما تقع في نطاقها منطقة البحيرات في سيح السلم.
وذكر مدير محمية المرموم الصحراوية، جابر المطيوعي، لـ"الإمارات اليوم" خلال جولة صباحية مبكرة، إن "المحمية ستغدو واحدة من أكبر المحميات المفتوحة على الصعيد العربي، بعد تعديل الخريطة الجديدة لها بضم مناطق محيطة إليها". وأكد أن "المحمية تحظى باهتمام خاص من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أصدر توجيهاته بتطوير المحمية ضمن خطة شاملة لتغدو نقطة جذب ثقافية وسياحية، خصوصاً بعدما كشفت اللقى الأثرية عن أهمية استثنائية لموقع ساروق الحديد".
وأضاف المطيوعي الذي يعمل في المحمية منذ 16 عاماً، أن "المحمية تضم الآن أكثر من 25 ألفاً و700 رأس من الظباء، من بينها 20 ألف غزال دماني، و2700 من غزال الريم و3000 مها عربية". وأشار إلى وجود طائر القطا بكثرة، إذ يصل عدده إلى نحو 22 ألف طائر، علاوة على اليمام الذي يبلغ عدده نحو 5000 طائر، كما توجد بحيرات خاصة بطيور البط والفلامينغو وطيور مهدّدة بالانقراض. وتعيش في المحمية أيضاً أعداد كبيرة من الأرانب البرية والزواحف، خصوصاً الضبّ.